- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
السلسلة الدعوية: مع القرآن (1) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين
الأربعاء 11 ديسمبر 2013, 8:16 pm
]السلسلة الدعوية: مع القرآن
(1)
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
(1)
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
لشيخ/ حارث بن غازي النظاري (حفظه الله)
الصادرة عن مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي
ذو الحجة 1434 هـ – 11 / 2013 م
ذو الحجة 1434 هـ – 11 / 2013 م
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
]الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد.
أما بعد:
مع القرآن؛ تأملٌ وتدبرٌ في آيةٍ من كتاب الله، تصحيحٌ للمفاهيم وضوابط للسلوك.[
أما بعد:
مع القرآن؛ تأملٌ وتدبرٌ في آيةٍ من كتاب الله، تصحيحٌ للمفاهيم وضوابط للسلوك.[
"]الحلقة الأولى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
أي نخصك بالعبادة فلا نعبد غيرك، ونخصك بطلب المعونة فهي محض التوحيد العلمي والعملي؛ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
وإلى هذه الآية يرجع الدين كله (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). فالأول تبرؤ من الشرك والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل.
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) الغاية من خلق الثقلين -الإنس والجن- هي العبادة، قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وأرسل الله تبارك وتعالى جميع الرسل بأمرٍ واحد؛ عبادة الله تعالى واجتناب الشرك، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).
وفي القرآن الكريم أول أمرٍ جاء فيه -أول أمر مباشر في القرآن الكريم- يعني إذا أردت العمل بالقرآن فقرأت القرآن من البداية الفاتحة والبقرة تتتبع أوامر الله تبارك وتعالى للعمل بها؛ ما هو أول أمر تجده؟ هو الأمر بالعبادة. قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فأول أمر -بترتيب المصحف- هو الأمر بعبادة الله تبارك وتعالى واجتناب الشرك (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، والأمر في أول أمر جاء لعموم الإنسانية للبشر جميعًا للناس جميعًا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
وأصل العبادة: التذلل والخضوع لله تبارك وتعالى. والعبادة هي: طاعة الله تبارك وتعالى بامتثال ما أمر الله به على ألسنة رسله، أو التعريف المعروف المشهور: هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
حقيقة العبادة: هي خضوع الحياة كل الحياة لله تبارك وتعالى، خضوع الحياة؛ جميع شؤونها لأمر الله تبارك وتعالى، للوحي، للكتاب والسنة، أن تكون الشريعة حاكمةٌ على أفعالنا وتصرفاتنا ومشاريعنا ومناهجنا، تكون كلها خاضعة لله تبارك وتعالى، وبذلك تكون هي العبادة.
قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) فهو أمرٌ من الله تبارك وتعالى (وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) أمرت بماذا؟ أن تكون الحياة؛ كل الحياة لله، وأن يكون الموت في سبيل الله، (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ) لا حظَّ لأحدٍ فيها، لا حظَّ لأحدٍ في حياتي ولا في مشاريعي ولا في سلوكي، كلها في سبيل الله وفي مرضاة الله تبارك وتعالى، وكذلك موتي لا يكون إلا في ما يحب الله تبارك وتعالى وفي ما يرضاه الله تبارك وتعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) أنا أول المبادرين، أنا أول المنفذين، أنا أول الملتزمين، أنا أول المسارعين لما يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه.
وأن تكون الحياة لله تبارك وتعالى لا يتحقق ذلك إلا بإصلاح النية وإصلاح العمل، حتى تكون الحياة لله والموت في سبيل الله لا بد أن تصلح النية ويصلح العمل، إصلاح النية بأن يكون القصد ابتغاء الله والدار الآخرة، قال الله سبحانه وتعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
(لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) لا يريدون مكانةً في الأرض، لا يريدون أن يكون لهم سلطان في الأرض إنما الذي يريدونه أن يكون سلطان الله تبارك وتعالى على الجميع، ليس هدفي أن تخضع لسلطاني أو أن تكون في حكمي، لا، إنما أن أكون أنا وأنت وجميع البشر تحت سلطان الله تبارك وتعالى، أخضع أنا وأنت والبشرية لأمر الله تبارك وتعالى ولسلطان الله تبارك وتعالى، فالأمر ليس مغالبة لمن يكون السلطان، لي أو لفلان أو لك، لا، إنما أن يكون حكم الله تبارك وتعالى وشرع الله ودين الله ساريًا على الجميع، إصلاح النية.
وإصلاح العمل: أن يكون العمل على الكيفية التي يريدها الله تبارك وتعالى، أن أعبد الله تبارك وتعالى كما يريد الله لا كما أريد أنا.
قال الإمام الشاطبي -رحمه الله- في الموافقات في موضوع العبودية والخضوع لله تبارك وتعالى وعدم التملص من الأحكام الشرعية أو مخالفة الحكم الشرعي، قال رحمه الله: “إنما قصد الله تبارك وتعالى بوضع الشريعة إخراج المكلف عن اتباع هواه حتى يكون عبدًا لله”، فنحن نعبد الله تبارك وتعالى كما يريد الله تبارك وتعالى لا كما نريد، نحن ننفذ أوامر الله تبارك وتعالى لا نتبع رغباتنا وأهواءنا، فاتباع الهوى مخالفٌ لتحقيق العبودية، إما اتباع الهوى وإما اتباع الشريعة، إما حكم الله وإما الهوى.
واتباع الهوى له صورتان رئيسيتان -باختصار- :
- اتباع الهوى في الإعراض عن الحكم الشرعي. يتبع الهوى ويترك الشريعة ،كل الشريعة يتجنبها، لا يريد أصلاً الالتزام بالشريعة، لا يخضع للالتزام بالشريعة، لا يخضع لله وللالتزام بوحيه، متبع للهوى مخالف للشرع، قال الله سبحانه وتعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) هذا الأمر الأول في اتباع الهوى؛ أن يترك الشريعة ويترك الوحي ويتجنب الدين ويتبع هواه.
- الأمر الثاني: اتباع الهوى في التعامل مع الحكم الشرعي، هو سائر على شرع الله تبارك وتعالى لكن تأتي النصوص فيطوِّع النصوص لتوافق هواه، فيتلاعب بالنصوص الشرعية بمدلولات النصوص الشرعية، لا يحرف النصوص الشرعية لكن يحرف معانيها يحرف أحكامها، كما قال الله سبحانه وتعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) هذا الصنف الآخر ملتزم بالشريعة سائر في الدين لكن يطوع النصوص بما يوافق الهوى فتنتج البدع وتنتج المخالفات الشرعية وأمور كثيرة غير موافقة للشرع بسبب اتباع الهوى في التعامل مع النصوص الشرعية.
أي نخصك بالعبادة فلا نعبد غيرك، ونخصك بطلب المعونة فهي محض التوحيد العلمي والعملي؛ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
وإلى هذه الآية يرجع الدين كله (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). فالأول تبرؤ من الشرك والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل.
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) الغاية من خلق الثقلين -الإنس والجن- هي العبادة، قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وأرسل الله تبارك وتعالى جميع الرسل بأمرٍ واحد؛ عبادة الله تعالى واجتناب الشرك، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).
وفي القرآن الكريم أول أمرٍ جاء فيه -أول أمر مباشر في القرآن الكريم- يعني إذا أردت العمل بالقرآن فقرأت القرآن من البداية الفاتحة والبقرة تتتبع أوامر الله تبارك وتعالى للعمل بها؛ ما هو أول أمر تجده؟ هو الأمر بالعبادة. قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فأول أمر -بترتيب المصحف- هو الأمر بعبادة الله تبارك وتعالى واجتناب الشرك (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، والأمر في أول أمر جاء لعموم الإنسانية للبشر جميعًا للناس جميعًا (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
وأصل العبادة: التذلل والخضوع لله تبارك وتعالى. والعبادة هي: طاعة الله تبارك وتعالى بامتثال ما أمر الله به على ألسنة رسله، أو التعريف المعروف المشهور: هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
حقيقة العبادة: هي خضوع الحياة كل الحياة لله تبارك وتعالى، خضوع الحياة؛ جميع شؤونها لأمر الله تبارك وتعالى، للوحي، للكتاب والسنة، أن تكون الشريعة حاكمةٌ على أفعالنا وتصرفاتنا ومشاريعنا ومناهجنا، تكون كلها خاضعة لله تبارك وتعالى، وبذلك تكون هي العبادة.
قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) فهو أمرٌ من الله تبارك وتعالى (وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) أمرت بماذا؟ أن تكون الحياة؛ كل الحياة لله، وأن يكون الموت في سبيل الله، (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ) لا حظَّ لأحدٍ فيها، لا حظَّ لأحدٍ في حياتي ولا في مشاريعي ولا في سلوكي، كلها في سبيل الله وفي مرضاة الله تبارك وتعالى، وكذلك موتي لا يكون إلا في ما يحب الله تبارك وتعالى وفي ما يرضاه الله تبارك وتعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) أنا أول المبادرين، أنا أول المنفذين، أنا أول الملتزمين، أنا أول المسارعين لما يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه.
وأن تكون الحياة لله تبارك وتعالى لا يتحقق ذلك إلا بإصلاح النية وإصلاح العمل، حتى تكون الحياة لله والموت في سبيل الله لا بد أن تصلح النية ويصلح العمل، إصلاح النية بأن يكون القصد ابتغاء الله والدار الآخرة، قال الله سبحانه وتعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
(لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) لا يريدون مكانةً في الأرض، لا يريدون أن يكون لهم سلطان في الأرض إنما الذي يريدونه أن يكون سلطان الله تبارك وتعالى على الجميع، ليس هدفي أن تخضع لسلطاني أو أن تكون في حكمي، لا، إنما أن أكون أنا وأنت وجميع البشر تحت سلطان الله تبارك وتعالى، أخضع أنا وأنت والبشرية لأمر الله تبارك وتعالى ولسلطان الله تبارك وتعالى، فالأمر ليس مغالبة لمن يكون السلطان، لي أو لفلان أو لك، لا، إنما أن يكون حكم الله تبارك وتعالى وشرع الله ودين الله ساريًا على الجميع، إصلاح النية.
وإصلاح العمل: أن يكون العمل على الكيفية التي يريدها الله تبارك وتعالى، أن أعبد الله تبارك وتعالى كما يريد الله لا كما أريد أنا.
قال الإمام الشاطبي -رحمه الله- في الموافقات في موضوع العبودية والخضوع لله تبارك وتعالى وعدم التملص من الأحكام الشرعية أو مخالفة الحكم الشرعي، قال رحمه الله: “إنما قصد الله تبارك وتعالى بوضع الشريعة إخراج المكلف عن اتباع هواه حتى يكون عبدًا لله”، فنحن نعبد الله تبارك وتعالى كما يريد الله تبارك وتعالى لا كما نريد، نحن ننفذ أوامر الله تبارك وتعالى لا نتبع رغباتنا وأهواءنا، فاتباع الهوى مخالفٌ لتحقيق العبودية، إما اتباع الهوى وإما اتباع الشريعة، إما حكم الله وإما الهوى.
واتباع الهوى له صورتان رئيسيتان -باختصار- :
- اتباع الهوى في الإعراض عن الحكم الشرعي. يتبع الهوى ويترك الشريعة ،كل الشريعة يتجنبها، لا يريد أصلاً الالتزام بالشريعة، لا يخضع للالتزام بالشريعة، لا يخضع لله وللالتزام بوحيه، متبع للهوى مخالف للشرع، قال الله سبحانه وتعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) هذا الأمر الأول في اتباع الهوى؛ أن يترك الشريعة ويترك الوحي ويتجنب الدين ويتبع هواه.
- الأمر الثاني: اتباع الهوى في التعامل مع الحكم الشرعي، هو سائر على شرع الله تبارك وتعالى لكن تأتي النصوص فيطوِّع النصوص لتوافق هواه، فيتلاعب بالنصوص الشرعية بمدلولات النصوص الشرعية، لا يحرف النصوص الشرعية لكن يحرف معانيها يحرف أحكامها، كما قال الله سبحانه وتعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) هذا الصنف الآخر ملتزم بالشريعة سائر في الدين لكن يطوع النصوص بما يوافق الهوى فتنتج البدع وتنتج المخالفات الشرعية وأمور كثيرة غير موافقة للشرع بسبب اتباع الهوى في التعامل مع النصوص الشرعية.
](إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أي نطلب العون والتأييد والتوفيق منك، نخصك بطلب المعونة، أن يعيننا الله تبارك وتعالى.
الاستعانة: هي الاعتماد على الله تبارك وتعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله في تحصيل ذلك.
وهناك أمر يقع فيه الكثير من الناس وهو انفصال الاستعانة عن العبودية، فترى الإنسان يستعين بالله تبارك وتعالى، يقول: نستعين بالله تبارك وتعالى على طلب الرزق، نستعين بالله تبارك وتعالى في طلب المعيشة، نستعين بالله تبارك وتعالى على هموم الدنيا، نستعين بالله تبارك وتعالى في حل بعض الإشكالات، والمطلوب الأساسي هو الاستعانة بالله تبارك وتعالى على تحقيق أمر الله، الاستعانة بالله تبارك وتعالى على القيام بالأمر الشرعي، الاستعانة بالله تبارك وتعالى على تحقيق العبودية، لذلك علّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فقال: “يا معاذ والله إني لأحبك، فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” فيعلِّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم أن يسألوا الله تبارك وتعالى العون في القيام بالأمر الشرعي “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” فنتوكل على الله تبارك وتعالى على القيام بأمر الله تبارك وتعالى، نستعين بالله على القيام بأمر الله تبارك وتعالى.
قال ابن تيمية رحمه الله: “تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته” أي أن يسأل العبد ربه أن يعينه على مرضاته تعالى، قال: “تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين” نعبد الله تبارك وتعالى ونستعين بالله على العبادة، والعبادة تشمل جميع الحياة، فالاستعانة بالله على كل أمر
الاستعانة: هي الاعتماد على الله تبارك وتعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله في تحصيل ذلك.
وهناك أمر يقع فيه الكثير من الناس وهو انفصال الاستعانة عن العبودية، فترى الإنسان يستعين بالله تبارك وتعالى، يقول: نستعين بالله تبارك وتعالى على طلب الرزق، نستعين بالله تبارك وتعالى في طلب المعيشة، نستعين بالله تبارك وتعالى على هموم الدنيا، نستعين بالله تبارك وتعالى في حل بعض الإشكالات، والمطلوب الأساسي هو الاستعانة بالله تبارك وتعالى على تحقيق أمر الله، الاستعانة بالله تبارك وتعالى على القيام بالأمر الشرعي، الاستعانة بالله تبارك وتعالى على تحقيق العبودية، لذلك علّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فقال: “يا معاذ والله إني لأحبك، فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” فيعلِّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم أن يسألوا الله تبارك وتعالى العون في القيام بالأمر الشرعي “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” فنتوكل على الله تبارك وتعالى على القيام بأمر الله تبارك وتعالى، نستعين بالله على القيام بأمر الله تبارك وتعالى.
قال ابن تيمية رحمه الله: “تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته” أي أن يسأل العبد ربه أن يعينه على مرضاته تعالى، قال: “تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين” نعبد الله تبارك وتعالى ونستعين بالله على العبادة، والعبادة تشمل جميع الحياة، فالاستعانة بالله على كل أمر
سأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لطاعته وأن يصرف عنا معاصيه إنه على كل شيءٍ قدير، آمين اللهم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[/size]صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى