- ابو القعقاع الحارثيرائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
العمر : 37
الموقع : مدينة حماس - فلسطين "خليل الرحمن"
العمل/الترفيه : محاسب
المزاج : متقلب
متى يكون العمل عبادة مقبولة
الإثنين 27 يونيو 2011, 6:54 pm
متى
يكون العمل عبادة مقبولة
فالعبادة أيًٍّا كانت قولية أو فعلية لا تكون عبادة
حقيقية ولا تتم ولا تنفع صاحبها فيُثاب عليها - في الدارين – إلا إذا تحقق فيها
أمران لا يكفي أحدهما الآخر.
أحدهما: الإخلاص لله وهو
إفراد الله تعالى بالقصد في الطاعة دون من سواه، بأن يقصد بها وجه الله تعالى
متقربًا بها إليه رغبة ورهبة وخوفًا وطمعًا، فينقيها ويصفيها من قصد ثناء الناس
ومحمدتهم، أو المنزلة في قلوبهم، أو تحصيل شيء مما في أيديهم من الحطام، أو اتقاء
ما قد يوجهونه للشخص من المذمة والملام، قال تعالى: وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدّينَ حُنَفَاء [البينة:5]. وقال سبحانه:
قُلْ إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً
لَّهُ الدّينَ وَأُمِرْتُ لاِنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنّى
أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ
مُخْلِصاً لَّهُ دِينِى فَاعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ
الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر:11-15].
فالإخلاص لله هو القاعدة التي تبنى عليها العبادة وتكون
حَرية بالقبول والنفع والمثوبة، فهو معيار باطن الأعمال الدقيق، ومقياسها الصادق
الذي يميز طيبها من خبيثها، وصحيحها من فاسدها، ومقبولها من مردودها، ونافعها من
ضارها.
صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ؛ فمن كانت
هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو
امرأة ينكحها فهجرته إلى من هاجر إليه)) أخرجه
بهذا اللفظ: أبو داود (1882)، وابن ماجه (4217)، وهو في بقية الكتب الستة بلفظ
((إنما الأعمال بالنيات. . )).
وفي
الحديث القدسي قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء
عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) صحيح مسلم (5300).
ولقد
قال سبحانه في تنزيله المبين: وَلَقَدْ أُوْحِىَ
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ
عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].
وأما الشرط الثاني الذي يكون به العمل عبادة حقيقية
حرية بالقبول والنفع والثواب في الدارين – فهو أن يكون العمل على وفق سنة النبي
وهو معيار ظاهر الأعمال، قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
[آل عمران:31].
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من
عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) صحيح مسلم
(3243).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين؛ عضوا عليها
بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة)) مسند أحمد (4/126)، سنن أبي داود (3991)، سنن ابن ماجه (42).
وقال
صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه
تبعًا لما جئت به)) السنة لابن أبي عاصم (15).وقال
عليه الصلاة والسلام: ((كل أمتي يدخلون الجنة
إلا من أبى. قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد
أبى)) صحيح البخاري (6737).
فالإخلاص – إخواني أخواتي – هو ميزان أعمال القلوب التي
لا يطلع عليها إلا علام الغيوب، ويقابله الشرك الأصغر أو الأكبر، والمتابعة هي
ميزان أقوال اللسان وأعمال الجوارح الظاهرة، ويقابلها المعصية أو البدعة، والناس
شهداء لله في أرضه، وإنما يشهدون للإنسان أو عليه، بما يرون من أعماله ويسمعون من
أقواله، والغالب أنهم لا تتفق شهادتهم وثناؤهم للإنسان أو عليه خاصة بعد موته إلا
وهو كذلك، وفي الحديث: ((أنتم شهداء الله في
أرضه؛ من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار))
صحيح مسلم (1578).
فلازموا الإخلاص لربكم، والمتابعة لنبيكم محمد صلوات ربي وسلامه عليه
في أقوالكم وأعمالكم ونياتكم؛ فكل عمل أو قول مما شرع الله لا يراد به وجه الله
فهو باطل لا ثواب عليه في الآخرة، وإن أدرك شيئًا من حطام الدنيا، يقول سبحانه:
مَن كَانَ يُرِيدُ الْحياةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفّ إِلَيْهِمْ
أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِى الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ
مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [هود:15،16].
ويقول تعالى: مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ
عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ
يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الاْخِرَةَ وَسَعَى لَهَا
سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا [الإسراء:18،19]. يقول تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ وَمَن كَانَ
يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِى الآخِرَةِ مِن
نَّصِيبٍ [الشورى:20].
ولقد ذم الله تعالى الذين يعملون على غير هدي الأنبياء، وتوعدهم وعيد الأشقياء
فقال:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ
تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءانِيَةٍ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ
إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِى مِن جُوعٍ [الغاشية:2-7]. فأولئك عملوا وتعبوا لكنهم خابوا وخسروا، فلم
يستريحوا من عناء العمل، ولم يفوزوا برضوان الله عز وجل.
وهذا الوعيد يشمل فيما يشمل صنفين من الناس:
أحدهما: المنافقون؛ فإنهم استقاموا في الظاهر على الدين ولكنهم لم يخلصوا في
الباطن لرب العالمين، وإنما قصدوا حقن دمائهم وصيانة أموالهم وحرماتهم يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ
إلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة:9].
ولهذا توعدهم الله بالدرك الأسفل من النار؛ لأنهم شر من المشركين والكفار، وأخطر
منهم على الدين والمسلمين، إذ يفشون الأسرار، ويكيدون آناء الليل والنهار.
والصنف الثاني: المبتدعة الذين قد يخلصون لله في العمل ولكنهم لا يعبدونه بما جاءت به
الرسل. وكذلك المشركون الذين قد يخلصون لله في بعض الأعمال ولكن يبطلونها بالشرك
فلا تنفعهم في المآل.
فاتقوا الله إخواني وأخواتي، وأخلصوا كل أعمالكم لله، وأوقعوها على وفق سنة عبده
ورسوله ومصطفاه؛ فإن ذلك هو سر النجاح والفلاح بغاية الأرباح، واعلموا أن الله
مطلع على سرائركم، وعالم بما أكنته ضمائركم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [البقرة:281].
- Asinat27وسام الفردوس الاعلى
- الجنس : عدد المساهمات : 3368
تاريخ التسجيل : 14/05/2011
العمل/الترفيه : ان شا الله بالمستقبل مهندسة كيميائية ... الهواية : الكتابة الرسم ركوب الخيل" الفروسية"
المزاج : رايقة
تعاليق : كم من حقدٍ يسيطر على كياني ...
كم من خناجرَ مسمومةٍ طعنتْ في فؤادي ...
حتى تناثرت أشلائي ...
أبكيكَ فؤادي ألماً ... أبكيكَ حزناً ... أبكيكَ وحدةً ...
فأبيت مع الجراح ... تعذبني واعذبها .. تبادلني الشعور وأبادلها .. هويتها وانا لا اشك انها تهواني .... تعلمني فن العذاب وأعلمها فن الصبر ... فقط ... أوجعيني يا جراح ولا تبالي ببكائي أو أنيني
رد: متى يكون العمل عبادة مقبولة
الإثنين 27 يونيو 2011, 8:24 pm
جميل جدا اخي ... بوركتْ ... وجزاكَ اللهُ كُلَّ الخيْر...
- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
رد: متى يكون العمل عبادة مقبولة
الإثنين 11 يوليو 2011, 11:53 pm
موضوع نور المنتدى مزيدا من التفاعل افدتني نشكرك
- ابو القعقاع الحارثيرائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
العمر : 37
الموقع : مدينة حماس - فلسطين "خليل الرحمن"
العمل/الترفيه : محاسب
المزاج : متقلب
رد: متى يكون العمل عبادة مقبولة
الأحد 08 يناير 2012, 5:24 pm
وجزاكم الله خيرا منه يارب
تشرفت بتواجدكم الرائع اختي اسينات واختي سلسبيلا
غفر الله لنا ولكم
تشرفت بتواجدكم الرائع اختي اسينات واختي سلسبيلا
غفر الله لنا ولكم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى