- ابو القعقاع الحارثيرائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
العمر : 37
الموقع : مدينة حماس - فلسطين "خليل الرحمن"
العمل/الترفيه : محاسب
المزاج : متقلب
باب ما جاء في سوء الخاتمة و ما جاء أن الأعمال بالخواتيم
الخميس 30 يونيو 2011, 11:56 pm
مسلم " عن أبي
هريرة عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الرجل ليعمل الزمان الطويل
يعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، و إن الرجل ليعمل الزمان الطويل
بعمل أهل النار ثم يختم له بعمل أهل الجنة " .
و
في البخاري " عن سهل بن سعد ، عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال : إن العبد ليعمل عمل أهل النار و إنه من أهل الجنة ، و يعمل عمل أهل الجنة
و إنه من أهل النار ، و إنما الأعمال بالخواتيم " .
قال أبو محمد عبد الحق : اعلم أن سوء الخاتمة ـ أعاذنا الله منها ـ لا
تكون لمن استقام ظاهره و صلح باطنه ، ما سمع بهذا و لا علم به ـ الحمد لله ـ و إنما
تكون لمن كان له فساد في العقل ، أو إصرار على الكبائر ، و إقدام على العظائم .
فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة ، فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة
، و يختطفه عند تلك الدهشة ، و العياذ بالله ، ثم العياذ بالله ، أو يكون ممن كان
مستقيماً ، ثم يتغير عن حاله و يخرج عن سننه ، و يأخذ في طريقه ، فيكون ذلك سبباً
لسوء خاتمه و شؤم عاقبته ، كإبليس الذي عبد الله فيما يروى ثمانين ألف سنة ، و
بلعام بن باعوراء الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها بخلوده إلى الأرض ، و اتباع
هواه ، و برصيصا العابد الذي قال الله في حقه " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان
اكفر " .
و
يروى : أنه كان بمصر رجل ملتزم مسجداً للأذان و الصلاة ، و عليه بهاء العبادة و
أنوار الطاعة ، فرقي يوماً المنارة على عادته للأذان ، و كان تحت المنارة دار
لنصراني ذمي ، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار ، فافتتن بها و ترك الأذان ، و نزل
إليها و دخل الدار فقالت له : ما شأنك ما تريد ؟ فقال : أنت أريد . قالت : لماذا ؟
قال لها : قد سلبت لبي و أخذت بمجامع قلبي . قالت : لا أجيبك إلى ريبة . قال لها :
أتزوجك . قالت له : أنت مسلم و أنا نصرانية و أبي لا يزوجني منك قال لها : أتنصر .
قالت : إن فعلت أفعل . فتنصر ليتزوجها ، و أقام معها في الدار . فلما كان في أثناء
ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات ، فلا هو بدينه و لا هو بها .
فنعوذ بالله ثم نعوذ بالله من سوء العاقبة و سوء الخاتمة .
و
يروى أن رجلاً علق بشخص و أحبه ، فتمنع عنه و اشتد نفاره فاشتد كلف البائس إلى أن
لزم الفراش ، فلم تزل الوسائط تمشي بينهما حتى وعد بأن يعود ، فأخبر بذلك ففرح و
اشتد فرحه و سروره ، و انجلى عنه بعض ما كان يجده ، فلما كان في بعض الطريق رجع و
قال : و الله لا أدخل مداخل الريب ، و لا أعرض بنفسي لمواقع التهم فأخبر بذلك
البائس المسكين فسقط في يده ، و رجع إلى أسوأ ما كان به و بدت علامات الموت و
أمارته عليه .
قال
الراوي : فسمعته يقول و هو في تلك الحال :
سلام يا راحة
العليل و برد ذل الدنف
النحيل
رضاك أشهى إلى
فؤادي من رحمة الخالق
الجليل
قال
: فقلت له : يا فلان اتق الله تعالى فقال : قد كان ما كان . فقمت عنه فما جاوزت باب
داره حتى سمعت صيحة الموت قد قامت عليه . فنعوذ بالله من سوء العاقبة و شؤم
الخاتمة .
قال
المؤلف رحمه الله : " روى البخاري عن سالم عن عبد الله قال : كان كثيراً ما كان
النبي يحلف : لا و مقلب القلوب " و معناه يصرفها أسرع من مر الريح على اختلاف في
القبول و الرد و الإرادة و الكراهية و غير ذلك من الأوصاف . و في التنزيل " و
اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه " قال
مجاهد : المعنى يحول بين المرء و
عقله حتى لا يدري ما يصنع . بيانه : " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " أي عقل ، و
اختار الطبري أن يكون ذلك إخباراً من الله تعالى بأنه أملك
لقلوب العباد منهم و أنه يحول بينهم و بينها إذا شاء ، حتى لا يدرك الإنسان شيئاً
إلا بمشيئة الله عز و جل .
و
قالت عائشة رضي الله عنها : " كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول يا مقلب
القلوب ثبت قلبي على طاعتك فقلت : يا رسول الله إنك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء فهل
تخشى ؟ قال : و ما يؤمنني يا عائشة و قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الجبار إذا
أراد أن يقلب قلب عبده قلب " .
قال
العلماء : و إذا كانت الهداية إلى الله مصروفة ، و الإستقامة على مشيته موقوفة ، و
العاقبة مغيبة ، و الإرادة غير مغالبة ، فلا تعجب بإيمانك و عملك و صلاتك و صومك و
جميع قربك ، فإن ذلك و إن كان من كسبك فإنه من خلق ربك و فضله الدار عليك و خيره ،
فمهما افتخرت بذلك ، كنت كالمفتخر بمتاع غيره ، و ربما سلب عنك فعاد قلبك من الخير
أخلى من جوف البعير ، فكم من روضة أمست و زهرها يانع عميم . فأصبحت و زهرها يابس
هشيم ، إذ هبت عليها الريح العقيم . كذلك العبد يمسي و قلبه بطاعة الله مشرق سليم ،
فيصبح و هو بمعصية مظلم سقيم . ذلك فعل العزيز الحكيم الخلاق
العليم .
روى النسائي
عن عثمان رضي الله عنه قال : [ اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل
ممن كان قبلكم تعبد ، فعلقت امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت له : إنا ندعوك
للشهادة ، فانطلق مع جاريتها فطفقت الجارية كلما دخل باباً أغلقته دونه حتى أفضت
إلى امرأة وضيئة أي جميلة عندها غلام و باطية خمر فقالت : إني و الله ما دعوتك
للشهادة و لكن دعوتك لتقع علي ، أو تشرب من هذه الخمر كأساً أو تقتل هذا الغلام قال
فاسقني من هذه الخمر ؟ فسقته كأساً قال : زيدوني فلم يزل يشرب حتى وقع عليها و قتل
الغلام . فاجتنبوا الخمر فإنه و الله لا يجتمع الإيمان و إدمان الخمر إلا ليوشك أن
يخرج أحدهما صاحبه ] .
و
يروى أن رجلاً أسيراً مسلماً ، و كان حافظاً للقرآن ، خص بخدمة راهبين ، فحفظا منه
آيات كثيرة لكثرة تلاوته فأسلم الرهبان و تنصر المسلم . و قيل له : ارجع إلى دينك
فلا حاجة لنا فيمن لم يحفظ دينه . قال : لا أرجع إليه أبداً فقتل ، و في الخبر قصته
، و الحكايات كثيرة في هذا الباب نسأل الله السلامة و الممات على
الشهادة .
و
أنشد بعضهم :
قد جرت الأقلام في ذي
الورى بالختم من أمر الحكيم
العليم
فمن سعيد و شقي و
من مثر من المال و عار
عديم
و من عزيز رأسه في
السها و من ذليل وجهه في
التخوم
و من صحيح شيدت
أركانه و آخر واهي المباني
سقيم
كل على منهاجه
سالك ذلك تقدير العزيز
العليم
و
قال الربيع : سئل الشافعي عن القدر فأنشأ يقول :
ما شئت كان و إن لم
أشأ و ما شئت إن لم تشأ لم
يكن
خلقت العباد على ما
علمت ففي العلم يجري الفتى و
المسن
على ذا مننت و هذا
خذلت و هذا أغنت و ذا لم
تعن
فمنهم شقي و منهم
سعيد و منهم قبيح و منهم
حسن
و منهم غني و منهم
فقير و كل بأعماله
مرتهن
- Asinat27وسام الفردوس الاعلى
- الجنس : عدد المساهمات : 3368
تاريخ التسجيل : 14/05/2011
العمل/الترفيه : ان شا الله بالمستقبل مهندسة كيميائية ... الهواية : الكتابة الرسم ركوب الخيل" الفروسية"
المزاج : رايقة
تعاليق : كم من حقدٍ يسيطر على كياني ...
كم من خناجرَ مسمومةٍ طعنتْ في فؤادي ...
حتى تناثرت أشلائي ...
أبكيكَ فؤادي ألماً ... أبكيكَ حزناً ... أبكيكَ وحدةً ...
فأبيت مع الجراح ... تعذبني واعذبها .. تبادلني الشعور وأبادلها .. هويتها وانا لا اشك انها تهواني .... تعلمني فن العذاب وأعلمها فن الصبر ... فقط ... أوجعيني يا جراح ولا تبالي ببكائي أو أنيني
رد: باب ما جاء في سوء الخاتمة و ما جاء أن الأعمال بالخواتيم
الجمعة 01 يوليو 2011, 1:04 am
اخي الكريم ... ماذا عسانا ان نقول غَيْر جزاكَ اللهُ كُلَّ الخيْر ...
اللهمَّ حَسِّن خاتمتنا يارحمن يارحيم...
اللهمَّ ارزقنا الشهادة في سبيلك خالصة يا عزيز يا ودود ياااا الله...
بوركتْ ...
اللهمَّ حَسِّن خاتمتنا يارحمن يارحيم...
اللهمَّ ارزقنا الشهادة في سبيلك خالصة يا عزيز يا ودود ياااا الله...
بوركتْ ...
- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
رد: باب ما جاء في سوء الخاتمة و ما جاء أن الأعمال بالخواتيم
الجمعة 01 يوليو 2011, 5:13 am
تقبل مروري المتواضع
- *سيف الاسلام*رائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 795
تاريخ التسجيل : 24/11/2010
العمر : 43
العمل/الترفيه : موظف بهيئة اسلامية
المزاج : عنيد*صلب الجدا والنصال*محب للجميع
رد: باب ما جاء في سوء الخاتمة و ما جاء أن الأعمال بالخواتيم
الجمعة 01 يوليو 2011, 10:45 am
بوركت ابوالقعقاع الغالي على جهودك وجزاك الله خيرا عنا وتقبل مروري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى