- ابو الخطابالقلم الفعال
- الجنس : عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
العمر : 40
الإنقسام الفلسطيني لعنةٌ أم قضية ..
الجمعة 18 نوفمبر 2011, 5:05 am
الإنقسام الفلسطيني لعنةٌ أم قضية ..
بَعْضُ الزُعَمَاءِ يَرْقُصُونَ عَلى مَوَائِدِ المُفَاوَضَاتِ
أمَّا الشَعْبُ الفَلَسْطِينِيُّ فـ يَرْقُصُ على الآهات والدماء والأشلاء والقصف والدمار وفِي غُرَفِ التَحْقِيقْ ..!
بِتِلْكَ الكَلَمِاتِ آثَرْتُ أن أفْتَتِحَ مَقَالِي تِجَاهَ انْقِسَامِ الشعب الفِلِسْطِين وَ غَزَّةَ الأبية مَازَالَت مَغْمُوسَةً فِي بُقْعَةِ دَمٍ كَبِيرَةٍ وَمَحْصُورَةٌ مَابَيْنَ عَدُوِّ غَاصِبٍ يَدُكُّ بِجَبَرُوتِهِ عَلى خُضْرَتِهَا الـ أصْبَحَت قَاحِلَةً بِلا مَلامِح وَبِلا مَعَالِمْ ..,
وَبَيْنَ حُكُومَتَيْنِ وهميتيين بَلْ سَأقُولُ بَيْنَ رَأسَيْنِ مُتَنَاحِرَيْنِ عَلى سُلْطَةٍ مَا وهمية غير موجودة ..
وَالرَابِحُ الأكْبَرُ هُوَ مَنْ الإحتلال الصهيوني .. , وَ مَنْ سيَحْظَى بِالنَصِيبِ الأكْبَر مِن الكَعْكَة ..!
وَحَتَّى أبْدَأ فِي تَحْلِيلِ أبْعَادِ هَذَا الانْقِسامِ الدَامِي ، لابُدَّ وَ أنْ أسْتَرْجِعَ الذَاكِرَةَ إلى الوَرَاءِ ..
فَجُلَّ مَا أعْنِيهِ أنَّ الانْقِسامَ لَمْ يَكُن وَلِيدَ ( الانقلاب / الحَسْمِ ) العَسْكَرِيِّ عَلى قِطَاعِ غَزَّة ,
كَمَا يَظُنُّ الكَثِير مِن عَامَّةِ الشَعْب .. رُغْمَ أنَّهُ مِنْ أخْطَرِ وَ أعْمَقِ مَشَاهِدِ الخِلافَاتِ على المُسْتَوى الفِلِسْطِينِي ..
وَمَا تَبِعَهُ مِن قَطْعٍ للنَسِيجِ الاجتماعي وَالتَوَاصُلِ مَابَيْنَ شَطْرَيِّ الوَطَن ضفة وغزة وَ تَشْكِيلِ حُكُومَتَيْنِ لِبُقْعَةٍ صَغَيرَةٍ تكافحُ من أجلِ العيشِ بأمانْ ..!
مَا حَدَثَ فِي غَزَّة .. هُو وَلِيدُ خِلافَاتٍ حَادَّةٍ قَدَيمَةٍ وَاجَهَتِ النِظَامَ السِيَاسِي الفِلسْطِينِي مُنْذُ أن قَامَ على مَبْدَأ مَشْرُوعِ التَحَرَّرِ الوَطَنِي ، ثُمَّ ازْدَادَت حِدَّتُهَا مَعَ قُدُومِ السُلْطَةِ الفِلِسْطِينِيَّة في أوائل التسعينات ..
وَانْفَجَرَتْ كَبُرْكَانٍ تَجَدَّدَ ثَوَرَانُه بَعْدَ رُكُود بِأحْدَاثِ حَرَكَتي فتح و حَمَاسِ فِي غَزَّة ..
وَلا أقْصِدُ هُنَا الخِلافَاتِ السِيَاسِيَّةَ فَقَطْ .. باعْتِبِارِهَا خِلافَا عَادِيَّا نَتِيجَةً للتُعُدُّدِيَّةِ السِيَاسِيَّة وُوُجُودِ الفِكْرِ الحَامِلِ للمُقَاوَمَةِ وَحْدَهَا وَ آخَرُ للتَسْوِيَة .. وَ كَثْرَةِ التَنْظِيمَات والتوجهات السياسية ..
وَظَهَرَت بَوَادِرُهَا جَلِيَّة فِي مُنَظَمَّةِ التَحْرِيرِ الفِلِسْطِينِيَّة .. عِنْدَمَا قَامَتِ الجَبْهَةُ الشَعْبِيَّةُ الـ هِيَ مِنْ ضِمْنِ المُنَظَّمَةِ بالانْشِقَاقِ وَ تَأسِيسِ القِيادَة العَامَة .. وَتَلَتْها الجَبْهَةُ الدِيمُقراطِيَة .. وُصُولا إلى حَرَكَةِ فَتَحْ .. فَحَدِّث وَ لا حَرَج .. وَظهُورِ حَرَكَةِ حَمَاس بِذِرَاعِهَا العَسْكَرِيْ .. ,
فَكَانَتِ الخِلافَاتُ جَلِيَّةَ بَيْنَ هذه التنظيمات في المنهج والهدف والأداء على الأرض.. وَكَانَ مِنَ السَهْلِ حِينَهَا التَسْوِيَةُ وَحَلُّ الخِلافَاتِ وَالحَيْلُولَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ تَهْدِيدِ المَشْرُوعِ الوَطَنِيِّ الفِلِسْطِينِي ، كَوْنَ أنَّ مُعْظَمَ التَنْظِيمَاتِ التِي ظَهَرَت .. لَمْ تَكُن بِقُوَّتِهَا كالآن ، وكَوْنَهَا لَمْ تَكُن ذَاتَ جَمَاهِيرِيَّةٍ شَعْبِيَّةٍ .. أوْ كَوْنَ مُعْظَمَ الأراضي الفِلْسِطِينِيَّة كَانَت تَخْضَعُ للاحتلال ومَا قَبْلَهَا لِسِيَادَةِ الدُولِ العَرَبِيَّةِ المُسْتَضِيفَة .
إن الانْقِسَامَ وَ تَبَعِيَّاتُهُ هُو سَيِّدُ المَقَالِ وَ الذِي هَدَّدَ المَشْرُوعَ الوَطَنِيِّ والقضية بِرِمَّتِهِا وَ أعْطَى دَافِعَا للاحْتِلالِ للمَزِيدِ مِنَ التَمَعُنِ فِي القَتْلِ وَ التَدْمِيرِ وَ مُصَادَرَةِ الأراضي وَ أسْرِ المجاهدين الأبطال ..
فَكَيْفَ سَيَكُونُ لِشَعْبٍ مُنْهَكٍ مذبوح دمئاه تسفك يوميا وَ قِيادَاتٍ متناحره على شيئ وهمي بل مُتَعَادِيَة .. وَ خُصُومٍ مُتَنَافِسَة مِن أنْ يُحَرَّرَ أرَاضِيهِ المُحْتَلَة وَيُعْلِنَ السِيَادَةَ الفِلِسْطينِية عَلى جَميعِ الأراضي الفِلِسْطِينِيَّة غزة وضغة والـ 48 بِالعَاصِمَةِ الأبَدِيَّةِ القُدْسُ الشَرِيفْ ..
رُبَّمَا سَيَأتِي يَوْمُ الصَحْوَةِ لِحُكّاَمِنَا الـ انْتَابَهُم صَمْتُ القُبُورْ والسكوت على الذل والهوان.. !!
وَعِنْدَمَا أسْهِبُ فِي الحَدِيثِ .. لا بُدَّ وَ أنْ أتَطَرَّقَ إلى أنَّ الانْقِسَامَ بَدَا جَلِيَّا مُنْذُ أنْ قَامَ الاحْتِلالَ بِمُحَاصَرَةِ القَائِدِ الرَاحِلِ ( أبَاعَمَّارْ ) ، الِـذي كَانَ يَحْلُم بالحُرِّيَةِ .
حَيْثُ سَادَتْ حَالَةٌ مِنَ الفَوْضَى وَالانْفِلاتِ الأمْنِي وَ بَدَت أولَى مَظَاهِرِ الصِرَاعِ عَلى السُلْطَة داخل السلطة , إلى أنِ اغْتِيلَ الرَمْزُ وَ أصْبَحَتِ الخِلافَاتُ بَيِّنَةٌ وَ الصِرَاعُ ظَاهِرٌ وَ أطْلِقَت أولَى طَلَقَاتِ الانْقِسَامْ ..
فَكَانَ إنشاء حُكُومَةِ تَسْيِيرِ الأعْمَالِ بِرِئَاسَةِ .. د/ سَلامْ فَيَّاضْ .. وَ الذِي اعْتَقَدَ الكَثِيرُ بِأنَّهُ يَحْمِلُ فِكْرَ وَ أيديولوجية حَرَكَةِ فَتْح .. وَبَدَا الدَعْمُ وَاضِحَا لَه ..
حَتَّى فَاجَأ الجَمِيعَ بِبُعْدِهِ عَنِ البَيْتِ الفَتْحَاوِي بِتَبَنِّيهِ لِمَشْرُوعٍ خَاصٍ بِفِكْرِهِ وَنَهْجِهِ ( الطَرِيقْ الثَالِثْ ) ، وَعَمِل كَمُسْتَقِلٍّ مُسْتَغِلا ضَعْفَ وَ هُشَامَ حَرَكَةِ فَتْح وَصراعها الداخلي ..
إلى أنِ انْتَهَتِ الانْتِخَابَاتُ الرِئَاسِيَّةُ بِفَوْزِ الرَئِيس أبُو مَازِنِ وَتَوَلِّيهِ للمَنْصِبِ .. رُغْمَ كَثِيرِ المُعَارِضِينَ عَلَيْهِ مِنْ أبْنَاءِ حَرَكَةِ فتح نفسهم وَ غَيَرِهَا مِنَ التَنْظِيمَاتِ الأخرى ..
كَوْنَ خِلافَاتِهِ الكَثِيرَةِ مَعَ الرَئِيسِ الرَاحِلِ أبَا عَمّارْ .. الذِي تَبَنَّى المقَاوَمَةَ وَ العَمَلِ السِيَاسِي مَعَا ..
وَبَعْدَهَا تَوَالَتِ الحُكُومَات .. التِي رَسَخَّتْ حَالَةِ الانْقِسام .. وُصُولا إلى فَوزِ حَرَكَةِ حَمَاس فِي الانْتِخَابَاتِ التَشْرِيعِيَّةِ فِي غَزَّة ..
وَمِنْ هُنَا أطْلِقَت الرَصَاصَةُ الثَانِيَة .. فَزَادَتْ وَتَيرَةُ الاحتقان وَ المُنَاكَفَاتِ الإعلامية بَيْنَ طَرَفِيِّ النِزاعْ .. وَ ازْدَادَ الفَلَتَان الأمني وَكَثَرُت الاشْتِبَاكَات الدَامِية بَعْدَ تَأسِيسِ حركة حَمَاس جِهَازَ ( التَنَفْيِذِيَّة ) .. وَ التِي قَامَتْ بِعَمَلِيَّات التَصْفِيةِ لكَوَادِر مِن حَرَكَةِ فَتِح ووكانت الأخيرة ترد من قِبلَ جهازها الوِقَائِي بِتَصْفِيَةِ كَوَادِرِ مِن حَرَكَةِ حَمَاس وَ ازدَادَت التَصرِيحَات إلى أنِ انْتَهَت بِقِيامِ حَمَاس بإحكام قَبْضَتِهَا عَلى غَزَّةِ بِمَا سَمَّتْهُ الحَسْمُ العَسْكَرِي .. وَ مَا اعْتَبَرَتْهُ فَتْحْ انِقَلابَا عَلى الشَرْعِيَّة .. وَ كَالعَادَةِ سَالَ نَهْرٌ مِنَ الدِمَاءِ عَلى أرْضِ غَزَّةَ وَ كَانَ الضَحِيَّةُ شَعْبٌ لا يَمْلِكُ مُقُوِّمَاتِ الحَيَاةِ وَ الأمْنْ . .
وَبالتَالِي أطْلِقَتِ الرَصَاصَةُ الأخِيرَةُ للوحدة
( رَصَاصَةُ الرَحْمَةِ عَلى المَشْروع الوَطَنِي ) ..
فَحُوصِرَتْ غَزَّةَ مِنْ كُلِّ الاتِجَاهات وَ عُوقِبَ الشَعْبُ الفِلِسْطِينِي وَمَازَالَت آثَارُ العِقَابِ ظَاهِرَةً وَمَا مِنْ هُنَاكَ مَن يَكْتَرِث ..
وَتَعَزَّزَ الانْفِصَالِ بَيْنَ غَزَةَ وَ الضَفَّة .. وَ أصْبَحَ السَلامُ في مَهَبِّ الرِيحِ وَ مَشْرُوعُ المُقَاوَمةِ الذِي اعْتَمَدَتْهُ حَمَاس وصَلَ الى طَرِيقٍ مَسْدُودٍ وَبانَ ما سَعَت إليه حَمَاس .. كسابقتها فَتح ، السُلطَةُ فَقَط ..
وَغَرِقَت غَزّةَ فِي ظَلامٍ دَامِسٍ وَ أصْبَحَتِ الاعْتِقَالاتُ بَيْنَ الطَرَفِينِ سَيِّدَةُ المَوْقِفْ ..
فَفِي غَزَّةَ لا وُجُودَ لحركة فتح غَيْرَ حَمَاس وَ فِي الضَفَّةِ لا وُجُودَ لِحركة حماس غَيْرَ فَتْح..
حَتَّى جَاءَتِ الحَرْبُ الإسرائيلية الرصاص المصبوب وَالتِي زَادَت مِنَ المُعَانَاةِ مَا يَكفِي أن نَبْكِي مائَة عَام ، فَمِئَاتُ الشُهَدَاءِ سقطوا مِنَ الأطْفَالِ وَالنِسَاءِ وَ الرِجَالِ وَ الشُيُوخ .. وَ آلافٌ مِنَ الجَرْحَى .. وَ آلافٌ مِنَ المَنَازِل دمرت.. وَ مِئَاتٌ مِنَ الأراضي قَدْ جُرِّفِت .. حَتَّى أصْبَحَت غَزَّةَ مُجَرَّدُ صَحْرَاءٍ قَاحِلَة تنزف دماً..
وَاعتَقَدْتُ وَ كُلِّي أمَلُ بِأنَّ مَشَاهِدَ قَتْلِ الأبرياء وَ الأسلحة المُحَرَّمَةِ وَ أشلاءُ الأطفال وَ صَرَخَاتُ الأمَّهَاتِ وَ دُمُوعُ الرِجَالِ قَدْ حَنّنَت قُلُوبَ
( زعماء التنظيمين المتناحرين )
وُصُولا إلى اتِفَاقٍ يُنهِي مَهْزَلَةَ الانقِسَام .
حَتَّى تَبدَّدَ أمَلِ الجميع لِتَوَالِي التَصْرِيحاتِ وَ نَشرِ الاتِّهَامَاتِ وَ كَأنَّهم قَد تجردوا مِنْ مَعَانِي الوَفَاءِ وَ الإخلاص ، تجردوا مِنَ القُلُوبِ وَ الضَمَائِرِ الحَيَّة ، فَلَمْ يكترثوا لِشَلالِ غَزَّةَ النَازِف .. وَلَمْ تَشْفَع دِمَاءُ أطْفَالٍ قَدْ هُدَمَت مَنَازِلَهَمْ فَوْقَ رُؤُوسِهمِ .. لَمْ تَشفَع لَهُم صَيْحَاتُ وَ اسْتِغَاثَاتُ شَعْبِهِم ..
ترى أيْنَ أمَانَتَهُم عَلى الشَعب .. ألَم نَسْتَحِق صرخاتُ الطفلة هدى غالية أن ينتفضوا ، ألم تشفعُ أشلاء عائلة السموني لان يرصوا الصفوف ..
رُبَّمَا كَثِيرُ العِزِّ وَ الجَاهِ وَ المَنْصِبِ قَدْ أعَمَى بَصَائِرَهَم وَ صَمَّ آذَانَهَم .. فَأصْبَحُو عَاجِزِين ..
حتى وصلنا إلى يومنا هذا ، فشلُ المحاولات من الدول الشقيقة للتوصل إلى اتفاقٍ يوحد شطري الوطن ، حتى كانت آخرها بعد نجاحِ ثورةِ الشعب المصري الشقيق ، ودعوة الأخوين الفلسطينين المتناحرينِ لتوقيع اتفاق المصالحة ، والذي وُقع ورقا ولم ينفذ أرضاً .. وما زلنا ننتظر ..!
أظنُ أن الشعبَ قد خرجَ بعد توقيع المصالحة الأخير رافعا شعار ..
الشعب يريد انهاء الانقسام ..!
حماس وفتح ايد وحدة ..!
فهل بالفعل سيصبحون يوما يدا واحدة ؟
وهل هناك من اتفاق وقع أصلا أم هي دعاياتٌ إعلامية ؟
أم أن الشعب الفلسطيني سيثور ولكن ليس كأي ثورة ، فلديهم رئيسان بتنظيمين ؟؟
وهل سيكون شعارُ الثورة
( الشعب يريد إسقاط رئيسين )
قال تعالى :
" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا "
بَعْضُ الزُعَمَاءِ يَرْقُصُونَ عَلى مَوَائِدِ المُفَاوَضَاتِ
أمَّا الشَعْبُ الفَلَسْطِينِيُّ فـ يَرْقُصُ على الآهات والدماء والأشلاء والقصف والدمار وفِي غُرَفِ التَحْقِيقْ ..!
بِتِلْكَ الكَلَمِاتِ آثَرْتُ أن أفْتَتِحَ مَقَالِي تِجَاهَ انْقِسَامِ الشعب الفِلِسْطِين وَ غَزَّةَ الأبية مَازَالَت مَغْمُوسَةً فِي بُقْعَةِ دَمٍ كَبِيرَةٍ وَمَحْصُورَةٌ مَابَيْنَ عَدُوِّ غَاصِبٍ يَدُكُّ بِجَبَرُوتِهِ عَلى خُضْرَتِهَا الـ أصْبَحَت قَاحِلَةً بِلا مَلامِح وَبِلا مَعَالِمْ ..,
وَبَيْنَ حُكُومَتَيْنِ وهميتيين بَلْ سَأقُولُ بَيْنَ رَأسَيْنِ مُتَنَاحِرَيْنِ عَلى سُلْطَةٍ مَا وهمية غير موجودة ..
وَالرَابِحُ الأكْبَرُ هُوَ مَنْ الإحتلال الصهيوني .. , وَ مَنْ سيَحْظَى بِالنَصِيبِ الأكْبَر مِن الكَعْكَة ..!
وَحَتَّى أبْدَأ فِي تَحْلِيلِ أبْعَادِ هَذَا الانْقِسامِ الدَامِي ، لابُدَّ وَ أنْ أسْتَرْجِعَ الذَاكِرَةَ إلى الوَرَاءِ ..
فَجُلَّ مَا أعْنِيهِ أنَّ الانْقِسامَ لَمْ يَكُن وَلِيدَ ( الانقلاب / الحَسْمِ ) العَسْكَرِيِّ عَلى قِطَاعِ غَزَّة ,
كَمَا يَظُنُّ الكَثِير مِن عَامَّةِ الشَعْب .. رُغْمَ أنَّهُ مِنْ أخْطَرِ وَ أعْمَقِ مَشَاهِدِ الخِلافَاتِ على المُسْتَوى الفِلِسْطِينِي ..
وَمَا تَبِعَهُ مِن قَطْعٍ للنَسِيجِ الاجتماعي وَالتَوَاصُلِ مَابَيْنَ شَطْرَيِّ الوَطَن ضفة وغزة وَ تَشْكِيلِ حُكُومَتَيْنِ لِبُقْعَةٍ صَغَيرَةٍ تكافحُ من أجلِ العيشِ بأمانْ ..!
مَا حَدَثَ فِي غَزَّة .. هُو وَلِيدُ خِلافَاتٍ حَادَّةٍ قَدَيمَةٍ وَاجَهَتِ النِظَامَ السِيَاسِي الفِلسْطِينِي مُنْذُ أن قَامَ على مَبْدَأ مَشْرُوعِ التَحَرَّرِ الوَطَنِي ، ثُمَّ ازْدَادَت حِدَّتُهَا مَعَ قُدُومِ السُلْطَةِ الفِلِسْطِينِيَّة في أوائل التسعينات ..
وَانْفَجَرَتْ كَبُرْكَانٍ تَجَدَّدَ ثَوَرَانُه بَعْدَ رُكُود بِأحْدَاثِ حَرَكَتي فتح و حَمَاسِ فِي غَزَّة ..
وَلا أقْصِدُ هُنَا الخِلافَاتِ السِيَاسِيَّةَ فَقَطْ .. باعْتِبِارِهَا خِلافَا عَادِيَّا نَتِيجَةً للتُعُدُّدِيَّةِ السِيَاسِيَّة وُوُجُودِ الفِكْرِ الحَامِلِ للمُقَاوَمَةِ وَحْدَهَا وَ آخَرُ للتَسْوِيَة .. وَ كَثْرَةِ التَنْظِيمَات والتوجهات السياسية ..
وَظَهَرَت بَوَادِرُهَا جَلِيَّة فِي مُنَظَمَّةِ التَحْرِيرِ الفِلِسْطِينِيَّة .. عِنْدَمَا قَامَتِ الجَبْهَةُ الشَعْبِيَّةُ الـ هِيَ مِنْ ضِمْنِ المُنَظَّمَةِ بالانْشِقَاقِ وَ تَأسِيسِ القِيادَة العَامَة .. وَتَلَتْها الجَبْهَةُ الدِيمُقراطِيَة .. وُصُولا إلى حَرَكَةِ فَتَحْ .. فَحَدِّث وَ لا حَرَج .. وَظهُورِ حَرَكَةِ حَمَاس بِذِرَاعِهَا العَسْكَرِيْ .. ,
فَكَانَتِ الخِلافَاتُ جَلِيَّةَ بَيْنَ هذه التنظيمات في المنهج والهدف والأداء على الأرض.. وَكَانَ مِنَ السَهْلِ حِينَهَا التَسْوِيَةُ وَحَلُّ الخِلافَاتِ وَالحَيْلُولَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ تَهْدِيدِ المَشْرُوعِ الوَطَنِيِّ الفِلِسْطِينِي ، كَوْنَ أنَّ مُعْظَمَ التَنْظِيمَاتِ التِي ظَهَرَت .. لَمْ تَكُن بِقُوَّتِهَا كالآن ، وكَوْنَهَا لَمْ تَكُن ذَاتَ جَمَاهِيرِيَّةٍ شَعْبِيَّةٍ .. أوْ كَوْنَ مُعْظَمَ الأراضي الفِلْسِطِينِيَّة كَانَت تَخْضَعُ للاحتلال ومَا قَبْلَهَا لِسِيَادَةِ الدُولِ العَرَبِيَّةِ المُسْتَضِيفَة .
إن الانْقِسَامَ وَ تَبَعِيَّاتُهُ هُو سَيِّدُ المَقَالِ وَ الذِي هَدَّدَ المَشْرُوعَ الوَطَنِيِّ والقضية بِرِمَّتِهِا وَ أعْطَى دَافِعَا للاحْتِلالِ للمَزِيدِ مِنَ التَمَعُنِ فِي القَتْلِ وَ التَدْمِيرِ وَ مُصَادَرَةِ الأراضي وَ أسْرِ المجاهدين الأبطال ..
فَكَيْفَ سَيَكُونُ لِشَعْبٍ مُنْهَكٍ مذبوح دمئاه تسفك يوميا وَ قِيادَاتٍ متناحره على شيئ وهمي بل مُتَعَادِيَة .. وَ خُصُومٍ مُتَنَافِسَة مِن أنْ يُحَرَّرَ أرَاضِيهِ المُحْتَلَة وَيُعْلِنَ السِيَادَةَ الفِلِسْطينِية عَلى جَميعِ الأراضي الفِلِسْطِينِيَّة غزة وضغة والـ 48 بِالعَاصِمَةِ الأبَدِيَّةِ القُدْسُ الشَرِيفْ ..
رُبَّمَا سَيَأتِي يَوْمُ الصَحْوَةِ لِحُكّاَمِنَا الـ انْتَابَهُم صَمْتُ القُبُورْ والسكوت على الذل والهوان.. !!
وَعِنْدَمَا أسْهِبُ فِي الحَدِيثِ .. لا بُدَّ وَ أنْ أتَطَرَّقَ إلى أنَّ الانْقِسَامَ بَدَا جَلِيَّا مُنْذُ أنْ قَامَ الاحْتِلالَ بِمُحَاصَرَةِ القَائِدِ الرَاحِلِ ( أبَاعَمَّارْ ) ، الِـذي كَانَ يَحْلُم بالحُرِّيَةِ .
حَيْثُ سَادَتْ حَالَةٌ مِنَ الفَوْضَى وَالانْفِلاتِ الأمْنِي وَ بَدَت أولَى مَظَاهِرِ الصِرَاعِ عَلى السُلْطَة داخل السلطة , إلى أنِ اغْتِيلَ الرَمْزُ وَ أصْبَحَتِ الخِلافَاتُ بَيِّنَةٌ وَ الصِرَاعُ ظَاهِرٌ وَ أطْلِقَت أولَى طَلَقَاتِ الانْقِسَامْ ..
فَكَانَ إنشاء حُكُومَةِ تَسْيِيرِ الأعْمَالِ بِرِئَاسَةِ .. د/ سَلامْ فَيَّاضْ .. وَ الذِي اعْتَقَدَ الكَثِيرُ بِأنَّهُ يَحْمِلُ فِكْرَ وَ أيديولوجية حَرَكَةِ فَتْح .. وَبَدَا الدَعْمُ وَاضِحَا لَه ..
حَتَّى فَاجَأ الجَمِيعَ بِبُعْدِهِ عَنِ البَيْتِ الفَتْحَاوِي بِتَبَنِّيهِ لِمَشْرُوعٍ خَاصٍ بِفِكْرِهِ وَنَهْجِهِ ( الطَرِيقْ الثَالِثْ ) ، وَعَمِل كَمُسْتَقِلٍّ مُسْتَغِلا ضَعْفَ وَ هُشَامَ حَرَكَةِ فَتْح وَصراعها الداخلي ..
إلى أنِ انْتَهَتِ الانْتِخَابَاتُ الرِئَاسِيَّةُ بِفَوْزِ الرَئِيس أبُو مَازِنِ وَتَوَلِّيهِ للمَنْصِبِ .. رُغْمَ كَثِيرِ المُعَارِضِينَ عَلَيْهِ مِنْ أبْنَاءِ حَرَكَةِ فتح نفسهم وَ غَيَرِهَا مِنَ التَنْظِيمَاتِ الأخرى ..
كَوْنَ خِلافَاتِهِ الكَثِيرَةِ مَعَ الرَئِيسِ الرَاحِلِ أبَا عَمّارْ .. الذِي تَبَنَّى المقَاوَمَةَ وَ العَمَلِ السِيَاسِي مَعَا ..
وَبَعْدَهَا تَوَالَتِ الحُكُومَات .. التِي رَسَخَّتْ حَالَةِ الانْقِسام .. وُصُولا إلى فَوزِ حَرَكَةِ حَمَاس فِي الانْتِخَابَاتِ التَشْرِيعِيَّةِ فِي غَزَّة ..
وَمِنْ هُنَا أطْلِقَت الرَصَاصَةُ الثَانِيَة .. فَزَادَتْ وَتَيرَةُ الاحتقان وَ المُنَاكَفَاتِ الإعلامية بَيْنَ طَرَفِيِّ النِزاعْ .. وَ ازْدَادَ الفَلَتَان الأمني وَكَثَرُت الاشْتِبَاكَات الدَامِية بَعْدَ تَأسِيسِ حركة حَمَاس جِهَازَ ( التَنَفْيِذِيَّة ) .. وَ التِي قَامَتْ بِعَمَلِيَّات التَصْفِيةِ لكَوَادِر مِن حَرَكَةِ فَتِح ووكانت الأخيرة ترد من قِبلَ جهازها الوِقَائِي بِتَصْفِيَةِ كَوَادِرِ مِن حَرَكَةِ حَمَاس وَ ازدَادَت التَصرِيحَات إلى أنِ انْتَهَت بِقِيامِ حَمَاس بإحكام قَبْضَتِهَا عَلى غَزَّةِ بِمَا سَمَّتْهُ الحَسْمُ العَسْكَرِي .. وَ مَا اعْتَبَرَتْهُ فَتْحْ انِقَلابَا عَلى الشَرْعِيَّة .. وَ كَالعَادَةِ سَالَ نَهْرٌ مِنَ الدِمَاءِ عَلى أرْضِ غَزَّةَ وَ كَانَ الضَحِيَّةُ شَعْبٌ لا يَمْلِكُ مُقُوِّمَاتِ الحَيَاةِ وَ الأمْنْ . .
وَبالتَالِي أطْلِقَتِ الرَصَاصَةُ الأخِيرَةُ للوحدة
( رَصَاصَةُ الرَحْمَةِ عَلى المَشْروع الوَطَنِي ) ..
فَحُوصِرَتْ غَزَّةَ مِنْ كُلِّ الاتِجَاهات وَ عُوقِبَ الشَعْبُ الفِلِسْطِينِي وَمَازَالَت آثَارُ العِقَابِ ظَاهِرَةً وَمَا مِنْ هُنَاكَ مَن يَكْتَرِث ..
وَتَعَزَّزَ الانْفِصَالِ بَيْنَ غَزَةَ وَ الضَفَّة .. وَ أصْبَحَ السَلامُ في مَهَبِّ الرِيحِ وَ مَشْرُوعُ المُقَاوَمةِ الذِي اعْتَمَدَتْهُ حَمَاس وصَلَ الى طَرِيقٍ مَسْدُودٍ وَبانَ ما سَعَت إليه حَمَاس .. كسابقتها فَتح ، السُلطَةُ فَقَط ..
وَغَرِقَت غَزّةَ فِي ظَلامٍ دَامِسٍ وَ أصْبَحَتِ الاعْتِقَالاتُ بَيْنَ الطَرَفِينِ سَيِّدَةُ المَوْقِفْ ..
فَفِي غَزَّةَ لا وُجُودَ لحركة فتح غَيْرَ حَمَاس وَ فِي الضَفَّةِ لا وُجُودَ لِحركة حماس غَيْرَ فَتْح..
حَتَّى جَاءَتِ الحَرْبُ الإسرائيلية الرصاص المصبوب وَالتِي زَادَت مِنَ المُعَانَاةِ مَا يَكفِي أن نَبْكِي مائَة عَام ، فَمِئَاتُ الشُهَدَاءِ سقطوا مِنَ الأطْفَالِ وَالنِسَاءِ وَ الرِجَالِ وَ الشُيُوخ .. وَ آلافٌ مِنَ الجَرْحَى .. وَ آلافٌ مِنَ المَنَازِل دمرت.. وَ مِئَاتٌ مِنَ الأراضي قَدْ جُرِّفِت .. حَتَّى أصْبَحَت غَزَّةَ مُجَرَّدُ صَحْرَاءٍ قَاحِلَة تنزف دماً..
وَاعتَقَدْتُ وَ كُلِّي أمَلُ بِأنَّ مَشَاهِدَ قَتْلِ الأبرياء وَ الأسلحة المُحَرَّمَةِ وَ أشلاءُ الأطفال وَ صَرَخَاتُ الأمَّهَاتِ وَ دُمُوعُ الرِجَالِ قَدْ حَنّنَت قُلُوبَ
( زعماء التنظيمين المتناحرين )
وُصُولا إلى اتِفَاقٍ يُنهِي مَهْزَلَةَ الانقِسَام .
حَتَّى تَبدَّدَ أمَلِ الجميع لِتَوَالِي التَصْرِيحاتِ وَ نَشرِ الاتِّهَامَاتِ وَ كَأنَّهم قَد تجردوا مِنْ مَعَانِي الوَفَاءِ وَ الإخلاص ، تجردوا مِنَ القُلُوبِ وَ الضَمَائِرِ الحَيَّة ، فَلَمْ يكترثوا لِشَلالِ غَزَّةَ النَازِف .. وَلَمْ تَشْفَع دِمَاءُ أطْفَالٍ قَدْ هُدَمَت مَنَازِلَهَمْ فَوْقَ رُؤُوسِهمِ .. لَمْ تَشفَع لَهُم صَيْحَاتُ وَ اسْتِغَاثَاتُ شَعْبِهِم ..
ترى أيْنَ أمَانَتَهُم عَلى الشَعب .. ألَم نَسْتَحِق صرخاتُ الطفلة هدى غالية أن ينتفضوا ، ألم تشفعُ أشلاء عائلة السموني لان يرصوا الصفوف ..
رُبَّمَا كَثِيرُ العِزِّ وَ الجَاهِ وَ المَنْصِبِ قَدْ أعَمَى بَصَائِرَهَم وَ صَمَّ آذَانَهَم .. فَأصْبَحُو عَاجِزِين ..
حتى وصلنا إلى يومنا هذا ، فشلُ المحاولات من الدول الشقيقة للتوصل إلى اتفاقٍ يوحد شطري الوطن ، حتى كانت آخرها بعد نجاحِ ثورةِ الشعب المصري الشقيق ، ودعوة الأخوين الفلسطينين المتناحرينِ لتوقيع اتفاق المصالحة ، والذي وُقع ورقا ولم ينفذ أرضاً .. وما زلنا ننتظر ..!
أظنُ أن الشعبَ قد خرجَ بعد توقيع المصالحة الأخير رافعا شعار ..
الشعب يريد انهاء الانقسام ..!
حماس وفتح ايد وحدة ..!
فهل بالفعل سيصبحون يوما يدا واحدة ؟
وهل هناك من اتفاق وقع أصلا أم هي دعاياتٌ إعلامية ؟
أم أن الشعب الفلسطيني سيثور ولكن ليس كأي ثورة ، فلديهم رئيسان بتنظيمين ؟؟
وهل سيكون شعارُ الثورة
( الشعب يريد إسقاط رئيسين )
قال تعالى :
" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا "
- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
رد: الإنقسام الفلسطيني لعنةٌ أم قضية ..
الإثنين 21 نوفمبر 2011, 6:16 am
اصبحنا متل الاطفال بنتعارك على تقسيم الاشياء ونسينا الوطن ربنا يهدينا
- ابو القعقاع الحارثيرائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
العمر : 37
الموقع : مدينة حماس - فلسطين "خليل الرحمن"
العمل/الترفيه : محاسب
المزاج : متقلب
رد: الإنقسام الفلسطيني لعنةٌ أم قضية ..
الإثنين 09 يناير 2012, 6:57 am
بوركت اخي الغالي الحبيب ابو الخطاب
لا حول ولا قوة إلا بالله
لا حول ولا قوة إلا بالله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى