||::|| مشـــــــآهد قــرآنيّــــــة ||::|| ~ سلسلة ~

الجمعة 16 ديسمبر 2011, 5:01 pm

||:| مشـــــــآهد قــرآنيّــــــة ||:| ~ سلسلة ~

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمـد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومن اتبع خطاه الى يوم الدين ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير ايها الكرام
وطابت اوقاتكم بخير ما تقدّمون من طاعات وقربات
بين يديكم الله رب العالمين ،،
بعد فترة طويلة من الابتعاد عن شبكتكم الطيّبة المباركة ,, اعذرونا عليها ,, نعود بفضل الله تعالى ونحن نرنوا لفجر مشرق بسّام ، يطلّ على شبابنا وفتياتنا الاعزّاء ..,..
فكم من شبابنا قد شط به البعد عن درب الله تعالى ، وكم من فتاة الهتها الدنيا وزخرفها عن طريق ربها تبارك وتعالى ,,
ولماذا اتكلم عن الشباب والفتيات ولا اتكلم عن نفسي وانفسنا نحن ,, فكلنا يعلم انه مقصّر في حق ربه وحق دينه عليه ايّما تقصير .. بل اننا ربما نكثر من الذنوب وربما كثيرا لا نتوب .. وكل ذلك ينعكس على القلوب .. حتى تصبح والعياذ بالله تستمرئ الذنب والوقوع فيه والنفس والشيطان يزيّنانه بأنه ليس ذي بال وانه صغير وانه وانه ,,,, حتى يصبح القلب اسودا مربدّا والعياذ بالله تعالى لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا .,. وتلك هي النهاية الاليمة ..
اليـــــوم ،،
نبدأ من ذواتنا .. نعم ’ من ذواتنا نحن , فكم اقتبسنا وكم نقلنا وكم نسخنا وكم الصقنا ،،وكثير من ذلك يمرّ مرور الكرام على قلوبنا ,,
وكثيرا ما ننقل كلاما من هنا وهناك ,,
لا نفهم منه الكثير ولا نطبّق منه الا شرذمات هنا وهناك ,,
والسبب في كل ذلك ,, ان ذلك الكلام وان كان منسّقا ، بديعا ، جزلا ، جميلا ،، (1) لم تقله قلوبنا , (2) لم تخرجه مشاعرنا , (3) لم تتلفظ به السنتنا ,, فلذلك يكون ميتا ,,, لا حياة فيه ,,, وانا لا اعمم .. بل اتكلم بشكل حصريّ ,, للمواضيع التي تنقل وتكون رائعه ولكن لا تحدث تغيير | حقيقي | عند ناقلها أو قارئها ,.., والسؤال .. لم لا نكتب بأقلامنا نحن كلاما يخرج من قلوبنا نحن ,,, مشاعرا تخرج من مشاعرنا نحن ,., الفاظا نصوغها نحن ,, وان كانت ركيكة ,, لكن وبلا ادنى شك ,, ستكون
| قوّية | ~ | صادقة | ~ | نقيّة | ~ | خالصة | ~ | شفّافة |
والاهم من كل ذلك ,, انها تقع موقعا عظيما في قلوب من يقرؤوها ,, لسبب بسيط جدا .., ان الكلام الذي يخرج من القلب لا يقع الا ,,,,,, في القلب .. والعكس تماما هو الصحيح .
اخوتي الاحباب ~ اخواتي الفضليات
لنكن صادقين مع انفسنا أولا ,, حتى نستطيع ان نغيّر من حولنا ثانيّا,,
اليـــوم وبهذه السلسلة ,, سنبدأ بحول الله تعالى مع مشاهد من كتاب الله تعالى ,, احاول ان اصوغها لكم بأسلوبي البسيط ,, عن صور من صور آيات الله البيّنات ,, في كثير من المشاهدات ,, كما أراها وكما تعلّمتها وقرأت عنها ,,
اسأأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعينني ان اقدّم ما ينفعني في ديني ودنياي وأخراي .. وان ينفع به كلّ من مرّ على سطر مما أكتب ,, على قلّة بضاعتي وفقري وذلي ومسكنتي بين يدي الجليل العظيم تبارك وتعالى ,, فهي تذكرة لنفسي وتحفيز لي قبلكم على تدبّر كتاب الله تعالى ..
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء

الجمعة 16 ديسمبر 2011, 5:02 pm

|| المشـّـهد الأول ||

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الشورى واصفا حال الظالمين يوم القيامة :
" وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ۗ
وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ
أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ"
مشهد مريع من مشاهد كثيرة يرصدها القرآن الكريم عن احوال الظالمين يوم القيامة ,,
وكل مشهد منها يُظهر زاوية من زوايا مصيرهم الرهيب .. بعد حياتهم المليئة بالظلم والطغيان .
~*~
هذا المشهد يصوّر حال الطغاة الظالمين وكيف يُعرضون على النار _ اعاذنا الله واياكم منها _
وهم يرونها امام ناظريهم كما يصوّر لنا رب العزّة في سورة الكهف هذا المشهد بقوله
" وعرضنا جهنّم للكافرين عرضا "
لكن,, أيّ عين وأيّ قلب وأي مخلوق يتحمل منظر جهنم والعياذ بالله منها ؟!
أي انسان يقدر على تحمّل أن يقف أمامها وهي من هي كما أخبر عنها ربّها الجبّار جل في علاه ؟!
إنه العذاب النفسيّ القاتل للظالمين .. قبل أن يلقوا حتفهم في النار ويكونوا وقودا لها !!!
" وتراهم " ما اعظمها من لقطة تراجيدية مؤلمة للظالمين ..
وتخيل معي هذا المشهد ،،
المؤمنون ينظرون اليهم وههم يعرضون على النار !!
المظلم ينظر الى الظالم الذي أمعن في ظلمه سنوااات وهو يعرض على النار ويلقى حتفه فيها !!
ففي هذه الكلمة فقط ,, جمع الله عليهم الالم والعذاب النفسي القلبي ,,قبل دخولهم النار ..
وشماتة المؤمنين وهم يرون الذين ظلموهم وطغوا عليهم وتجبّروا بهم في الدنيا الفانية التافهة الحقيرة،
كيف يلاقوا مصيرهم أمام اعينهم ..!!
حقا انه مشهد عظيم .. كم نحتاج الى التمعن فيه طويلا ,,
يُصبّرالحق تبارك وتعالى بهذه الكلمة فقط " وتراهم " كل من ظُلِم .. كل من أوذي ولحق به الظلم والعذاب والمآسي .. كل من قُتَلَ ظُلما _ وما أكثرهم هذه الأيام _ كل اولئك الذين فقدوا احبابهم وآبائهم وابنائهم وازواجهم بسبب ظالم متجبّر طاغية ,, يصبّرهم الحق تبارك وتعالى بقوله " وتراهم " .,.
لا يغرّنك ما فعلوا .. فلسوف يأتي عليهم يوم تراهم فيه وهم في قمة الصًّغار .. قمة الذلّة .. قمة المسكنة .. وقمّة الخشوع .. الخشوع من الذل الذي تسربلوا به يوم يعرضون على النار . فلا تأسَوا ايها المظلومون ! فإن ذلك اليوم هو يومكم .. وجزاءكم من بعده جزاءا موفورا ..
ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا بقوله عزّ من قائل
" إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حسااب " .
~*~
" وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذلّ "
ولنتمعنّ في كلمة " يُعرَضون " .. اليس فيها دلالة واضحة ان الأمر ليس سهلا ؟
وتخيّل معي قليلا .. وتدبّر،،
الا تتفق معي ان تأخير العذاب عليهم وعرضه عليهم رويدا رويدا ..
شيئا شيئا انّ له ابلغ الالم في نفوسهم قبل ان يلقوا مصيرهم في النار ؟
فما بالك ان كانوا فوق كل ذلك مسخرة امام المظلومين وهم يرون نهاية الظالمين ؟!!!
اذا فهم يعرضون على النار بهذا الشكل الفظيع امعانا في تعذيبهم النفسي والقلبي وزيادة في حسرتهم .. اكثر فأكثر وشعورهم بالذلّة امام خالقهم والناس الذين ظلموهم .. في الدنيا
وأي ذلّ ذلك الذلّ ؟! ذلّ الخسارة الفادحة لهم في الحياة الحقيقة التي كانوا يحسبونها بعيدة ولن تصلهم في يوم من الايّام .. الخسارة الأبدية .. السرمديّة .. الأليمة ..
وقد ظنّوا ان طواغيتهم سيحمونهم من عذاب الله تعالى ..
لكنهم ما كانوا الا في ضلال مبين ..
ونحن نعلم ان الخشوع .. صفة محمودة في العبد بين يدي ربّه تبارك وتعالى .. بل ان الله حضّ عباده على ان يتصفوا بها .. فكيف يكون هذا الخشوع للظالمين وهم أمام النار وهي تشخر وترعد وتزبد .. شوقا اليهم والى احراقهم ..
انه خشوع ممزوج بذلّة ومسكنة .. وهم يتذكرون حالهم في الدنيا .. وكيف كانت الفرصة مهيأة لهم للتوبة والعودة لدرب الله تعالى .. والفوز بالجنّة .. يتذكرون ظلمهم للمؤمنين .. وظلمهم لأنفسهم من قبل .. وتسيل العبرات من محاجر أعينهم التي لم تدمع لله خوفا او رهبة او شوقا في الدنيا .. لكنها تدمع في الآخرة أسفا على اعمالهم في الدنيا .. حزنا على نهايتهم الاليمة .. فيكسوهم الخشوع المقرون بالذلّ والمسكنة ..
" ينظرون من طرف خفيّ "
ما اعظمك يا الله وما اعظم كلامك ووصفك ..
لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين ..
انظروا الى هذه الصورة العظيمة من صور حال الظالمين
وهم يعرضون على النار اعاذنا الله واياكم منها ..
يقفون خاشعين من الذلّ .. رؤوسهم مطأطئة .. ****************رة .. حسيرة ..
فكيف ينظرون الى النار وهي تلفحهم بلهيبها الفظيع ..؟!!
ينظرون اليها من " طرف خفي " اي يسترقون النظر اليها استراقا .. لا يجرأون ان ينظروا اليها جهرة .. ذلّهم اجبرهم على ان ينظروا اليها .. كما نقول بالمثل العاميّ " من تحت لتحت " ليس لديهم القدرة على ان يرفعوا رؤوسهم لينظروا اليها .. رغم انهم لم يُلقِوا فيها بعد .. انها ذلّتهم قبل الوقوع بالعذاب
~*~

اللهم حرّم وجوهنا على النار وارزقنا شفاعة النبي المختار صلى الله عليه وسلم

يتبع ،،،

السبت 17 ديسمبر 2011, 7:01 pm

مشاهد معبرة

نحتاج اكثر فاكثر الى استشعار الايات والكلمات القرانية ان فيها لعالم لا ينقضي عجائبه ولا ينتهي اسراره

جزاك الله خيرا ونفع بك

الأحد 18 ديسمبر 2011, 11:20 pm

جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة وجعل ذالك في ميزان حسناتك
نعم يجب ان نتدبر ايات القران الكريم كيف لا وهي كلام الله جل جلاله
بارك الله فيك اختي
تقبلي مروري اخوك
الحسين

||::|| مشـــــــآهد قــرآنيّــــــة ||::|| ~ سلسلة ~

||::|| مشـــــــآهد قــرآنيّــــــة ||::|| ~ سلسلة ~

رد: ||::|| مشـــــــآهد قــرآنيّــــــة ||::|| ~ سلسلة ~

رد: ||::|| مشـــــــآهد قــرآنيّــــــة ||::|| ~ سلسلة ~

رد: ||::|| مشـــــــآهد قــرآنيّــــــة ||::|| ~ سلسلة ~