- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
شهادة الناس للعبد لها عند الله ميزان
الأحد 05 فبراير 2012, 2:29 am
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أهل الجنة , من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس وهو يسمع , وأهل النار , من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع) رواه ابن ماجة في سننه رقم 4224 وصححه الألباني في الصحيحة 1740
المؤمن له البشرى في هذه الحياة الدنيا , وله البشرى عند مفارقة الدنيا , وله البشرى في الآخرة , قال جل جلاله ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) يونس 62-64 , فأما البشرى في الدنيا أن يعمل المسلم العمل لله عز وجل فيورثه ذلك ثناء الخلق ، فيفرح بهذا الثناء فإن ذلك لا يُنقص أجره ولا يضرّه ؛ لأنه إنما عمل العمل لله عز وجل .
وانظر إلى هذه اللفتة في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( وهو يسمع ) بعد قوله ( ملأ اللّه أذنيه ) ؟فائدتها: أن ما اتصف به من الخير والشر بلغ من الاشتهار مبلغاً عظيماً بحيث صار لا يتوجه إلى محل ويجلس بمكان إلا ويسمع الناس يصفونه بذلك , فلم تمتلئ أذنيه من سماعه ذلك بالواسطة والإبلاغ.
وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال “تلك عاجل بشرى المؤمن” رواه مسلم 2642
فقوله صلى الله عليه وسلم ( عاجل بشرى المؤمن ) لأنه لم يعمل العمل ابتداء ولا انتهاء من أجل أن يراه الناس، لكنه لما عمل العمل أطلع الله عليه الناس فحمدوه عليه .بخلاف من يعمل العمل ليُحمد عليه ، أو من يُحب أن يُحمد بما لم يعمل ! فهذا قد توعده الله جل وعلا بأليم العذاب , قال تعالى ( لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) آل عمران 188
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم متى أكون محسناً ومتى أكون مسيئاً فقال صلى الله عليه وسلم ( إذا أثنى عليك جيرانك أنك محسن فأنت محسن ، وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء فأنت مسيء ) رواه ابن عساكر في تاريخه وهو في صحيح الجامع رقم 277
قال المناوي ( إذا أثنى عليك جيرانك ) الصالحون للتزكية ولو اثنان فلا أثر لقول كافر وفاسق ومبتدع ( أنك محسن ) أي من المحسنين يعني المطيعين لله تعالى ( فأنت محسن ) عند الله تعالى ( وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء ) أي عملك غير صالح ( فأنت ) عند الله ( مسيء ) ومحصوله إذا ذكرك صلحاء جيرانك بخير فأنت من أهله وإذا ذكروك بسوء فأنت من أهله , فإنهم شهداء الله في الأرض.
وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعت جيرانك يقولون : قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون : قد أسأت فقد أسأت ) رواه أحمد وابن ماجة عن ابن مسعود (صحيح) انظر حديث رقم: 610 في صحيح الجامع
وقال صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار ، قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : بالثناء الحسن والثناء السيئ أنتم شهداء بعضكم على بعض )
إسناده حسن غريب / ابن حجر في الإصابة 4/77
وعن أنس رضي الله عنه قال : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبت؟ قال: ( هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) رواه البخاري 1367
وجماع الأمر لزوم العبد للتقوى والعمل الصالح حتى يفوز بمحبة رب العالمين , قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض ) البخاري 3209 :
أي يحدث له في القلوب مودة ويزرع له فيها مهابة فتحبه القلوب وترضى عنه النفوس من غير تودد منه ولا تعرض للأسباب التي تكتسب لها مودات القلوب من قرابة أو صداقة أو اصطناع وإنما هو اختراع منه ابتداء اختصاصاً منه لأوليائه بكرامة خاصة كما يقذف في قلوب أعدائه الرعب والهيبة إعظاماً لهم وإجلالاً لمكانهم , وفائدة ذلك أن يستغفر له أهل السماء والأرض وينشأ عندهم هيبة وإعزازهم له { وللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين } المنافقون 8 (11)
قال ابن المبارك : ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك , ليس له كثير صلاة ولا صيام , إلا أن تكون له سريرة .
وقال أبو حازم : لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله , إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد , ولا يعور ما بينه وبين الله إلا عور فيما بينه وبين العباد , لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها , إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها إليك , وإذا استفسدت ما بينه شنئتك الوجوه كلها .
وقال المروذي : قلت لأبي عبد الله : قال لي رجل : من هنا إلى بلاد الترك يدعون لك , فكيف تؤدي شكر ما أنعم الله عليك , وما بث لك في الناس ؟ فقال أسأل الله أن لا يجعلنا مرائين
وكتب حكيم إلى الإسكندر : اعلم أن الأيام تأتي على كل شيء فتخلقه وتخلق آثاره ، وتميت الأفعال إلا ما رسخ في قلوب الناس فأودع قلوبهم محبة أبدية يبقى بها حسن ذكرك وكريم أفعالك وشرف آثارك
مقال للدكتور: خالد سعد النجار - عن موقع الشبكة الإسلامية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى