- *الأعصار الصامت*المدير العام
- الجنس : عدد المساهمات : 4286
تاريخ التسجيل : 14/02/2009
العمر : 47
الموقع : سمو المشاعر الايمانية اللايت سي..الشبكة الاسلامية
العمل/الترفيه : في مجال البناء
المزاج : حازم
تعاليق : ظَمَأُ الكَواسِرِ ِ يًروِيهِ دَمٌ...يرَاقُ من ذَلِيلِ قُطعَان ِ...
وَتَأنَفُ السِّباعُ أَكلَ جِيَف ٍ....تُلقَى بِدَربٍ بعد نُحرانِ ِ..
وَتَرفَعُ تَحِيَّةً وهي تُمَزِّقُ...مَن خَاضَ الغِمارَ كَشُجعَان ِ..
فَالأُسدُ شِيمَتُهَا رِفعَة ً تُتَوِّجُهَا...رُسُوخُ الهَام ِ بِمَيدَان ِ..
عوداً على بدء
السبت 21 أبريل 2012, 11:57 am
من خضم الأحداث المتتالية ، وإرهاصات بزوغ فجر جديد، ومتعاقبات ما بين بشائر وإنجازات، ليلوح في الأفق العربي تخاذل يسوقه جهل وعمى، مما يحمل النفس على التساؤلات الأبجدية لمفاهيم ديننا الحنيف، هل حقيقة لم يعد المسلمون يفهمون معاني الإسلام؟ أم أعمت بصائرهم تلك الزخرفات التي افتتن بها من قبلهم من الأمم السابقة ؟ خاصة أهل الكتابين اليهود والنصارى، أما اتخذ اليهود والنصارى دينهم هزوا ولعبا؟ أما جعل اليهود والنصارى دينهم وراءهم ظهريا؟إن اليهود والنصارى عمدوا إلى كل ما يخالف أهواءهم من دينهم إلى رده أو تأويله إتباعا لشهواتهم وشبهاتهم، فما كان مقتلهم ومهلكهم إلا بسبب خوضهم بما يتحقق من خلاله استمتاعهم بحظوظ الدنيا الفانية
ولما كانت الدنيا تعارض الدين، وما أردوا من الدين إلا ما يوافق أهواءهم، وقعوا في شبهات التحريف وظلمات الكفر، ولو كان الدين موافقا لأهوائهم لما خرجوا عنه قيد أنملة، وسبحان الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، فكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بصورة مختلفة مع توحد المضمون، فالمسلمون الذين أرداهم الله سبحانه أن يكونوا خير أمة كما في قوله تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 لا محالة واقعون في اتباع سبيل المغضوب عليهم والضالين إلا من رحم ربي سبحانه، فقد جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم
قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟) رواه البخاري وفي رواية عن معاوية رضي الله عنه أنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :ألا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ , افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً , وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثلاثٍ وَسَبْعِينَ , ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ , وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّة وَهِيَ الْجَمَاعَةُ , وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأهواء , كَمَا يَتَجَارَى الكَلَبُ بِصَاحِبِهِ ,لا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ ولا مَفْصِلٌ إلا دَخَلَهُ .) رواه أبو داود قد أخبر الصادق المصدوق عن وقوع أمته في متابعة من نهوا عن متابعتهم ، وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إذ تتجلى حقائق أخباره في واقع الأمة اليوم، إذ خاض كثير من المسلمين بل معظمهم بمجاراة أهل الضلال والوقوع في حبائل متابعتهم دنيا وديناً، وقد أصبح الدخول في أهواء اليهود والنصارى منهجا عملياً يسدل عليه أصحابه ستائر الدين، ليصبح دينا للأمة، فأين أصحاب هذا القول من سلفهم الضال؟ قال تعالى : {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78 ، بل أصحبت متطلبات الحياة تستلزم الخروج عن هدي الكتاب والسنة تحت وطأة تغير الأحكام الشرعية وفق ما يستجد من مجريات، وإلا كيف أصبح التحاكم إلى الديمقراطية منهجا إسلاميا؟ وليست المشكلة عند من يتغنون بالديمقراطية، أو من يعتقد صلاحية الحكم بها، بل المعضلة عند من يرى حرمتها كونها تتعارض مع أصل من أصول التوحيد، ثم ينبري كثير منهم لدعوة الناس إليها وجعلها مصلحة راجحة في الأمة، وطريقا لتخطي الأزمات، والعمل على التدرج في تحيق الأهداف ، وما أشبه هذا القول بقول الوطنيين في سياستهم مع تحرير الأرض من أيدي المعتدين ( خذ وطالب) أي احصل على شيء وبعدها طالب بغيره، وهي لا شك سياسة مكشوفة للأعداء، وقد أعدوا لها عدتهم، ليحولوا دون وصول المتخاذلين إلى مبتغاهم – إن كان الأمر حقا كذلك- ولكن مع الأسف رأينا أن في طلائع برامجهم السياسية مغازلة الغرب والشرق بحيث يضمنوا سكون الأعداء لهم ، فلا نقد للمواثيق الدولية، لا لمقاطعة يهود، لا ...لا ... مما يذكرني ذلك بلاآت قياديي دولة يهود، فعن أي إصلاح تتحدثون؟ أي دولة تريدون؟ أي حكم تبتغون؟ سبحان الله هل حصرتم قضاياكم بما يتعلق بالإصلاحات الاجتماعية؟ هل مشكلة الأمة هي مشكلة رخاء وسعة؟ أيها السلفيون دعاة التوحيد: ألم يكن تحكيم شرع الله مصدراً أساسيا لنظام الحكم في الإسلام؟ لا أقول تطبيق الحدود فحسب، بل العلاقات العامة، ومن أبرزها عقيدة الولاء والبراء، وبناء العلاقات العامة والخاصة وفق أحكام الشرع، منذ متى أصبح تطبيق الشرع مرجعه إلى أراء الرجال وتحكيم عقولهم؟ ومنذ متى كان للشعب أن يختار الدستور الذي يتحاكم إليه ؟ أهذا ما يفهم من قوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36أما قضى الله سبحانه بتحكيم شرعه في كل كبير وصغير، وأوجب على الناس الرجوع إلى كتابه وسنة رسوله في القضايا جميعها إذ قال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 ألم يكن تحكيم شرع الله ظاهرا وباطنا من الإيمان؟ قال تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}النساء65 إلى غير ذلك من القواعد الكلية، والنصوص العامة المطلقة التي تجعل من الإسلام مصدرا تشريعيا لمسلمين في كل صغير وكبير،في الدين والدنيا، وهذه قاعدة الأعمال ، أنها تستند إلى الأحكام الشرعية، لا إلى العقل أو الهوى. أيها السلفيون أما كان التأويل مصدر ضلال عند المبتدعين؟ وكان مرجعه إلى صرف النصوص عن ظاهرها لما يتعارض مع عقولهم وأهوائهم؟ فهل أصبح التأويل في قضايا التشريع أمراً واجبا؟ وأصبح من يعمل النصوص على ظاهرها إتباعا لما كان عليه السلف الصالح خروجاً عن الصراط المستقيم؟ أم أصبح تقليد العلماء من غير بينة الذي هو أصل ضلال كثير من الناس عبادة صحيحة يثاب عليها أصحابها ؟أيها السلفيون، إن من أبرز ضلال اليهود والنصارى أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، وذلك في إتباعهم بالتحليل والتحريم دون بينة أو برهان قال تعالى : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31 وعن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه عندما جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو كان يدين بـالنصرانية ، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجلسه وأخذ يقرأ آيةً يعرض به فيما كان عليه من الدين، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم قال له عدي : يا رسول الله: ما عبدناهم! فقال: ألم يحلوا لكم الحرام، ويحرموا عليكم الحلال فتطيعوهم؟ قال: بلى، قال فتلك عبادتكم إياهم . أحبائي في الله لست خجلا من أن أقول: إن كثيرا من السلفيين وقعوا فيما وقع فيه المبتدعون، إلا أنهم أشد خطرا على الأمة من غيرهم، وذلك أنهم يروجون بضاعتهم المزجاة على أنها من منهج السلف الصالح، وإن أصل دعوتهم تقوم على التوحيد، وإن أخطر ما يحذرون منه هو الشرك، ثم يأتون بعد ذلك ليجعلوا مسألة من مسائل التوحيد اجتهادية ، لا بل فرعية، ويعظمون الدعوة إليها، وهي مسألة تحكيم الشرع، وذلك بقولهم : كفر دون كفر ، معصية ، الإمام ولي أمر شرعي، لا تجوز مقاتلته، لا يجوز الخروج عليه، لا يجوز الإنكار عليه، لا يجوز نصحه إلا في السر- أي من وراء الكواليس- ولا يكون هذا إلا لأهل العلم، وما إلى ذلك من المواقف المتخاذلة، وفي المقابل ، من خرج عن هذا فهو تكفيري، خارجي ، مبتدع ، مفتون، صاحب هوى، جاهل ، مدفوع، وما إلى ذلك ، ولا ادري هل الإسلام يأمرنا بإقامة الدين ونشره، والمحافظة عليه إعلاء لكلمة الله سبحانه؟ أم يأمرنا بطاعة الحكام على أي كيفية كانوا ما لم يصعدوا المنابر ويقولوا بملء أفواههم : إنا كفرنا بالله رب العالمين كفراً أشد من كفر فرعون وهامان. أو يقولوا : نحن نرى أن كل ما حرمه الله في كتابه ، وحرمه رسوله في سنته حلال محض. وما دون ذلك فهم أولياء أمور شرعيين سواء استبدلوا حكم الله بحكم الطاغوت، أو والوا الكافرين وعادوا المؤمنين، أو نشروا صور الرزيلة والفساد في الأمة ،حتى ولو هجروا المفاهيم الإسلامية واستبدلوها بمفاهيم غربية، وكل هذا ما لم يستحلوا في قلوبهم تلك المعاصي . فسبحان الله، هل من فساد معتقد أعظم من فساد معتقدهم؟ إلا أننا لسنا بصدد الحكم على معين فهذه مسألة لها جانب آخر، فلا يحمل قولنا هذا على أننا نكفر الحكام بأعيانهم، بل نحن بصدد الحكم على الواقع من خلال النصوص الشرعية، إذ لا يلزم من كون الحكم بدعة أن يكون صاحبها مبتدعاً، أو أن تكون حكم المسألة المعينة كفراً ويكون صاحبها كافرا، فلا يلزم من الحكم على المسألة الحكم على المعين، إذ قد يكون المعين جاهلاً أو متأولاً أو مكرها وما إلى ذلك من الموانع التي تقضي بعدم إنزال الحكم على المعين، ولكننا بصدد الحكم على الواقع العام، إذ لا يلزم من نفي الحكم على المعين نفي الحكم على المسألة، أي إن لم يحكم على من لم يحكم بما أنزل الله بالكفر، فلا يلزم نفي حكم الكفرعلى مسألة تحكيم غير شرع الله ، بل هو كفر أكبر سواء أحكم على أصحابه بالكفر أم لم يحكم عليهم، وهذه قضية لا بد أن يتفطن إليها المسلمون،إذ حمل عدم الحكم على المعين لا يلزم عدم الحكم على تحكيم غير شرع الله بالكفر، فالتحاكم إلى غير شرع الله كفر سواء أحكم على الحاكم بالكفر أم لا ، وطاعة الحكام في تطبيق غير شرع الله محرمة، والإنكار عليهم واجب، والعمل على تحكيم شرع الله الذي هو أصل من أصول التوحيد ، ولا عبرة في كون الحاكم مسلما أو لا ، فالله سبحانه أمرنا بمقاتلة المشركين دفعا للكفر والشرك وإن سفكت في ذلك دماء زكية، قال تعالى{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }البقرة193 والقتال فيه قاتل ومقتوك كما في قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبةفقد أوجب الله سبحانه مقاتلة المشركين مع ما في قتالهم من سفك للدماء الزكية ، وذلك أن الفتنة أعظم عند الله من القتل، فالمسلم يقدم نفسه رخيصة لإعلاء كلمة الله سبحانه ، وليس الأمر ع****************ا، أي لا يضحى بدين الله من أجل نفسه وماله، وفي الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم عن جنادة بن أبي أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض فقلنا حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان)
فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن مقاتلة الحكام بالسيوف ما لم يظهروا الكفر البواح، والحكم بغير ما أنزل الله سبحانه من الكفر البواح، وعليه فقد تعين على المسلمين مقارعة حكامهم بالسيوف على ما وقعوا فيه من استبدال لأحكام الله سبحانه، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط الشرعية في الخروج على الحكام وهي معلومة ومن أبرزها تحقق وقوع الكفر، والاستطاعة العلمية والمادية، وكون فتنة الخروج لا تكون أعظم من فتنة الحاكم، وما ينطبق على الحكام ينطبق على المحكوم على حد سواء، فلا يجوز للأمة أن تسعى لتحكيم غير شرع الله، بل الواجب عليها أن تخضع لحكم الله ظاهرا وباطنا ولا تتخير بين حكم الله وحكم غيره،والدعوة إلى تحكيم الشعب بما يعرف بالديمقراطية هو حكم الطاغوت التي أمرت الأمة أن تكفر به لقوله تعالى : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256فلا يجوز في حق الأمة إلا السعي الحثيث لتحكيم شرع الله لا غير، وعليه فإن كانت تلك الثورات هي دعوة إلى تحكيم شرع الله سبحانه، وكفراً بما دون ذلك فهي صحية، أما العمل على تصحيح مسارها مع كونها راجعة إلى إرادة الشعب فهذا هو الشرك الذي يجب على الأمة الحذر منه ، وتحذير الناس من خباثته، وعليه يجب على السلفيين الذي سقطوا في فتنة الكثرة والقلة وزخرف التأويل والتدرج أن يتقوا الله ربهم ، وأن يبينوا للناس خطورة تحكيم غير شرع الله وإثم المدفوعين إليه، وأن الحكم لا يكون إلا لله وحده، وان أي حكم يكون لغير الله فهو كفر وردة.عليهم أن يعلنوا للأمة بذلك، كما يقفون على خطورة البدع والمحدثات، وينبرون إلى كشف زيغ المبتدعين، ويشددون عليهم، ويحذرون منهم، كذلك وجب عليهم أن يحذروا الناس من كل ما يخالف الدين سواء أكان واقعاً في الحاكم أم المحكوم، خاصة إن كان مما يتعلق بمسائل الاعتقاد كالحكم بغير شرع الله، وعليهم أن يؤمنوا بما يرغبون الناس به لكونهم مسؤولين عن كل كبيرة وصغيرة تصدر عنهم، وأنهم آتيهم يوم لا ريب فيه، لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وليعلموا أن حالهم ليس بأحسن من أحوال غيرهم من أصحاب الفرق الضالة، فإن أولئك ضلوا بجهلهم، وهم ضلوا مع علمهم فما أشبه اليوم بالأمس، فقد ضل اليهود مع علمهم لحرصهم على ما يقيم لهم دنياهم ويفسد لهم أخراهم ، فاحذروا أيها السلفيون من العمل لإقامة الدنيا وإفساد الآخرة ، وانأوا بأنفسكم عن كسب أموالكم من جيوب حكامكم، أو جيوب أتباعهم ،فإن ذلك يحملكم على أن تكونوا أبواقاً لهم، والسلامة في الإعراض عن مغازلتهم والركون إليهم،فإن الركون إليهم مما يستوجب غضب الله عليكم قال تعالى : {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113. وعليه إن موقفنا من مسألة الانتخابات في الدول العربية لا تختلف عن موقفنا فيما سبق أن سطرناه في رسائلنا من كون الانتخابات مرجعها الخروج عن تحكيم شرع الله إلى تحكيم إرادة الشعب، فتكون محرمة حتى وإن تحاكم أهلها لحكم الله سبحانه ، لأن تحكيمهم رجع إلى إرادة الشعب لا إلى النزول على حكم الله حتى وإن كرهه الناس، وأما ما يتشدق به بعض السلفيين من كون هذا العمل مشروعا، فهذا ليس مبنيا على منهج السلف الصالح، بل مبناه على أهوائهم هم ، ومنهج السلف منه براء، فهم لا يمثلون إلا أنفسهم لا يمثلون المنهج وإن كانوا بعددهم كأوراق الشجر، ومما يتوجب علينا شكر الله عليه، هو أن صاننا عن الوقوع في شبهات القوم، وأغنانا عن أموالهم والحاجة إليهم، أو إلى غيرهم ، وهذا نعمة قل من يتنعم بها خاصة أولئك الدعاة الذين لا مصدر لعيشهم إلا من خلال فتات أوليائهم، فلله وحده الحمد لا شريك له .
ولما كانت الدنيا تعارض الدين، وما أردوا من الدين إلا ما يوافق أهواءهم، وقعوا في شبهات التحريف وظلمات الكفر، ولو كان الدين موافقا لأهوائهم لما خرجوا عنه قيد أنملة، وسبحان الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، فكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بصورة مختلفة مع توحد المضمون، فالمسلمون الذين أرداهم الله سبحانه أن يكونوا خير أمة كما في قوله تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 لا محالة واقعون في اتباع سبيل المغضوب عليهم والضالين إلا من رحم ربي سبحانه، فقد جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم
قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟) رواه البخاري وفي رواية عن معاوية رضي الله عنه أنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :ألا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ , افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً , وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثلاثٍ وَسَبْعِينَ , ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ , وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّة وَهِيَ الْجَمَاعَةُ , وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأهواء , كَمَا يَتَجَارَى الكَلَبُ بِصَاحِبِهِ ,لا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ ولا مَفْصِلٌ إلا دَخَلَهُ .) رواه أبو داود قد أخبر الصادق المصدوق عن وقوع أمته في متابعة من نهوا عن متابعتهم ، وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إذ تتجلى حقائق أخباره في واقع الأمة اليوم، إذ خاض كثير من المسلمين بل معظمهم بمجاراة أهل الضلال والوقوع في حبائل متابعتهم دنيا وديناً، وقد أصبح الدخول في أهواء اليهود والنصارى منهجا عملياً يسدل عليه أصحابه ستائر الدين، ليصبح دينا للأمة، فأين أصحاب هذا القول من سلفهم الضال؟ قال تعالى : {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78 ، بل أصحبت متطلبات الحياة تستلزم الخروج عن هدي الكتاب والسنة تحت وطأة تغير الأحكام الشرعية وفق ما يستجد من مجريات، وإلا كيف أصبح التحاكم إلى الديمقراطية منهجا إسلاميا؟ وليست المشكلة عند من يتغنون بالديمقراطية، أو من يعتقد صلاحية الحكم بها، بل المعضلة عند من يرى حرمتها كونها تتعارض مع أصل من أصول التوحيد، ثم ينبري كثير منهم لدعوة الناس إليها وجعلها مصلحة راجحة في الأمة، وطريقا لتخطي الأزمات، والعمل على التدرج في تحيق الأهداف ، وما أشبه هذا القول بقول الوطنيين في سياستهم مع تحرير الأرض من أيدي المعتدين ( خذ وطالب) أي احصل على شيء وبعدها طالب بغيره، وهي لا شك سياسة مكشوفة للأعداء، وقد أعدوا لها عدتهم، ليحولوا دون وصول المتخاذلين إلى مبتغاهم – إن كان الأمر حقا كذلك- ولكن مع الأسف رأينا أن في طلائع برامجهم السياسية مغازلة الغرب والشرق بحيث يضمنوا سكون الأعداء لهم ، فلا نقد للمواثيق الدولية، لا لمقاطعة يهود، لا ...لا ... مما يذكرني ذلك بلاآت قياديي دولة يهود، فعن أي إصلاح تتحدثون؟ أي دولة تريدون؟ أي حكم تبتغون؟ سبحان الله هل حصرتم قضاياكم بما يتعلق بالإصلاحات الاجتماعية؟ هل مشكلة الأمة هي مشكلة رخاء وسعة؟ أيها السلفيون دعاة التوحيد: ألم يكن تحكيم شرع الله مصدراً أساسيا لنظام الحكم في الإسلام؟ لا أقول تطبيق الحدود فحسب، بل العلاقات العامة، ومن أبرزها عقيدة الولاء والبراء، وبناء العلاقات العامة والخاصة وفق أحكام الشرع، منذ متى أصبح تطبيق الشرع مرجعه إلى أراء الرجال وتحكيم عقولهم؟ ومنذ متى كان للشعب أن يختار الدستور الذي يتحاكم إليه ؟ أهذا ما يفهم من قوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36أما قضى الله سبحانه بتحكيم شرعه في كل كبير وصغير، وأوجب على الناس الرجوع إلى كتابه وسنة رسوله في القضايا جميعها إذ قال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 ألم يكن تحكيم شرع الله ظاهرا وباطنا من الإيمان؟ قال تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}النساء65 إلى غير ذلك من القواعد الكلية، والنصوص العامة المطلقة التي تجعل من الإسلام مصدرا تشريعيا لمسلمين في كل صغير وكبير،في الدين والدنيا، وهذه قاعدة الأعمال ، أنها تستند إلى الأحكام الشرعية، لا إلى العقل أو الهوى. أيها السلفيون أما كان التأويل مصدر ضلال عند المبتدعين؟ وكان مرجعه إلى صرف النصوص عن ظاهرها لما يتعارض مع عقولهم وأهوائهم؟ فهل أصبح التأويل في قضايا التشريع أمراً واجبا؟ وأصبح من يعمل النصوص على ظاهرها إتباعا لما كان عليه السلف الصالح خروجاً عن الصراط المستقيم؟ أم أصبح تقليد العلماء من غير بينة الذي هو أصل ضلال كثير من الناس عبادة صحيحة يثاب عليها أصحابها ؟أيها السلفيون، إن من أبرز ضلال اليهود والنصارى أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، وذلك في إتباعهم بالتحليل والتحريم دون بينة أو برهان قال تعالى : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31 وعن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه عندما جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو كان يدين بـالنصرانية ، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجلسه وأخذ يقرأ آيةً يعرض به فيما كان عليه من الدين، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم قال له عدي : يا رسول الله: ما عبدناهم! فقال: ألم يحلوا لكم الحرام، ويحرموا عليكم الحلال فتطيعوهم؟ قال: بلى، قال فتلك عبادتكم إياهم . أحبائي في الله لست خجلا من أن أقول: إن كثيرا من السلفيين وقعوا فيما وقع فيه المبتدعون، إلا أنهم أشد خطرا على الأمة من غيرهم، وذلك أنهم يروجون بضاعتهم المزجاة على أنها من منهج السلف الصالح، وإن أصل دعوتهم تقوم على التوحيد، وإن أخطر ما يحذرون منه هو الشرك، ثم يأتون بعد ذلك ليجعلوا مسألة من مسائل التوحيد اجتهادية ، لا بل فرعية، ويعظمون الدعوة إليها، وهي مسألة تحكيم الشرع، وذلك بقولهم : كفر دون كفر ، معصية ، الإمام ولي أمر شرعي، لا تجوز مقاتلته، لا يجوز الخروج عليه، لا يجوز الإنكار عليه، لا يجوز نصحه إلا في السر- أي من وراء الكواليس- ولا يكون هذا إلا لأهل العلم، وما إلى ذلك من المواقف المتخاذلة، وفي المقابل ، من خرج عن هذا فهو تكفيري، خارجي ، مبتدع ، مفتون، صاحب هوى، جاهل ، مدفوع، وما إلى ذلك ، ولا ادري هل الإسلام يأمرنا بإقامة الدين ونشره، والمحافظة عليه إعلاء لكلمة الله سبحانه؟ أم يأمرنا بطاعة الحكام على أي كيفية كانوا ما لم يصعدوا المنابر ويقولوا بملء أفواههم : إنا كفرنا بالله رب العالمين كفراً أشد من كفر فرعون وهامان. أو يقولوا : نحن نرى أن كل ما حرمه الله في كتابه ، وحرمه رسوله في سنته حلال محض. وما دون ذلك فهم أولياء أمور شرعيين سواء استبدلوا حكم الله بحكم الطاغوت، أو والوا الكافرين وعادوا المؤمنين، أو نشروا صور الرزيلة والفساد في الأمة ،حتى ولو هجروا المفاهيم الإسلامية واستبدلوها بمفاهيم غربية، وكل هذا ما لم يستحلوا في قلوبهم تلك المعاصي . فسبحان الله، هل من فساد معتقد أعظم من فساد معتقدهم؟ إلا أننا لسنا بصدد الحكم على معين فهذه مسألة لها جانب آخر، فلا يحمل قولنا هذا على أننا نكفر الحكام بأعيانهم، بل نحن بصدد الحكم على الواقع من خلال النصوص الشرعية، إذ لا يلزم من كون الحكم بدعة أن يكون صاحبها مبتدعاً، أو أن تكون حكم المسألة المعينة كفراً ويكون صاحبها كافرا، فلا يلزم من الحكم على المسألة الحكم على المعين، إذ قد يكون المعين جاهلاً أو متأولاً أو مكرها وما إلى ذلك من الموانع التي تقضي بعدم إنزال الحكم على المعين، ولكننا بصدد الحكم على الواقع العام، إذ لا يلزم من نفي الحكم على المعين نفي الحكم على المسألة، أي إن لم يحكم على من لم يحكم بما أنزل الله بالكفر، فلا يلزم نفي حكم الكفرعلى مسألة تحكيم غير شرع الله ، بل هو كفر أكبر سواء أحكم على أصحابه بالكفر أم لم يحكم عليهم، وهذه قضية لا بد أن يتفطن إليها المسلمون،إذ حمل عدم الحكم على المعين لا يلزم عدم الحكم على تحكيم غير شرع الله بالكفر، فالتحاكم إلى غير شرع الله كفر سواء أحكم على الحاكم بالكفر أم لا ، وطاعة الحكام في تطبيق غير شرع الله محرمة، والإنكار عليهم واجب، والعمل على تحكيم شرع الله الذي هو أصل من أصول التوحيد ، ولا عبرة في كون الحاكم مسلما أو لا ، فالله سبحانه أمرنا بمقاتلة المشركين دفعا للكفر والشرك وإن سفكت في ذلك دماء زكية، قال تعالى{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }البقرة193 والقتال فيه قاتل ومقتوك كما في قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبةفقد أوجب الله سبحانه مقاتلة المشركين مع ما في قتالهم من سفك للدماء الزكية ، وذلك أن الفتنة أعظم عند الله من القتل، فالمسلم يقدم نفسه رخيصة لإعلاء كلمة الله سبحانه ، وليس الأمر ع****************ا، أي لا يضحى بدين الله من أجل نفسه وماله، وفي الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم عن جنادة بن أبي أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض فقلنا حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان)
فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن مقاتلة الحكام بالسيوف ما لم يظهروا الكفر البواح، والحكم بغير ما أنزل الله سبحانه من الكفر البواح، وعليه فقد تعين على المسلمين مقارعة حكامهم بالسيوف على ما وقعوا فيه من استبدال لأحكام الله سبحانه، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط الشرعية في الخروج على الحكام وهي معلومة ومن أبرزها تحقق وقوع الكفر، والاستطاعة العلمية والمادية، وكون فتنة الخروج لا تكون أعظم من فتنة الحاكم، وما ينطبق على الحكام ينطبق على المحكوم على حد سواء، فلا يجوز للأمة أن تسعى لتحكيم غير شرع الله، بل الواجب عليها أن تخضع لحكم الله ظاهرا وباطنا ولا تتخير بين حكم الله وحكم غيره،والدعوة إلى تحكيم الشعب بما يعرف بالديمقراطية هو حكم الطاغوت التي أمرت الأمة أن تكفر به لقوله تعالى : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256فلا يجوز في حق الأمة إلا السعي الحثيث لتحكيم شرع الله لا غير، وعليه فإن كانت تلك الثورات هي دعوة إلى تحكيم شرع الله سبحانه، وكفراً بما دون ذلك فهي صحية، أما العمل على تصحيح مسارها مع كونها راجعة إلى إرادة الشعب فهذا هو الشرك الذي يجب على الأمة الحذر منه ، وتحذير الناس من خباثته، وعليه يجب على السلفيين الذي سقطوا في فتنة الكثرة والقلة وزخرف التأويل والتدرج أن يتقوا الله ربهم ، وأن يبينوا للناس خطورة تحكيم غير شرع الله وإثم المدفوعين إليه، وأن الحكم لا يكون إلا لله وحده، وان أي حكم يكون لغير الله فهو كفر وردة.عليهم أن يعلنوا للأمة بذلك، كما يقفون على خطورة البدع والمحدثات، وينبرون إلى كشف زيغ المبتدعين، ويشددون عليهم، ويحذرون منهم، كذلك وجب عليهم أن يحذروا الناس من كل ما يخالف الدين سواء أكان واقعاً في الحاكم أم المحكوم، خاصة إن كان مما يتعلق بمسائل الاعتقاد كالحكم بغير شرع الله، وعليهم أن يؤمنوا بما يرغبون الناس به لكونهم مسؤولين عن كل كبيرة وصغيرة تصدر عنهم، وأنهم آتيهم يوم لا ريب فيه، لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وليعلموا أن حالهم ليس بأحسن من أحوال غيرهم من أصحاب الفرق الضالة، فإن أولئك ضلوا بجهلهم، وهم ضلوا مع علمهم فما أشبه اليوم بالأمس، فقد ضل اليهود مع علمهم لحرصهم على ما يقيم لهم دنياهم ويفسد لهم أخراهم ، فاحذروا أيها السلفيون من العمل لإقامة الدنيا وإفساد الآخرة ، وانأوا بأنفسكم عن كسب أموالكم من جيوب حكامكم، أو جيوب أتباعهم ،فإن ذلك يحملكم على أن تكونوا أبواقاً لهم، والسلامة في الإعراض عن مغازلتهم والركون إليهم،فإن الركون إليهم مما يستوجب غضب الله عليكم قال تعالى : {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113. وعليه إن موقفنا من مسألة الانتخابات في الدول العربية لا تختلف عن موقفنا فيما سبق أن سطرناه في رسائلنا من كون الانتخابات مرجعها الخروج عن تحكيم شرع الله إلى تحكيم إرادة الشعب، فتكون محرمة حتى وإن تحاكم أهلها لحكم الله سبحانه ، لأن تحكيمهم رجع إلى إرادة الشعب لا إلى النزول على حكم الله حتى وإن كرهه الناس، وأما ما يتشدق به بعض السلفيين من كون هذا العمل مشروعا، فهذا ليس مبنيا على منهج السلف الصالح، بل مبناه على أهوائهم هم ، ومنهج السلف منه براء، فهم لا يمثلون إلا أنفسهم لا يمثلون المنهج وإن كانوا بعددهم كأوراق الشجر، ومما يتوجب علينا شكر الله عليه، هو أن صاننا عن الوقوع في شبهات القوم، وأغنانا عن أموالهم والحاجة إليهم، أو إلى غيرهم ، وهذا نعمة قل من يتنعم بها خاصة أولئك الدعاة الذين لا مصدر لعيشهم إلا من خلال فتات أوليائهم، فلله وحده الحمد لا شريك له .
- *سيف الاسلام*رائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 795
تاريخ التسجيل : 24/11/2010
العمر : 43
العمل/الترفيه : موظف بهيئة اسلامية
المزاج : عنيد*صلب الجدا والنصال*محب للجميع
رد: عوداً على بدء
الخميس 10 مايو 2012, 10:59 am
بوركت اخي الحبيب والله القليل القليل من يفهم منا بامور الاسلام والعقيدة
اسباب طريق المغضوب عليهم ها قد وقعنا بها اخي من معارضة لما انزل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
اسال الله ان يجعلني واياكم من الفرقة الناجية الخالصة له سبحانه وتعالى مفتخر بنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الملأ الاعلى
ما دمرتنا الا الوطنيات والعلمانية وسياسة العالم الجديد والعولمة اخي الغالي
اما الجهاد فقد اصبح امانيا واغاني لا وجود له في امة التوحيد والجهاد لا بل اكثر من ذلك ان المجاهد منبوذ في امتنا والله المستعان
موضوع رائع اخي الحبيب جزيت عليه كل خير ورضا
تقبل مروري
اخوك
سيف ألإسلآم
العراقي
اسباب طريق المغضوب عليهم ها قد وقعنا بها اخي من معارضة لما انزل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
اسال الله ان يجعلني واياكم من الفرقة الناجية الخالصة له سبحانه وتعالى مفتخر بنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الملأ الاعلى
ما دمرتنا الا الوطنيات والعلمانية وسياسة العالم الجديد والعولمة اخي الغالي
اما الجهاد فقد اصبح امانيا واغاني لا وجود له في امة التوحيد والجهاد لا بل اكثر من ذلك ان المجاهد منبوذ في امتنا والله المستعان
موضوع رائع اخي الحبيب جزيت عليه كل خير ورضا
تقبل مروري
اخوك
سيف ألإسلآم
العراقي
- *الأعصار الصامت*المدير العام
- الجنس : عدد المساهمات : 4286
تاريخ التسجيل : 14/02/2009
العمر : 47
الموقع : سمو المشاعر الايمانية اللايت سي..الشبكة الاسلامية
العمل/الترفيه : في مجال البناء
المزاج : حازم
تعاليق : ظَمَأُ الكَواسِرِ ِ يًروِيهِ دَمٌ...يرَاقُ من ذَلِيلِ قُطعَان ِ...
وَتَأنَفُ السِّباعُ أَكلَ جِيَف ٍ....تُلقَى بِدَربٍ بعد نُحرانِ ِ..
وَتَرفَعُ تَحِيَّةً وهي تُمَزِّقُ...مَن خَاضَ الغِمارَ كَشُجعَان ِ..
فَالأُسدُ شِيمَتُهَا رِفعَة ً تُتَوِّجُهَا...رُسُوخُ الهَام ِ بِمَيدَان ِ..
رد: عوداً على بدء
الأربعاء 16 مايو 2012, 12:16 pm
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب يزن
بارك الله في تعقيبكم الطيب
اثابكم الله الجنة ونعيمها
الاعصار الصامت
بارك الله في تعقيبكم الطيب
اثابكم الله الجنة ونعيمها
الاعصار الصامت
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى