- عز الدينرائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 670
تاريخ التسجيل : 01/03/2011
العمر : 49
العمل/الترفيه : بحري قديم
المزاج : يا من لجرح كلما سكنته ** لكأ الحشى بمواجع ومآسي // لو انه في الرأس كنت ضمدته ** لكنه في القلب لا في الرأسِ
قانون العزة
الجمعة 22 يونيو 2012, 9:24 am
قانون العزة
خلق في الإنسان حاجات ثلاث :
الحاجة الأولى حاجته إلى الطعام والشراب ، ليحافظ على بقائه ، أما الحاجة
الثانية فهي حاجته إلى الطرف الآخر ، إلى زوجة ، وحاجة الزوجة إلى زوج ، حاجة كل من
الذكر والأنثى إلى الطرف الآخر ، هذه الحاجة تحقق بقاء النوع .
لكن قانون العزة متعلق بالحاجة الثالثة ، الحاجة الثالثة هي حاجة إلى تأكيد الذات
، فالإنسان بعد أن يأكل ، ويشرب ، ويشبع ، ويرتوي ، ويتزوج ، ويحقق هذه الحاجة في
الطرف الآخر هو بحاجة عميقة جدًا إلى أن يكون شيئًا مذكورًا ، إلى أن يؤكد ذاته ، إلى أن
يشار إليه بالبنان ، هذه حاجة في أي إنسان .
وحاجات الإنسان لحكمة بالغةٍ بالغة حاجات حيادية ، يمكن أن تكون سلمًا نرقى
بها إلى أعلى عليين ، أو أن تكون دركات نهوي بها إلى أسفل سافلين ، ألم يقل الله عز وجل
يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام :
﴿ أََلم َن ْ ش ر ح َلك صد ر ك * و و ض عَنا عنْ ك وِز ر ك * الَّذِي أَنَْقض َ ظهرك * و رَف عَنا َلك ذِ ْ ك ر ك ﴾
( سورة الشرح ) .
حاجات الإنسان حاجات حيادية :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٢
هذا الرفع للذكر تلبية لحاجة في الإنسان ، لكن هذه الحاجة كما أقول
دائمًا : حيادية ، قد تكون سلمًا نرقى بها إلى أعلى عليين ، وقد تكون دركات نهوي بها إلى
أسفل سافلين .
أيها الأخوة الكرام ، حاجة الإنسان إلى أن يكون مكرمًا ، إلى أن يكون عزيزًا
، إلى أن يكون مهمًا ، إلى أن يكون في قلوب الناس ، إلى أن يكون ملء سمعهم وبصرهم
، إلى أن يكون مقربًا ، هذه حاجة أودعها الله في الإنسان ، ويمكن أن يلبيها وفق منهجه
فيسعد في الدنيا والآخرة ، ويمكن أن يلبيها بخلاف منهجه فيشقى في أثناء تلبيتها في الدنيا
والآخرة ، الآية الكريمة التي تعد قانونًا لتلبية هذه الحاجة هي قوله تعالى :
﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا اْلحُ سَنى وزِيادٌة وَلا ير ه ُ ق وُجُو ههُ م َقَت ر وَلا ذِلَّ ٌ ة أُوَلئِك أَصحابُ الْجنَّةِ هُ م
فِي ها َ خالِدُو ن ﴾ .
( سورة يونس ) .
من هؤلاء الذين يستحقون التكريم ؟ من هؤلاء الذين يكونون في مكانة علية في
مجتمعهم ؟ ﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا ﴾ ، وكلمة أحسنوا كلمة جامعة مانعة شاملة ، أحسنوا في عملهم
، أحسنوا في زواجهم ، أحسنوا في حرفهم ، أحسنوا في علاقاتهم ، أحسنوا في كسب أموالهم
، أحسنوا في إنفاق أموالهم ، أحسنوا في وقت غضبهم ، أحسنوا في رضاهم .
الإحسان كلمة جامعة مانعة مطلقة ، أنت حينما تكون محسنًا ، حينما تبني حياتك
على العطاء ، حينما تكون لبنة أساسية في بناء ، حينما تكون متفوقًا على أقرانك ، أنت
محسن ، والإحسان بشكل دقيق نصفان ، التزام وانضباط بتعليمات الخالق ، ثم عطاء
للمخلوق ، التزام ، وعطاء ، ﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا ﴾ أكبر جزاء لهذا الإحسان الجنة ، ﴿ لِلَّذِي ن
أَ ح سُنوا اْلحُ سَنى وزِيادٌة ﴾ ، قال علماء التفسير : هي النظر إلى وجه الله الكريم ، هي
الزيادة .
أكبر جزاء للذين أحسنوا في الدنيا الجنة و النظر إلى وجه الله الكريم :
حاجة الإنسان إلى أن يكون مكرمًا و عزيزًا حاجة أودعها الله فيه :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٣
﴿ وُجُوه يو مئِذٍ نَاضِ رٌة * إَِلى رب ها نَاظِ رٌة ﴾ .
( سورة القيامة ) .
﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا اْلحُ سَنى وزِيادٌة وَلا ير ه ُ ق وُجُو ههُ م قَتَ ر ﴾ ، أي تقنين ، أو
حرمان ، ﴿ وَلا ذِلَّ ٌ ة ﴾ ، ما الذي يؤلم الإنسان ؟ أن يكون محرومًا ، أو مهانًا .
فمن أجل أن أكون كريمًا ، متفوقًا ، متألقًا ، محبوبًا ، عزيزًا ، أشعر بقيمتي في
مجتمعي ، يجب أن أكون محسنًا .
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
* * *
فأنت إن كنت محسنًا رفعك المجتمع شئت أو أبيت ، لأن الإنسان مفطور على
ح ب الكمال ، على ح ب الإحسان ، على ح ب الالتزام ، على ح ب النقاء .
إذًا من أجل أن تكون مكرمًا ، من أجل أن تكون عزيزًا ، من أجل أن يشار إليك
بالبنان ، ينبغي أن تحسن ﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا ﴾ لهم مكانة في الدنيا ، وجنة يوم القيامة ، وهذا
معنى قوله تعالى :
﴿ ولِ من َ خا َ ف مقَا م ربهِ جنََّتانِ ﴾ .
( سورة الرحمن ) .
جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، وفي الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة
الآخرة .
﴿ ويُدخِلُهُمُ الْجنَّ َ ة ع رَف ها َلهُ م ﴾ .
( سورة محمد ) .
في الدنيا ، هم حينما اتصلوا بربهم ، وأحسنوا إلى خلقه ، قربهم الله عز وجل
ومنحهم السكينة التي تألقوا بها .
المحترم من انضبطت كلماته و تصرفاته وفق القواعد المشروعة :
القرب من الله عز وجل والسكينة لا يكونان إلا بالاتصال بالله والإحسان إلى خلقه :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٤
شيء آخر : يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إياك وما يعتذر منه )) .
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عمر ] .
أي موقف ، أي سلوك ، أي حركة ، أية سكنة ، أي كلام تضطر معه إلى أن
تعتذر ، وإلى أن تندم ابتعد عنه ، كلام جامع مانع :
(( وإياك وما يعتذر منه )) .
قيل مرة لداهية من دهاة الصحابة ، قيل لعمرو بن العاص : ما بلغ من
دهائك ؟ قال : والله ما دخلت مدخ ً لا إلا أحسنت الخروج منه ، هو الحقيقة الذي سأله سيدنا
معاوية ، فقال معاوية : لست بداهية ، أما أنا والله ما دخلت مدخ ً لا أحتاج أن أخرج منه .
فأنت حينما تنضبط ، أو حينما تضبط كلماتك وفق القواعد المشروعة تكون
محترمًا ، ومعززًا ، ومكرمًا .
أيها الأخوة الكرام ، قرأت كتابًا في أدعية أربعة في الصفحة الأولى ، هذه
الأدعية متصلة أشد الاتصال بهذه الحلقة المتعلقة بقانون العزة :
الدعاء الأول :
" اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني " .
مصيبة كبيرة أن تنطق بالحكمة وألا تطبقها ، فيسعد الناس بها ، وتشقى بعدم
تطبيقها ، من أسعد الناس من سعد بعلمه " إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني
مني " .
الدعاء الثاني :
" اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك " .
يعني أنا أصبح قصة يتعظ بها الناس ، فلابد من أن أكون مع المشاهدين ، لا أن
أكون على خشبة المسرح ، وتكون قصتي موعظة للناس ، " اللهم إني أعوذ بك أن أكون
عبرة لأحد من خلقك " .
هناك آية دقيقة يقول الله فيها :
﴿ و ج عْلَناهُ م أَحادِي َ ث ﴾ .
. ( ( سورة المؤمنون الآية : ٤٤
أربعة أدعية خطيرة :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٥
أصبحوا عبرًا للخلق ، فالإنسان حينما يستقيم على أمر الله لا يكون عبرة بل
يكون عنصرًا إيجابيًا يقدم للمجتمع المثل الأعلى .
الدعاء الثالث :
" اللهم إني أعوذ بك أن أقول قو ً لا فيه رضاك ، ألتمس به أحدًا سواك " .
هذا هو النفاق ، " أن أقول قو ً لا فيه رضاك ، ألتمس به أحدًا سواك " المنافق
يسقط من عين الله ، ومن عين المجتمع ، فيكون لك موقفان ، موقف معلن ، وموقف حقيقي
، أن يكون لك س ر وعلن ، شيء تفعله وحدك ، وشيء تفعله أمام الناس ، هذا الإنسان تسقط
كرامته بين مجتمعه .
الدعاء الرابع :
" اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك " .
إذًا كرامة الإنسان مطلب أساسي عند كل إنسان ، وهذا المطلب يمكن أن يكون
سببًا لرقي الإنسان إلى أعلى عليين ، وأن يكون هذا المطلب نفسه سببًا لسقوط الإنسان إلى
أسفل سافلين .
لذلك لن نقطف ثمار هذا الدين من سلامة ، وسعادة ، وعزة ، وكرامة ، إلا إذا
كنا محسنين ، فالإنسان طريق العزة ، وقد تجد موظفًا متواضعًا جدًا لكنه محسن ، ويؤدي
واجبه تمامًا ، يتمتع بعزة ، وكرامة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم .
فالإنسان حينما يخطئ يسقط أول ما يسقط من عين نفسه ، ويكون سقوطه دلي ً لا
على أن فطرة الإنسان فطرة سليمة أودعها الله في الإنسان لتكون رادعًا ، ودافعًا لكماله الذي
يرقى به عند الله ، وعند الناس .
أيها الأخوة الأحباب إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خلق في الإنسان حاجات ثلاث :
الحاجة الأولى حاجته إلى الطعام والشراب ، ليحافظ على بقائه ، أما الحاجة
الثانية فهي حاجته إلى الطرف الآخر ، إلى زوجة ، وحاجة الزوجة إلى زوج ، حاجة كل من
الذكر والأنثى إلى الطرف الآخر ، هذه الحاجة تحقق بقاء النوع .
لكن قانون العزة متعلق بالحاجة الثالثة ، الحاجة الثالثة هي حاجة إلى تأكيد الذات
، فالإنسان بعد أن يأكل ، ويشرب ، ويشبع ، ويرتوي ، ويتزوج ، ويحقق هذه الحاجة في
الطرف الآخر هو بحاجة عميقة جدًا إلى أن يكون شيئًا مذكورًا ، إلى أن يؤكد ذاته ، إلى أن
يشار إليه بالبنان ، هذه حاجة في أي إنسان .
وحاجات الإنسان لحكمة بالغةٍ بالغة حاجات حيادية ، يمكن أن تكون سلمًا نرقى
بها إلى أعلى عليين ، أو أن تكون دركات نهوي بها إلى أسفل سافلين ، ألم يقل الله عز وجل
يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام :
﴿ أََلم َن ْ ش ر ح َلك صد ر ك * و و ض عَنا عنْ ك وِز ر ك * الَّذِي أَنَْقض َ ظهرك * و رَف عَنا َلك ذِ ْ ك ر ك ﴾
( سورة الشرح ) .
حاجات الإنسان حاجات حيادية :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٢
هذا الرفع للذكر تلبية لحاجة في الإنسان ، لكن هذه الحاجة كما أقول
دائمًا : حيادية ، قد تكون سلمًا نرقى بها إلى أعلى عليين ، وقد تكون دركات نهوي بها إلى
أسفل سافلين .
أيها الأخوة الكرام ، حاجة الإنسان إلى أن يكون مكرمًا ، إلى أن يكون عزيزًا
، إلى أن يكون مهمًا ، إلى أن يكون في قلوب الناس ، إلى أن يكون ملء سمعهم وبصرهم
، إلى أن يكون مقربًا ، هذه حاجة أودعها الله في الإنسان ، ويمكن أن يلبيها وفق منهجه
فيسعد في الدنيا والآخرة ، ويمكن أن يلبيها بخلاف منهجه فيشقى في أثناء تلبيتها في الدنيا
والآخرة ، الآية الكريمة التي تعد قانونًا لتلبية هذه الحاجة هي قوله تعالى :
﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا اْلحُ سَنى وزِيادٌة وَلا ير ه ُ ق وُجُو ههُ م َقَت ر وَلا ذِلَّ ٌ ة أُوَلئِك أَصحابُ الْجنَّةِ هُ م
فِي ها َ خالِدُو ن ﴾ .
( سورة يونس ) .
من هؤلاء الذين يستحقون التكريم ؟ من هؤلاء الذين يكونون في مكانة علية في
مجتمعهم ؟ ﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا ﴾ ، وكلمة أحسنوا كلمة جامعة مانعة شاملة ، أحسنوا في عملهم
، أحسنوا في زواجهم ، أحسنوا في حرفهم ، أحسنوا في علاقاتهم ، أحسنوا في كسب أموالهم
، أحسنوا في إنفاق أموالهم ، أحسنوا في وقت غضبهم ، أحسنوا في رضاهم .
الإحسان كلمة جامعة مانعة مطلقة ، أنت حينما تكون محسنًا ، حينما تبني حياتك
على العطاء ، حينما تكون لبنة أساسية في بناء ، حينما تكون متفوقًا على أقرانك ، أنت
محسن ، والإحسان بشكل دقيق نصفان ، التزام وانضباط بتعليمات الخالق ، ثم عطاء
للمخلوق ، التزام ، وعطاء ، ﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا ﴾ أكبر جزاء لهذا الإحسان الجنة ، ﴿ لِلَّذِي ن
أَ ح سُنوا اْلحُ سَنى وزِيادٌة ﴾ ، قال علماء التفسير : هي النظر إلى وجه الله الكريم ، هي
الزيادة .
أكبر جزاء للذين أحسنوا في الدنيا الجنة و النظر إلى وجه الله الكريم :
حاجة الإنسان إلى أن يكون مكرمًا و عزيزًا حاجة أودعها الله فيه :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٣
﴿ وُجُوه يو مئِذٍ نَاضِ رٌة * إَِلى رب ها نَاظِ رٌة ﴾ .
( سورة القيامة ) .
﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا اْلحُ سَنى وزِيادٌة وَلا ير ه ُ ق وُجُو ههُ م قَتَ ر ﴾ ، أي تقنين ، أو
حرمان ، ﴿ وَلا ذِلَّ ٌ ة ﴾ ، ما الذي يؤلم الإنسان ؟ أن يكون محرومًا ، أو مهانًا .
فمن أجل أن أكون كريمًا ، متفوقًا ، متألقًا ، محبوبًا ، عزيزًا ، أشعر بقيمتي في
مجتمعي ، يجب أن أكون محسنًا .
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
* * *
فأنت إن كنت محسنًا رفعك المجتمع شئت أو أبيت ، لأن الإنسان مفطور على
ح ب الكمال ، على ح ب الإحسان ، على ح ب الالتزام ، على ح ب النقاء .
إذًا من أجل أن تكون مكرمًا ، من أجل أن تكون عزيزًا ، من أجل أن يشار إليك
بالبنان ، ينبغي أن تحسن ﴿ لِلَّذِي ن أَ ح سُنوا ﴾ لهم مكانة في الدنيا ، وجنة يوم القيامة ، وهذا
معنى قوله تعالى :
﴿ ولِ من َ خا َ ف مقَا م ربهِ جنََّتانِ ﴾ .
( سورة الرحمن ) .
جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، وفي الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة
الآخرة .
﴿ ويُدخِلُهُمُ الْجنَّ َ ة ع رَف ها َلهُ م ﴾ .
( سورة محمد ) .
في الدنيا ، هم حينما اتصلوا بربهم ، وأحسنوا إلى خلقه ، قربهم الله عز وجل
ومنحهم السكينة التي تألقوا بها .
المحترم من انضبطت كلماته و تصرفاته وفق القواعد المشروعة :
القرب من الله عز وجل والسكينة لا يكونان إلا بالاتصال بالله والإحسان إلى خلقه :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٤
شيء آخر : يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إياك وما يعتذر منه )) .
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عمر ] .
أي موقف ، أي سلوك ، أي حركة ، أية سكنة ، أي كلام تضطر معه إلى أن
تعتذر ، وإلى أن تندم ابتعد عنه ، كلام جامع مانع :
(( وإياك وما يعتذر منه )) .
قيل مرة لداهية من دهاة الصحابة ، قيل لعمرو بن العاص : ما بلغ من
دهائك ؟ قال : والله ما دخلت مدخ ً لا إلا أحسنت الخروج منه ، هو الحقيقة الذي سأله سيدنا
معاوية ، فقال معاوية : لست بداهية ، أما أنا والله ما دخلت مدخ ً لا أحتاج أن أخرج منه .
فأنت حينما تنضبط ، أو حينما تضبط كلماتك وفق القواعد المشروعة تكون
محترمًا ، ومعززًا ، ومكرمًا .
أيها الأخوة الكرام ، قرأت كتابًا في أدعية أربعة في الصفحة الأولى ، هذه
الأدعية متصلة أشد الاتصال بهذه الحلقة المتعلقة بقانون العزة :
الدعاء الأول :
" اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني " .
مصيبة كبيرة أن تنطق بالحكمة وألا تطبقها ، فيسعد الناس بها ، وتشقى بعدم
تطبيقها ، من أسعد الناس من سعد بعلمه " إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني
مني " .
الدعاء الثاني :
" اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك " .
يعني أنا أصبح قصة يتعظ بها الناس ، فلابد من أن أكون مع المشاهدين ، لا أن
أكون على خشبة المسرح ، وتكون قصتي موعظة للناس ، " اللهم إني أعوذ بك أن أكون
عبرة لأحد من خلقك " .
هناك آية دقيقة يقول الله فيها :
﴿ و ج عْلَناهُ م أَحادِي َ ث ﴾ .
. ( ( سورة المؤمنون الآية : ٤٤
أربعة أدعية خطيرة :
.( (محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم ٢
٥
أصبحوا عبرًا للخلق ، فالإنسان حينما يستقيم على أمر الله لا يكون عبرة بل
يكون عنصرًا إيجابيًا يقدم للمجتمع المثل الأعلى .
الدعاء الثالث :
" اللهم إني أعوذ بك أن أقول قو ً لا فيه رضاك ، ألتمس به أحدًا سواك " .
هذا هو النفاق ، " أن أقول قو ً لا فيه رضاك ، ألتمس به أحدًا سواك " المنافق
يسقط من عين الله ، ومن عين المجتمع ، فيكون لك موقفان ، موقف معلن ، وموقف حقيقي
، أن يكون لك س ر وعلن ، شيء تفعله وحدك ، وشيء تفعله أمام الناس ، هذا الإنسان تسقط
كرامته بين مجتمعه .
الدعاء الرابع :
" اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك " .
إذًا كرامة الإنسان مطلب أساسي عند كل إنسان ، وهذا المطلب يمكن أن يكون
سببًا لرقي الإنسان إلى أعلى عليين ، وأن يكون هذا المطلب نفسه سببًا لسقوط الإنسان إلى
أسفل سافلين .
لذلك لن نقطف ثمار هذا الدين من سلامة ، وسعادة ، وعزة ، وكرامة ، إلا إذا
كنا محسنين ، فالإنسان طريق العزة ، وقد تجد موظفًا متواضعًا جدًا لكنه محسن ، ويؤدي
واجبه تمامًا ، يتمتع بعزة ، وكرامة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم .
فالإنسان حينما يخطئ يسقط أول ما يسقط من عين نفسه ، ويكون سقوطه دلي ً لا
على أن فطرة الإنسان فطرة سليمة أودعها الله في الإنسان لتكون رادعًا ، ودافعًا لكماله الذي
يرقى به عند الله ، وعند الناس .
أيها الأخوة الأحباب إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
رد: قانون العزة
الإثنين 29 أبريل 2013, 9:27 am
في ميزان حسانتك ان شاء الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى