- عز الدينرائع فوق العادة
- الجنس : عدد المساهمات : 670
تاريخ التسجيل : 01/03/2011
العمر : 49
العمل/الترفيه : بحري قديم
المزاج : يا من لجرح كلما سكنته ** لكأ الحشى بمواجع ومآسي // لو انه في الرأس كنت ضمدته ** لكنه في القلب لا في الرأسِ
قانون الإلتفاف والإنفضاض
الجمعة 22 يونيو 2012, 9:29 am
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
1
محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض لفضيلة الدكتور محمد
راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا
محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة
والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أعزائي المشاهدين ... أخوتي المؤمنين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
ولا زلنا في قوانين القرآن ، والقانون اليوم ( قانون الالتفاف والانفضاض ) .
الإنسان أيها الأخوة ُ خلق لجنة عرضها السماوات والأرض ، ُ خلق ليسعد إلى
أبد الآبدين ، ُ خلق لينعم بالقرب من رب العالمين ، هذه الجنة لها ثمن ، ومن طلب الجنة
من دون عمل فهذا ذنب من الذنوب ، ما ثمن الجنة ؟ أن يأتي الله بك إلى الدنيا ، وأن
تتعرف إليه من خلال الكون الذي ينطق بوجود الله ، ووحدانيته ، وكماله ، بل إن الكون
مظهر لأسماء الله الحسنى ، وصفاته الفضلى ، فإذا تعرفت إلى الله ، وتعرفت إلى منهج الله
، واستقمت على أمر الله عز وجل يمنحك من كمالاته .
ودائمًا وأبدًا أقول : مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى ، فإذا أح ب الله عبدًا
منحه خلقًا حسنًا .
إذًا : الإنسان الذي آمن بالآخرة ، وآمن أنه مخلوق للجنة ، ونقل اهتماماته إلى
الدار الآخرة ، لابد له من عمل يصلح للعرض على الله ، لابد له من عمل صارخ يكون
وسيلة للقرب من الله .
من آمن بالآخرة و نقل اهتماماته إليها لابد له من عمل يصلح للعرض على الله :
قانون الالتفاف والانفضاض :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
2
لذلك الله عز وجل في قرآنه الكريم لم يعتمد الصفات التي يتفاضل بها بني
البشر ، بنو البشر يرجح بعضهم بعضًا بقيمة المال ، بقيمة القوة ، بقيمة الذكاء ، بقيمة
الوسامة ، لكن الله سبحانه وتعالى جعل مرجحين اثنين لا ثالث لهما ، المرجح الأول هو
العلم فقال تعالى :
﴿ هلْ ي سَتوِي الَّذِي ن يعلَ مو ن والَّذِي ن َلا يعلَ مو ن ﴾ .
. ( ( سورة الزمر الآية : ٩
وقال أيضًا :
﴿ يرَفعِ اللَّ ه الَّذِي ن آَ مُنوا مِْن ُ ك م والَّذِي ن أُوُتوا الْعِلْ م درجاتٍ ﴾ .
. ( ( سورة المجادلة الآية : ١١
وقال أيضًا :
﴿ ولِ ُ كلٍّ درجا ٌ ت مِ ما عمُِلوا ﴾ .
. ( ( سورة الأنعام الآية : ١٣٢
هذا القانون قانون الالتفاف والانفضاض ، يعني من ؟ يعني المؤمن الذي عرف
الله ، وعرف منهجه ، وأراد أن يتقرب إليه .
أعظم عمل على الإطلاق من دون استثناء هو الدعوة إلى الله ، لقول الله عز
وجل :
﴿ و من أَحس ن َقولاً مِ م ن د عا إَِلى اللَّهِ وعمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّنِي مِ ن اْل م سلِمِي ن ﴾ .
( سورة فصلت )
أي ليس في بني البشر إنسان أفضل عند الله ﴿ مِ م ن د عا إَِلى اللَّهِ وعمِلَ صالِحًا
وَقالَ إِنَّنِي مِ ن اْل م سلِمِي ن ﴾ .
الدعوة إلى الله عز وجل أعظم عمل على الإطلاق :
الدعوة إلى الله فرض عين في حدود ما تعلم ومع من تعرف :
اعتماد الله عز وجل على قيمتي العلم و العمل للترجيح بين البشر :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
3
أيها الأخوة الكرام ، هذه الدعوة إلى الله هي فرض عين ، وفرض كفاية ،
فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، فرض الكفاية أن يتبحر الإنسان في العلم
الشرعي ، وأن يتعمق فيه ، وأن يتفرغ له ، وأن يملك الحجج والبراهين ، ورد كل
الشبهات ، هذه الدعوة إلى الله بهذا المستوى فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن
الكل ، ولكن الدعوة إلى الله التي هي فرض عين دعوة من نوع آخر ، هو أن تدعو إلى الله
في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، ليس غير ، في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، هذه
الدعوة تؤكدها الآية الكريمة :
﴿ والْ عصرِ * إِ ن اْلإِْن سا ن َلفِي ُ خسرٍ * إِلَّا الَّذِي ن آَ مُنوا و عمُِلوا ال صالِ حاتِ وَتوا صوا بِاْل حقِّ ﴾.
( سورة العصر ) .
فالتواصي بالحق ربع النجاة ، بل إن الله سبحانه وتعالى حينما يقول :
﴿ ُقلْ هذِهِ سبِيلِي أَ د عو إَِلى اللَّهِ عَلى بصِي رةٍ أََنا و منِ اتَّب عنِي ﴾ .
. ( ( سورة يوسف الآية : ١٠٨
فالذي لا يدعو إلى الله على بصيرة ، وقالوا على بصيرة بالدليل والتعليل ليس
متبعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا لم يكن متبعًا فهو لا يحب الله لقوله تعالى :
﴿ ُقلْ إِ ن ُ كْنُت م ُتحِبو ن اللَّ ه َفاتَّبِ عونِي ي حبِب ُ ك م اللَّ ه ويغْفِر َل ُ ك م ﴾ .
. ( ( سورة آل عمران الآية : ٣١
أيها الأخوة الكرام ، وصلنا إلى القانون الذي يحتاجه الدعاة إلى الله ، يحتاجه
أي إنسان يحتل منصبًا قياديًا ، يحتاجه الأب ، تحتاجه الأم ، يحتاجه المعلم ، يحتاجه رئيس
الدائرة ، يحتاجه مدير المستشفى ، يحتاجه رئيس الجامعة ، يحتاجه أي إنسان يحتل منصبًا
قياديًا ، متى تنجح باختصاصك ؟ حينما يلتف الناس حولك ، حينما يحبونك ، متى تنجح في
تحقيق أهدافك ؟ حينما يتطلع الناس إليك بعين المحبة والتقدير .
إذًا متى يلتف الناس حولك ؟ ومتى ينفضون ؟ وهذا محور هذا اللقاء الطيب ،
بل محور القانون الذي نسميه قانون الالتفاف والانفضاض ، ما الذي يحكم هذا القانون ؟
يحكم هذا القانون هذه الآية الكريمة قال تعالى :
﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م ﴾ .
. ( ( سورة آل عمران الآية : ١٥٩
أي صلة بالله عز وجل من ثمار هذه الصلة اشتقاق الكمال من الله تعالى :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
4
أي بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد كنت لينًا لهم ، أي أن الإنسان إذا
اتصل بالله اكتسب منه الرحمة ، إن اتصلت بالرحيم تشتق منه الرحمة ، إن اتصلت بالحكيم
تشتق منه الحكمة ، إن اتصلت بالقوي تصبح قويًا لا تلين ، ولا تتضعضع ، ولا تتطامن ،
بل تكون قويًا تأخذ حقك بشكل واضح صريح .
إذًا إن اتصلت بالحكيم تكون حكيمًا ، بالرحيم تكون رحيمًا ، بالقوي تكون قويًا
، بالعدل تكون منصفًا ، فأي صلة بالله عز وجل من ثمار هذه الصلة اشتقاق الكمال ، فالآية
التي هي قانون الالتفاف والانفضاض هي قوله تعالى : ﴿ َفبِ ما رح مةٍ ﴾ ، وهذه الباء عند
النحاة باء السببية كقوله تعالى :
﴿ َفبِ ُ ظلْمٍ مِ ن الَّذِي ن هادوا ح ر مَنا عَليهِ م ﴾ .
. ( ( سورة النساء الآية : ١٦٠
هذه الباء باء السبب ، إذًا ﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م ﴾ ، يعني يا محمد
بسبب رحمة استقرت في قلبك كنت لينًا لهم ، هذه الرحمة التي في القلب انعكست لينًا في
التعامل مع الآخرين ، هذا اللين في التعامل مع الآخرين سبب التفافهم حولك ، وإقبالهم
عليك ، ومحبتهم لك ، وإخلاصهم لك .
لذلك أكبر رأسمال يملكه الإنسان هو أن يحبه الناس ، وأن يثقوا به ، وأن
يتفانوا في تلبية دعوته التي يبتغي منها وجه الله .
فلذلك الدعاة إلى الله ، وأي إنسان يحتل منصبًا قياديًا يريد أن يحقق أهدافه ،
وأن ينصاع الناس له ، وأن يلتفوا حوله ، فعليه بهذه الآية : ﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م
﴾ اتصلت بنا ، فاشتققت منا الرحمة ، انعكست الرحمة لينًا ، كان اللين سبب التفاف الناس
حولك ، عندئذٍ حققت الهدف من حياتك ، ومن رسالتك ، فاستعنت بهؤلاء الناس الذين
أحبوك ، وقدروك ، ورفعوك .
ماذا يقابل هذا القانون ؟ قال :
﴿ وَل و ُ كنْ َ ت َف ّ ظاً َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ َلاْنَف ضوا مِ ن حولِ ك ﴾ .
انعكاس القلب القاسي معاملة قاسية :
أكبر رأسمال يملكه الإنسان هو أن يحبه الناس و يثقوا به :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
5
. ( ( سورة آل عمران الآية : ١٥٩
لو أن الإنسان انقطع عن الله عز وجل ليس في قلبه رحمة ، في قلبه قسوة .
﴿ فَويلٌ لِلْقَاسِيةِ ُقُلوب هم مِ ن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ .
. ( ( سورة الزمر الآية : ٢٢
لا يرحم الآخرين ، يبني مجده على أنقاضهم ، يبني غناه على فقرهم ، يستغلهم
يستعلي عليهم ، يؤذيهم ، ﴿ وَل و ُ كنْ َ ت َف ّ ظاً َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ ﴾ ، يعني لو كان الإنسان منقطعًا ،
عن ربه فكان في غلظة ما بعدها غلظة ، هذه الغلظة انعكست نفورًا من الناس فانفضوا من
حوله ، سبحان الله ! وكأن الآية معادلة رياضية ، اتصال ، رحمة ، لين ، التفاف ، انقطاع
، قسوة ، غلظة ، انفضاض ﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م وَل و ُ كنْ َ ت فَ ّ ظًا َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ
َلاْنَف ضوا مِ ن حولِ ك ﴾ :
﴿ فَاع ُ ف عْن ه م وا سَت ْ غفِ ر َل ه م و َ شاوِ ر ه م فِي اْلأَ مرِ ﴾ .
. ( ( سورة آل عمران الآية : ١٥٩
أيها الأخوة الأحباب ، هناك فكرة دقيقة لعلي أختم بها هذا اللقاء الطيب : الله
عز وجل يخاطب سيد الخلق ، وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ، والذي آتاه الله الوحي ،
والقرآن ، و المعجزات ، يقول له أنت ، أنت يا محمد ، مع كل هذه الخصائص ، ومع كل
هذه الميزات ، ومع كل هذه الكمالات : ﴿ وَل و ُ كنْ َ ت َف ّ ظاً َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ َلاْنَف ضوا مِ ن حولِ ك ﴾
، فكيف بإنسان ليس معه وحي ، ولا معجزات ، ولا قرآن ، وليس فصيحًا ، وليس جميل
الصورة ، ومع ذلك هو فظ غليظ .
لذلك : من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف ، ومن نهى عن منكر فليكن
بغير منكر .
هذا قانون الالتفاف والانفضاض الذي يحتاجه كل الدعاة إلى الله ، بل كل أب
وأم ، بل كل معلم ، بل كل من يحتل منصبًا قياديًا .
أيها الأخوة الأحباب ، إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
احتياج الدعاة إلى الله عز وجل لقانون الالتفاف والانفضاض :
1
محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض لفضيلة الدكتور محمد
راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا
محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة
والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أعزائي المشاهدين ... أخوتي المؤمنين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
ولا زلنا في قوانين القرآن ، والقانون اليوم ( قانون الالتفاف والانفضاض ) .
الإنسان أيها الأخوة ُ خلق لجنة عرضها السماوات والأرض ، ُ خلق ليسعد إلى
أبد الآبدين ، ُ خلق لينعم بالقرب من رب العالمين ، هذه الجنة لها ثمن ، ومن طلب الجنة
من دون عمل فهذا ذنب من الذنوب ، ما ثمن الجنة ؟ أن يأتي الله بك إلى الدنيا ، وأن
تتعرف إليه من خلال الكون الذي ينطق بوجود الله ، ووحدانيته ، وكماله ، بل إن الكون
مظهر لأسماء الله الحسنى ، وصفاته الفضلى ، فإذا تعرفت إلى الله ، وتعرفت إلى منهج الله
، واستقمت على أمر الله عز وجل يمنحك من كمالاته .
ودائمًا وأبدًا أقول : مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى ، فإذا أح ب الله عبدًا
منحه خلقًا حسنًا .
إذًا : الإنسان الذي آمن بالآخرة ، وآمن أنه مخلوق للجنة ، ونقل اهتماماته إلى
الدار الآخرة ، لابد له من عمل يصلح للعرض على الله ، لابد له من عمل صارخ يكون
وسيلة للقرب من الله .
من آمن بالآخرة و نقل اهتماماته إليها لابد له من عمل يصلح للعرض على الله :
قانون الالتفاف والانفضاض :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
2
لذلك الله عز وجل في قرآنه الكريم لم يعتمد الصفات التي يتفاضل بها بني
البشر ، بنو البشر يرجح بعضهم بعضًا بقيمة المال ، بقيمة القوة ، بقيمة الذكاء ، بقيمة
الوسامة ، لكن الله سبحانه وتعالى جعل مرجحين اثنين لا ثالث لهما ، المرجح الأول هو
العلم فقال تعالى :
﴿ هلْ ي سَتوِي الَّذِي ن يعلَ مو ن والَّذِي ن َلا يعلَ مو ن ﴾ .
. ( ( سورة الزمر الآية : ٩
وقال أيضًا :
﴿ يرَفعِ اللَّ ه الَّذِي ن آَ مُنوا مِْن ُ ك م والَّذِي ن أُوُتوا الْعِلْ م درجاتٍ ﴾ .
. ( ( سورة المجادلة الآية : ١١
وقال أيضًا :
﴿ ولِ ُ كلٍّ درجا ٌ ت مِ ما عمُِلوا ﴾ .
. ( ( سورة الأنعام الآية : ١٣٢
هذا القانون قانون الالتفاف والانفضاض ، يعني من ؟ يعني المؤمن الذي عرف
الله ، وعرف منهجه ، وأراد أن يتقرب إليه .
أعظم عمل على الإطلاق من دون استثناء هو الدعوة إلى الله ، لقول الله عز
وجل :
﴿ و من أَحس ن َقولاً مِ م ن د عا إَِلى اللَّهِ وعمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّنِي مِ ن اْل م سلِمِي ن ﴾ .
( سورة فصلت )
أي ليس في بني البشر إنسان أفضل عند الله ﴿ مِ م ن د عا إَِلى اللَّهِ وعمِلَ صالِحًا
وَقالَ إِنَّنِي مِ ن اْل م سلِمِي ن ﴾ .
الدعوة إلى الله عز وجل أعظم عمل على الإطلاق :
الدعوة إلى الله فرض عين في حدود ما تعلم ومع من تعرف :
اعتماد الله عز وجل على قيمتي العلم و العمل للترجيح بين البشر :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
3
أيها الأخوة الكرام ، هذه الدعوة إلى الله هي فرض عين ، وفرض كفاية ،
فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، فرض الكفاية أن يتبحر الإنسان في العلم
الشرعي ، وأن يتعمق فيه ، وأن يتفرغ له ، وأن يملك الحجج والبراهين ، ورد كل
الشبهات ، هذه الدعوة إلى الله بهذا المستوى فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن
الكل ، ولكن الدعوة إلى الله التي هي فرض عين دعوة من نوع آخر ، هو أن تدعو إلى الله
في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، ليس غير ، في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، هذه
الدعوة تؤكدها الآية الكريمة :
﴿ والْ عصرِ * إِ ن اْلإِْن سا ن َلفِي ُ خسرٍ * إِلَّا الَّذِي ن آَ مُنوا و عمُِلوا ال صالِ حاتِ وَتوا صوا بِاْل حقِّ ﴾.
( سورة العصر ) .
فالتواصي بالحق ربع النجاة ، بل إن الله سبحانه وتعالى حينما يقول :
﴿ ُقلْ هذِهِ سبِيلِي أَ د عو إَِلى اللَّهِ عَلى بصِي رةٍ أََنا و منِ اتَّب عنِي ﴾ .
. ( ( سورة يوسف الآية : ١٠٨
فالذي لا يدعو إلى الله على بصيرة ، وقالوا على بصيرة بالدليل والتعليل ليس
متبعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا لم يكن متبعًا فهو لا يحب الله لقوله تعالى :
﴿ ُقلْ إِ ن ُ كْنُت م ُتحِبو ن اللَّ ه َفاتَّبِ عونِي ي حبِب ُ ك م اللَّ ه ويغْفِر َل ُ ك م ﴾ .
. ( ( سورة آل عمران الآية : ٣١
أيها الأخوة الكرام ، وصلنا إلى القانون الذي يحتاجه الدعاة إلى الله ، يحتاجه
أي إنسان يحتل منصبًا قياديًا ، يحتاجه الأب ، تحتاجه الأم ، يحتاجه المعلم ، يحتاجه رئيس
الدائرة ، يحتاجه مدير المستشفى ، يحتاجه رئيس الجامعة ، يحتاجه أي إنسان يحتل منصبًا
قياديًا ، متى تنجح باختصاصك ؟ حينما يلتف الناس حولك ، حينما يحبونك ، متى تنجح في
تحقيق أهدافك ؟ حينما يتطلع الناس إليك بعين المحبة والتقدير .
إذًا متى يلتف الناس حولك ؟ ومتى ينفضون ؟ وهذا محور هذا اللقاء الطيب ،
بل محور القانون الذي نسميه قانون الالتفاف والانفضاض ، ما الذي يحكم هذا القانون ؟
يحكم هذا القانون هذه الآية الكريمة قال تعالى :
﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م ﴾ .
. ( ( سورة آل عمران الآية : ١٥٩
أي صلة بالله عز وجل من ثمار هذه الصلة اشتقاق الكمال من الله تعالى :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
4
أي بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد كنت لينًا لهم ، أي أن الإنسان إذا
اتصل بالله اكتسب منه الرحمة ، إن اتصلت بالرحيم تشتق منه الرحمة ، إن اتصلت بالحكيم
تشتق منه الحكمة ، إن اتصلت بالقوي تصبح قويًا لا تلين ، ولا تتضعضع ، ولا تتطامن ،
بل تكون قويًا تأخذ حقك بشكل واضح صريح .
إذًا إن اتصلت بالحكيم تكون حكيمًا ، بالرحيم تكون رحيمًا ، بالقوي تكون قويًا
، بالعدل تكون منصفًا ، فأي صلة بالله عز وجل من ثمار هذه الصلة اشتقاق الكمال ، فالآية
التي هي قانون الالتفاف والانفضاض هي قوله تعالى : ﴿ َفبِ ما رح مةٍ ﴾ ، وهذه الباء عند
النحاة باء السببية كقوله تعالى :
﴿ َفبِ ُ ظلْمٍ مِ ن الَّذِي ن هادوا ح ر مَنا عَليهِ م ﴾ .
. ( ( سورة النساء الآية : ١٦٠
هذه الباء باء السبب ، إذًا ﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م ﴾ ، يعني يا محمد
بسبب رحمة استقرت في قلبك كنت لينًا لهم ، هذه الرحمة التي في القلب انعكست لينًا في
التعامل مع الآخرين ، هذا اللين في التعامل مع الآخرين سبب التفافهم حولك ، وإقبالهم
عليك ، ومحبتهم لك ، وإخلاصهم لك .
لذلك أكبر رأسمال يملكه الإنسان هو أن يحبه الناس ، وأن يثقوا به ، وأن
يتفانوا في تلبية دعوته التي يبتغي منها وجه الله .
فلذلك الدعاة إلى الله ، وأي إنسان يحتل منصبًا قياديًا يريد أن يحقق أهدافه ،
وأن ينصاع الناس له ، وأن يلتفوا حوله ، فعليه بهذه الآية : ﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م
﴾ اتصلت بنا ، فاشتققت منا الرحمة ، انعكست الرحمة لينًا ، كان اللين سبب التفاف الناس
حولك ، عندئذٍ حققت الهدف من حياتك ، ومن رسالتك ، فاستعنت بهؤلاء الناس الذين
أحبوك ، وقدروك ، ورفعوك .
ماذا يقابل هذا القانون ؟ قال :
﴿ وَل و ُ كنْ َ ت َف ّ ظاً َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ َلاْنَف ضوا مِ ن حولِ ك ﴾ .
انعكاس القلب القاسي معاملة قاسية :
أكبر رأسمال يملكه الإنسان هو أن يحبه الناس و يثقوا به :
( محاضرات وندوات تلفزيونية : قوانين القرآن الكريم قانون الالتفاف والانفضاض ) .
5
. ( ( سورة آل عمران الآية : ١٥٩
لو أن الإنسان انقطع عن الله عز وجل ليس في قلبه رحمة ، في قلبه قسوة .
﴿ فَويلٌ لِلْقَاسِيةِ ُقُلوب هم مِ ن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ .
. ( ( سورة الزمر الآية : ٢٢
لا يرحم الآخرين ، يبني مجده على أنقاضهم ، يبني غناه على فقرهم ، يستغلهم
يستعلي عليهم ، يؤذيهم ، ﴿ وَل و ُ كنْ َ ت َف ّ ظاً َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ ﴾ ، يعني لو كان الإنسان منقطعًا ،
عن ربه فكان في غلظة ما بعدها غلظة ، هذه الغلظة انعكست نفورًا من الناس فانفضوا من
حوله ، سبحان الله ! وكأن الآية معادلة رياضية ، اتصال ، رحمة ، لين ، التفاف ، انقطاع
، قسوة ، غلظة ، انفضاض ﴿ َفبِ ما رح مةٍ مِ ن اللَّهِ لِنْ َ ت َل ه م وَل و ُ كنْ َ ت فَ ّ ظًا َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ
َلاْنَف ضوا مِ ن حولِ ك ﴾ :
﴿ فَاع ُ ف عْن ه م وا سَت ْ غفِ ر َل ه م و َ شاوِ ر ه م فِي اْلأَ مرِ ﴾ .
. ( ( سورة آل عمران الآية : ١٥٩
أيها الأخوة الأحباب ، هناك فكرة دقيقة لعلي أختم بها هذا اللقاء الطيب : الله
عز وجل يخاطب سيد الخلق ، وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ، والذي آتاه الله الوحي ،
والقرآن ، و المعجزات ، يقول له أنت ، أنت يا محمد ، مع كل هذه الخصائص ، ومع كل
هذه الميزات ، ومع كل هذه الكمالات : ﴿ وَل و ُ كنْ َ ت َف ّ ظاً َ غلِي َ ظ اْلَقْلبِ َلاْنَف ضوا مِ ن حولِ ك ﴾
، فكيف بإنسان ليس معه وحي ، ولا معجزات ، ولا قرآن ، وليس فصيحًا ، وليس جميل
الصورة ، ومع ذلك هو فظ غليظ .
لذلك : من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف ، ومن نهى عن منكر فليكن
بغير منكر .
هذا قانون الالتفاف والانفضاض الذي يحتاجه كل الدعاة إلى الله ، بل كل أب
وأم ، بل كل معلم ، بل كل من يحتل منصبًا قياديًا .
أيها الأخوة الأحباب ، إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
احتياج الدعاة إلى الله عز وجل لقانون الالتفاف والانفضاض :
- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
رد: قانون الإلتفاف والإنفضاض
الإثنين 29 أبريل 2013, 9:02 am
اسكنك الفردوس الاعلى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى