شبكة ومنتديات الفردوس الأعلى الجهادية
يسعدنا اخي الزائر واختي الزائرة ان تسجل معنا وتشاركنا في قلمك وافكارك وابداعاتك

اهلا بكم جميعا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة ومنتديات الفردوس الأعلى الجهادية
يسعدنا اخي الزائر واختي الزائرة ان تسجل معنا وتشاركنا في قلمك وافكارك وابداعاتك

اهلا بكم جميعا
شبكة ومنتديات الفردوس الأعلى الجهادية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
التخلص من وساوس وهلاوس الشيطانالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:10 amدمعة حزينة
هل يجوز ضرب الأطفال للتهذيبالسبت 21 نوفمبر 2015, 2:22 amدمعة حزينة
الأخلاق الحسنة سبب كل فتح وكل تكريمالأربعاء 02 سبتمبر 2015, 8:35 amدمعة حزينة
محمد صلى الله عليه وسلم صانع الرجالالجمعة 14 أغسطس 2015, 6:15 pmدمعة حزينة
هل الأنبياء فى قبورهم أحياء أم أنهم فى السماءالجمعة 14 أغسطس 2015, 6:13 pmدمعة حزينة
من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام لهالخميس 18 يونيو 2015, 9:03 amدمعة حزينة
صلاة التسابيح ورأى الشيخ الألبانى فيهاالأربعاء 03 يونيو 2015, 9:28 pmدمعة حزينة
تجليات المعراجالأحد 03 مايو 2015, 12:19 amدمعة حزينة
إعجاز رحلة الإسراء والمعراج لأهل هذا الزمانالخميس 23 أبريل 2015, 10:33 pmدمعة حزينة
أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناسالأربعاء 08 أبريل 2015, 9:50 pmدمعة حزينة
الى الاقصى بقلب موجوع...الأحد 18 يناير 2015, 9:59 am*الأعصار الصامت*
كَبِّر عليهم أربعاً..(أهل الارجاء)الأحد 18 يناير 2015, 9:57 am*الأعصار الصامت*
شؤون استراتيجية : هل "دولة العراق الإسلامية" مخترقة؟الجمعة 31 أكتوبر 2014, 1:54 amصقر الامجاد
تغريداتالجمعة 05 سبتمبر 2014, 9:11 pm*سلسبيلا*
التفجير عبر الهاتف النقالالخميس 21 أغسطس 2014, 2:54 amصقر الامجاد
بعض صور مدن فلسطينالسبت 02 أغسطس 2014, 4:37 pm*سلسبيلا*
وثائق سريه الجزيره تكشفها تنازل السلطه عن القدسالثلاثاء 29 يوليو 2014, 6:38 am*سلسبيلا*
كشف المستور خرائط لتنازل السلطة بشأن الاستيطانالثلاثاء 29 يوليو 2014, 6:31 am*سلسبيلا*
الاستعاذة عند القراءة من أول سورة براءةالأربعاء 16 يوليو 2014, 3:09 pm*سلسبيلا*
معلومه علاقة نمص الحاجب ؛؛ بسرطانالأربعاء 16 يوليو 2014, 4:23 am*سلسبيلا*
صفات الحروف الدرس العاشر في دورة التجويدالإثنين 14 يوليو 2014, 5:18 pm*سلسبيلا*
دروس احكام التجويدالثلاثاء 08 يوليو 2014, 4:36 pm*سلسبيلا*
تتنبيه تنبيهالخميس 03 يوليو 2014, 11:41 pm*سلسبيلا*
اعمال ثوابها يعدل قيام اليلالخميس 03 يوليو 2014, 4:19 pm*سلسبيلا*
هل قسا قلبك؟؟ ..فتعال إذاً هنا نبك معاً الخميس 03 يوليو 2014, 4:16 pm*سلسبيلا*
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط شَبكِة وَمُنتَدَيَات الفِردَوس ِ الأَعلى..غُرفة سُمُوّ ِ المَشَاعِر الأِيمَانِيَّة على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط شبكة ومنتديات الفردوس الأعلى الجهادية على موقع حفض الصفحات
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية

الدين  بالجهل  الفرق  

برامج ننصح بها
برامج ننصح بها
microsoft office winrar 3.90
c cleaner mozilla firefox
total commander video convertor windows xp sp3
برامج تهمك




















أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
5699 المساهمات
4286 المساهمات
3368 المساهمات
1451 المساهمات
1261 المساهمات
847 المساهمات
795 المساهمات
670 المساهمات
642 المساهمات

اذهب الى الأسفل
*سلسبيلا*
*سلسبيلا*
نائبة المدير
نائبة المدير
الجنس : انثى عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج المزاج : رائع
تعاليق : :

أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *

. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !

فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )

التحذير من دعوة الجاهلية  رضا محمد السنوسي Empty التحذير من دعوة الجاهلية رضا محمد السنوسي

الخميس 20 سبتمبر 2012, 7:20 pm

ملخص الخطبة

1- الأخوة في الدين هي آصرة التجمع بين المسلمين. 2- درس نبوي في صرف العصبية الجاهلية. 3- ذم التفاخر بالآباء. 4- الناس لآدم وآدم من تراب.

الخطبة الأولى





أما بعد:

أحبابنا في الله: لقد حرص الإسلام على إقامة العلاقات الودية بين الأفراد والجماعات المسلمة، ودعم هذه الصلات الأخوية بين القبائل والشعوب، وجعل الأساس لذلك أخوة الإيمان، لا نعرة الجاهلية ولا العصبيات القبلية، ورسولنا أقام الدليل القاطع على حقيقة الأخوة الإيمانية وتقديمها على كل أمر من الأمور الأخرى، فها هو رسول الله يؤاخي بين المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج، وأخذ ينمي هذه الأخوة، ويدعمها بأقوال وأفعال منه تؤكد هذه الحقيقة الغالية ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [مسلم (45)، البخاري (13)]. وقوله : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) [مسلم (2586)]. إلى غير ذلك من الأحاديث التي تقوي هذه الرابطة.

ولقد أينعت هذه الأخوة وآتت أكلها أضعافاً مضاعفة، وكان المسلمون بها أمة واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، فكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين، ولم تلن لهم قناة لمغامز الأهواء المضللة والأنانيات الفردية.

لكن أعداء الإسلام لم يرق لهم هذا التماسك بين المسلمين، فحاولوا إثارة النعرات القبلية، والعصبيات الجاهلية، وجاهدوا لتمزيق وحدة المسلمين أمما وجماعات، فنجحوا في ذلك، واستجاب ضعاف الإيمان من أبناء الإسلام لهذه المكيدة، فأثيرت النعرات وعادت العصبيات الجاهلية وأصبح الافتخار بالقبيلة التي ينتمي إليها وباللون الذي يحمله أو الأحزاب التي يأوي إليها، وضعفت الأخوة الإيمانية، وقويت العصبية الجاهلية التي حذرنا نبينا منها، وأمرنا بالبعد عنها وعدم الركون إليها.

[أخرجه مسلم (2584)] بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي في غزاه، فكسع رجل من المهاجرين – أي ضرب – رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال رسول الله : ((ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة)).

نعم إنها منتنة كريهة قبيحة مؤذية؛ لأنها تخرج الإنسان من أصله الكبير، أخوة الإيمان إلى أمر حقير ذليل، إنها الأنانية القبيحة التي تظهر في هذه العصبية؛ لأنها تحيل إلى أمر قبيح نهاهم عنه نبيهم ، وأعلمهم أنه منتن، وهو الصادق المصدوق .

إن الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي قد يدفع المرء إلى النار التي حذرنا الله منها، ذلك أنه قد يفتخر بالكفرة من آبائه وأجداده، وما دفعه لذلك إلا العصبية الجاهلية، وتعالوا بنا نسمع هذا الحديث الذي [أخرجه أحمد (5/128) بإسناد صحيح] عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك. فقال رسول الله : ((انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان ابن فلان حتى تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي إلى تسعة من النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة)).

لقد لقن رسول الله هذا المفاخر بآبائه درساً يردعه، ويردع أمثاله عن هذا الباطل، فقد حدثهم أن رجلين من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام اختلفا وتنازعا فافتخر أحدهما بالآباء العظام، وعدد تسعاً من آبائه، ثم واجه صاحبه محقراً موبخاً له قائلاً: فمن أنت لا أم لك؟ إن افتخاره بآبائه واحتقاره لمخاطبه يدل على مرض خبيث كان يسري في كيان هذا الرجل وأمثاله، فهو يرى أن أصوله تعطيه قيمة ترفعه على غيره، وتجعله يمتاز بأولئك الآباء، وأن غيره ممن لا يشاركه في تلك الأصول لا يستحق أن يساوى به، ولذا فهو في مرتبة دونه، وقد كان الرجل الآخر صالحاً، فقال منتسباً: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، رفض أن يمدح نفسه بغير هذا الدين القويم الذي يفتخر به كل عاقل حصيف، وهذا يذكرنا سلمان الخير، سلمان الفارسي – رضي الله عنه – لما سئل عن نسبه قال: أنا ابن الإسلام. ولما بلغ عمر مقولته هذه بكى، وقال: أنا ابن الإسلام.

إن الفخر بالآباء أو القبيلة أو بالعصبية الجاهلية مع غمز الآخرين والطعن فيها، وأنهم لا يساوونه في النسب مرض فتاك قاتل، يخبث النفس، ويشعل العداوة، ويفرق الجماعة، ويوجد البغضاء والعداوة بين أفراد المجتمع الواحد، وقد يؤدي إلى تمزيق المجتمع وجعله أحزاباً وطوائف.

لقد اشتد النبي في محاربة هذا الداء العضال، ونهى أمته عن الوقوع فيه، وبين لهم حقيقة أمرهم ليكونوا على بصيرة من ذلك. أخرج الترمذي (23955) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((لينتهن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية – أي كبرها ونخوتها – إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب)) إنه تحذير نبوي كريم من آثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها، ويقيم عليها البناء الشامخ القوي. إنها أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها العصبية، ولا تؤثر فيها الجاهلية.

إخوة الإسلام: ولقد ترعرعت العصبيات في هذا القرن، وتعددت وفرقت جماعة المسلمين، وأصبحت معولاً لهدم الأمة الإسلامية، لقد فشت في المجتمعات الإسلامية العصبيات القومية والقبلية والإقليمية، بل والعصبية المبنية على اللون والجنس، واشتعلت هذه العصبيات واكتوى الناس بنارها، وذاقوا منها المر والعلقم، وأوقعهم في ذلك تركهم للنهج النبوي الكريم الذي حذرهم فيه من الجاهلية، وأعرضوا عن أمر ربهم حينما أمرهم بالأخوة الإيمانية إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10].

فعودوا – إخوة الإسلام – إلى الدين الحق والمنهج القويم، فإن الإنسان إنما يسعد بحبه لأخيه، وإيثاره له، ويشقى بالفرقة الاختلاف والتنازع والعصبية. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[الحجرات:13].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، اللهم اسلك بنا طريقك المستقيم، وارزقنا الاتباع لسنة خير المرسلين، واجعلنا متآلفين متحابين، وحقق بيننا أخوة الإيمان على النهج المستقيم. أقول ما تسمعون واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.




*سلسبيلا*
*سلسبيلا*
نائبة المدير
نائبة المدير
الجنس : انثى عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج المزاج : رائع
تعاليق : :

أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *

. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !

فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )

التحذير من دعوة الجاهلية  رضا محمد السنوسي Empty رد: التحذير من دعوة الجاهلية رضا محمد السنوسي

الخميس 20 سبتمبر 2012, 7:26 pm
كيف تكون مجالسنا اسلامية

لفضيلة الشيح/ محمد صالح المنجد


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب)

أما بعد ، فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

أيها الإخوة إذا القينا نظرة سريعة على مجالس المسلمين اليوم لوجدنا أنها وبكل صراحة ووضوح هي عبارة عن اشتغال بالدنيا وما فيها فضلا عن الاشتغال بالمحرمات والآثام وكبار الذنوب.

أيها الإخوة لا بد من الاهتمام بالمجالس لأنها ذات اثر كبير فإذا ألقيت الضوء على أنواع مجالس اليوم لرأيت الجالسين فيها قد اشتغلوا بالدنيا بتفاصيلها فهم إن كانوا تجارا فانك ترى أخبار المقاولات والبضائع والأسعار والبيع والشراء والزبائن ومشاكل العمل هذا أمر طاغ على جلساتهم ، وإذا تأملت في مجالس الموظفين لوجدت أمر الدوام ومشاكل المراجعين وأخبار الصحف والأنظمة والترفيه والبدلات والتنقلات والعلاوات والانتدابات هي الشغل الشاغل للجالسين فيها ، وإذا تأملت في مجالس طلاب المدارس والجامعات لوجدتهم مشتغلون بتفاصيل الدراسة والأسئلة والامتحانات والدرجات والشهادات والتخرج والوظائف ، وإذا تأملت في مجالس النساء وجدتهن مشتغلين بالموضات والملابس والأكلات والزيجات والحفلات والأعراس وحال الأسواق والمحلات إلى آخر ذلك من أنواع المجالس اليوم .

هذه المجالس أيها الإخوة التي عم الاشتغال بالدنيا والحديث عنها عم في المجالس حتى قست قلوب المسلمين من ضمن أسباب قسوة قلوب المسلمين أحوال مجالسهم ومنتدياتهم. إن الله أيها الإخوة توعد الذين قست قلوبهم فقال – عز وجل – (.. فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ..) (الزمر:22)

فويل كلمة تهديد وتوعد عظيمة (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) لذلك كان لا بد للبحث عن أسباب قسوة القلوب لعلاجها وإزالتها.

هل كان هذا أيها الإخوة حال مجالس الصحابة ؟ هل كانت هذه الأشياء هي التي تشغل نفوسه الصحابة هي التي تشغل مجالس الصحابة والسلف الصالح ؟ كلا أيها الإخوة إننا لا نحرم ولا نتكلم عن تحريم هذه الأمور مطلقا فانه لا باس أن تتكلم النساء في مجالسهن عن أخبار الزيجات مثلا أو يتكلم الموظفون عن المشاكل التي تواجههم في وظائفهم أو يتكلم التجار عن المشاكل التي يواجهونها ويتبادلون الخبرات هذا أمر لا باس فيه يا إخواني، أن الإسلام لم يحرم هذا ولكن المذموم والمحظور الذي نتكلم عنه هو أن يكون شغل الجالسين الشاغل من أول المجلس إلى نهايته هو الكلام عن الدنيا هو الكلام عن هذه الأشياء لدرجة انك لا تسمع في هذه المجالس آية واحدة ولا حديثا واحد ولا حتى كفارة المجلس ولا ذكر لله بأي صورة من الصور.

هذه الحالة الخطير التي نتكلم عنها الآن الشغل الشاغل للناس في المجالس هو الدنيا ، هذا إذا كان الكلام مباحا فالاشتغال بهذا المباح من أول المجلس إلى نهايته مذموم شرعا ، فكيف أيها الإخوة إذا كان الكلام في المجالس عن الأمور المحرمة شرعا والوقوع في كبائر الذنوب ؟ كيف إذا كانت المجالس مجالس غيبة ونميمة ونهش أعراض الناس واكل لحومهم. قال الله تعالى(..وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ..) (الحجرات:12) كيف إذا كانت المجالس مجالس كذب وبهتان وسخرية وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لا يعضه بعضكم بعضا ) والعضه هو الكذب والبهتان والنميمة كما ذكر العلماء . كيف إذا كانت مجالسنا اليوم مجالس سخرية بعباد الله – عز وجل – وتنابز بالألقاب والله يقول (.. لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ..) (الحجرات:11) ويقول(.. ولا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ..) (الحجرات:11). كيف إذا كانت مجالسنا اليوم أيها الإخوة مليئة بالفسوق والتعيير والسباب والشتائم ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ( المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان ) حديث صحيح

كيف إذا كانت مجالسنا اليوم مجالس مدح ومجاملات ونفاق ومداهنة ورسول الله – عليه الصلاة والسلام – يصف مدح الرجل في وجه أخيه بأنه كقطع عنقه وقال الله تعالى قبل ذلك (.. فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ .) (لنجم:32)

.وان كانت مجالسنا اليوم مجالس سخرية بالدين واستهزاء بالمتمسكين به وانتقاص من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مظهرة و أخلاقه وآدابه . كيف إذا كانت المجالس اليوم مجالس استهزاء بشريعة الإسلام و أحكام الدين ، واحد يقول في مجلس :تريدون أن ترجعونا أن ترجعوا بنا إلى شريعة العين بالعين والسن بالسن ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

أيها الإخوة ما فتئت مجالس المسلمين اليوم تعج بالاستهزاء والانتقاص من دين الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ولا حول ولا قوة إلا بالله . مجالسنا أيها الإخوة فيها استهزاء بعباد الله بشتى الصور فتجد رجلا يقلد إنسانا في صوته أو عادة من عاداته فيقول هذا فلان كأنه كذا .. هذا فلان كان كلامه كذا .. كان مشيته كذا .. كان ثوبه كذا .. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم لعائشة ( ما احب أنى حكيت إنسانا وان لي كذا وكذا ) لو أعطيت كذا وكذا من الدنيا لا احكي حال إنسان ، قال العلماء في شرحه يعني لا اذكر إنسانا أقلده بحركاته وهيئاته على سبيل التنقص وقصة هذا الحديث أن عائشة لما قالت للرسول – صلى الله عليه وسلم - : حسبك من صفية أنها كذا وكذا ، تعني أنها قصيرة ، فقال – عليه السلام – ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) يعني خالطته مخالطة يتغير بها طعمه وريحه لشدة نتنها وقبحها فكيف بالألفاظ اليوم التي تنطلق في مجالس المسلمين .

مجالسنا أيها الاخوة فيها كثير من المحرمات والمخالفات للشريعة فتجد مثلا اثنان يتناجيان وثالث موجود وقال – عليه الصلاة والسلام – ( إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ) وعللها بقوله ( لأجل أن ذلك يحزنه ) وتجد اليوم المناجاة مرض واقع في مجالس المسلمين .

حتى في طريقة الجلوس في المجالس تجد فيها انكشاف للعورات فتجد بعض الرجال الذين لا يلبسون تحت ثيابهم لباسا سابغا يرفع إحدى رجليه على الأخرى ويجلس جلسة ينكشف منها فخذه والفخذ كما قال – عليه السلام – عورة ، ثم يأتي هذا الرجل ويجادل ويقول : متى كان الرجل له عورة ، هل نحن نساء حتى تنبهونا إلى هذه المسالة !! سبحان الله على جهل المسلمين بأحكام العورات والرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول ( يا جرهد غط فخذك فان الفخذ عورة ) .

حتى في طريقة الآكل والشرب في المجالس مخالفات كثيرة من الأكل والشرب باليسرى مثلا إلى عدم التسمية إلى غير ذلك .

حتى في طريقة النقاش والحديث تخالف قواعد الإسلام وآدابه من رفع للصوت وحده وغلظة ومقاطعة في الحديث ويسبق الصغير الكبير في الحديث والرسول – صلى الله عليه وسلم - يقول ( كبر كبر ) أبدا بالأكبر هذه مقتطفات من بعض المنكرات التي تعج به مجالسنا اليوم .

إذا كان عدم ذكر الله – تعالى – والصلاة على رسوله – صلى الله عليه وسلم – في المجلس فيه وعيد عظيم ولو كان المجلس كله كلاما مباحا ولو كان كله كلاما مباحا لذلك يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح ( ما اجتمع قوم في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا كان مجلسهم قرة عليهم يوم القيامة ) يعني حسرة و ندامة وفي رواية صحيحة ( وان دخلوا الجنة ) لما يرون من الثواب الذي فاتهم بعدم ذكر الله والصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مجالسهم التي كانت في الدنيا بل قال – عليه الصلاة والسلام – ( ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة لحمار كان ذلك المجلس عليهم حسرة ) مثل جيفة الحمار نتنه منتنة مؤذية رائحة عفنه هكذا يتفرق الناس إذا لم يذكروا الله في مجالسهم فأعيدوا معي شريط الذكريات أيها الاخوة لتسترجعوا حال مجالسكم هل كان في أي منها ذكر لله وصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.

كل مجلس يجب أن يكون فيه ذكر لله هل تسمع في مجالس اليوم آية أو حديثا أو وصية أو حكما شرعيا أو تذكرة إلا من رحم الله .إذا أيها الإخوة لابد من الانتباه إلى هذه السلبية الخطيرة اليوم بل انك تجد المسلمين يضحكون على أنفسهم في هذه الآيات والأحاديث التي يعلقونها في مجالسهم ، تجد لوحات مخطوطة بخط جيد مزخرفة معلقة في المجالس فيها أمر الله للمسلمين بالتقوى أو الإخبار بان الله مطلع ويعلم كل شيء بل إن بعضهم يعلق كفارة المجلس في مجلسه وإذا قام لا يذكر هذه الكفارة ويخالف صراحة هذه الآيات المعلقة على الجدار آية حال أيها الإخوة هي التي وصلنا إليها اليوم نعلق الآيات والأحاديث على الجدران ثم نخالفها بتصرفاتنا و أفعالنا و أقوالنا إذا ما هي فائدتها ومن هنا رأى بعض العلماء عدم جواز تعليقها إذا كانت هذه هي حال المجالس لان فيها استهزاء بما ذكر في هذه اللوحات والملصقات .

ومن اجل هذا صار بعض العقلاء من المسلمين اليوم ينفرون عن مجالسة الناس وعن الجلوس معهم والحديث معهم وترى أحدهم يقول : مالي وللناس لماذا اجلس معهم وهذه أحوالهم وهذه هي أحاديثهم هذا الرجل أيها الإخوة على صواب هذا على صواب فيما يفعل إذا لم يكن عنده قدرة على التغيير فانه لابد من هجر أماكن المعاصي والفسوق بدلا من أن تكون مجالسنا مجالس ذكر لله يتحقق فيها قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح (ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفورا لكم ) وقال – عليه السلام – في الحديث الصحيح (ما جلس قوم يذكرون الله – تعالى – فيقومون – هذا الحديث أيها الاخوة ليس خاصا بحلق الذكر في المساجد و إنما في جميع الحلق والمجالس – حتى يقال لهم قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم وبدلت سيئاتكم حسنات ).

ولذلك يعجبك الرجل عندما تجلس في المجلس أن تقول لواحد من أهل الخير يقول : يا فلان حدثنا عن آية كذا .. حدثنا عن حديث كذا .. سمعت مرة حديثا ما هو هذا الحديث وما هو معناه ؟ ما هي قصة النبي الفلاني ؟ ما هو حكم الشيء الفلاني ؟ هؤلاء الناس الذين يصفهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأنهم مفاتيح للخير مغاليق للشر هؤلاء الناس كثير منهم ليس عندهم علم شرعي لكنهم حريصون على التعلم حريصون على الاستزادة حريصون على صبغ مجالسهم بالخير والذكر والأشياء التي ترضي الله – عز وجل - .انك عندما تسمع هذه الندرة من المسلمين اليوم يسألون في هذه المجالس فان قلبك يهتز فرحا من بقية الخير الموجودة في الأمة نسأل الله أن يكثره .

أيها الإخوة مجالسنا فيها آفات تحتاج إلى إصلاح لابد من معرفة الآداب ولابد من معرفة طرق الإصلاح حتى نتمكن من الوصول بهذه المجالس إلى الجادة المستقيمة .

ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – آدابا كثيرة للمجلس منها:

قوله – عليه الصلاة والسلام – ( لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما ) فلا يجوز لك أن تدخل مجلسا فتجلس بين اثنين إلا بعد أن تستأذن منهما فان أذنا لك وإلا فاذهب واجلس حيث ينتهي بك المجلس .

وكذلك من السنة أن يجلس الإنسان حيث انتهى به المجلس ولا يأتي ويقيم إنسانا ويجلس مكانه أن هذا فيه نهي صريح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهي صريح ( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس مكانه ) لذلك كان ابن عمر كما ورد في حديث البخاري كان إذا قام له إنسان من مجلسه لم يجلس فيه يرفض ويذهب إلى مكان آخر ليجلس فيه .

وقال – عليه الصلاة والسلام- موضحا أدبا آخر ( المجالس بالأمانة ) أحيانا يدعوك إنسان إلى مجلس عنده ويكون في هذا المجلس كلام خاص سر من أسرار هؤلاء القوم لا يجوز لك بأي حال من الأحوال أن تذهب وتفشي سر هذا الرجل و أهل بيته لان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول ( المجالس بالأمانة ) فيلزم فيها الستر على ما يقال مادام لا يضر المسلمين .

وكذلك أيها الاخوة يقول – عليه الصلاة والسلام – في الحديث الصحيح ( خير المجالس أوسعها ) فلذلك يستحب توسيع المجلس لأنه اكرم للضيف واصلح لحاله و أروح له في قيامه وقعوده وسيره ويختلف هذا باختلاف أحوال الناس وعلى غناهم وفقرهم فانه متى كان مستطيعا فيستحب له توسعة مجلسه .

و التفسح في المجالس أمر مطلوب ، التفسح بالمجلس إذا كان ضائقا بالرجال ليس فيه مكان لداخل أن يتفسح الناس يقول الله – تعالى – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ..) (المجادلة:11)

لا بد من إيجاد الفسحة في القلب قبل إيجاد الفسحة في المكان متى وجدت الفسحة في القلب لأخيك المسلم ومحبته فانك ستفسح له تلقائيا أما لو أبغضته و أبغضت أن يضايقك نوعا ما فانك لن تفسح ولو أفسحت لن يكون عن طيب نفس وخاطر منك .

وكذلك أيها الاخوة لابد من ذكر كفارة المجلس إذا قام الإنسان ويقول – صلى الله عليه وسلم – في الحديث ( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه -حصلت منه أخطاء وزلات في الكلام – فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك و أتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ) ماذا تريدون أكثر من هذا ، هذا من رحمة الإسلام أيها الإخوة يعطيك مجال لتصحيح الأخطاء يعطيك مجال لغفران الذنوب التي حصلت منك هذه كلمات قليلة تقولها فتمحى الذنوب لعمر الله انه لغفران عظيم (.. وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة:4)

إن الله ذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ، الله يتفضل علينا بهذه الكفارات البسيطة ونحن لا نابه به لها ولا نرعى ولا نهتم بها .

وفقنا الله وإياكم للقيام بحقة في المجالس وان يجعل من مجالسنا مجالس خير وذكر له – عز وجل – وصلى الله على نبينا محمد .

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له مالك يوم الدين واشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى سبيله القويم .

أيها الاخوة ومن آداب المجلس كذلك ما كان يفعله – صلى الله عليه وسلم - كما ورد عنه في الحديث الحسن كان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه و إذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه وإذا لقي أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناوله إياها لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه ، رواه ابن سعد بإسناد عن انس وهو في صحيح الجامع .

كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أيها الاخوة مؤدبا غاية التأديب يحترم ضيوفه ويحترم جلساءه إذا قام إنسان من المجلس لينصرف يقوم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ليودعه ويؤخذ بيده ليصافحه لا يترك الرسول يد الضيف حتى ينصرف الضيف ويكون الضيف هو الذي ينزع يده من يد الرسول – صلى الله عليه وسلم – اذا كان الرسول جالس في المجلس فأراد رجل أن يسر إليه بحديث واتى ليأخذ بأذن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – كان رسول الله – عليه السلام – يعطيه أذنه وينصت حتى يفرغ الرجل لا يرجع الرسول – صلى الله عليه وسلم – رأسه ويبعد أذنه حتى يبعد ذلك الرجل فاه ويبعد رأسه .. الانتظار ، الأدب .

هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي تحب على الأمة كلها أن تتأدب معه يفعل هذه الأفعال ليعلمنا أيها الإخوة آداب المجالسة و آداب الحديث .

بقي في هذا الموضوع بقية هامة كيف ننتهز من مجالس لتكون مجالس خير ماذا يجب على الدعاة إلى الله وعلى الناس أن يفعلوا لكي يحولوا مجالسهم إلى مجالس خير ؟ ما هو موقف المسلم ما هو الموقف الصحيح للمسلم من المنكرات و الاستهزاءات وشتم الدين ونحو الذي يحدث في المجالس ؟ ما هو الموقف الصحيح عموما ؟ هذا أيها الإخوة ما سيكون بإذن الله – تعالى – موضوع خطبتنا القادمة لأنني أحس أيها الإخوة وربما تحسون معي أن الاهتمام بأمر المجالس له دور عظيم وله خطورة كبيرة إذا صلح مجلسك صلحت أنت وصلح جلساؤك وسترجع من المجلس إلى بيتك وأنت ممتلئٌ إيمانا وفائدة وعلما خرجت به من ذلك المجلس فينعكس هذا على اهلك لذلك كان لا بد من زيادة التوضيح والتعرض لمسائل هامة في هذا نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى ذلك

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ........


--------------------------------------------------------------------------------
موقع الصوتيات والمرئيات الإسلامي

*سلسبيلا*
*سلسبيلا*
نائبة المدير
نائبة المدير
الجنس : انثى عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج المزاج : رائع
تعاليق : :

أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *

. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !

فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )

التحذير من دعوة الجاهلية  رضا محمد السنوسي Empty رد: التحذير من دعوة الجاهلية رضا محمد السنوسي

الخميس 20 سبتمبر 2012, 7:28 pm
محاضرة بعنوان : غثاء الألسنة

لفضيلة الشيخ : إبراهيم الدويش



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .... أما بعد ..أحبتي في الله ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... هذه محاضرة بعنوان " غثاء الألسنة ".

والغثاء بالمد والضم : ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره , وغثاء الألسنة من أراذل الناس وسقطهم , والغث هو الرديء من كل شيء، وغث حديث القوم أي فسد وردئ , وأغث فلان في الحديث أي جاء بكلام غث لا معنى له.

وما أكثر الكلام الفاسد الذي يدور في مجالس المسلمين أياً كانوا , كباراً أم صغاراً , رجالاً أو نساءً , إن غثاء الألسنة اليوم يزكم الأنوف ويصم الأذان ويصيبك بالدوار والغثيان , وأنت تسمع حديث المجالس اليوم لا نقول ذلك في مجالس العامة ودهماء الناس فقط , بل وللأسف وأقولها بكل أسى حتى في مجالس الصالحين ومجالس المعلمين والمتعلمين.

غثاء الألسنة في الكذب والغش والخداع والنفاق.

غثاء الألسنة في الغيبة والنميمة والقيل والقال.

غثاء الألسنة في أعراض الصالحين والمصلحين والدعاة والعلماء في الوقت الذي سلم فيه أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والرافضين والمنافقين.

غثاء الألسنة في التدليس والتلبيس وتزييف الحقائق وتقليب الأمور.

غثاء الألسنة في التجريح والهمز واللمز وسوء الظن.

غثاء الألسنة في الدخول في المقاصد والنيات وفقه الباطن.

غثاء الألسنة في كل ما تحمله هذه الكلمة من غثائيةٍ وغث وغثيثٍ وغثيان , وما هي النتيجة ؟

النتيجة هي بث الوهن والفرقة والخصام والتنازع بين المسلمين وقطع الطريق على العاملين , وإخماد العزائم بالقيل والقال , إنك ما إن ترى الرجل حسن المظهر و سيماه الخير وقد تمسك بالسنة في ظاهره إلا وتقع الهيبة في قلبك والاحترام والتقدير في نفسك , وما أن يتكلم فيجرح فلان ويعرّض بعلان و ينتقص عمراً ويصنف زيداً , إلا وتنـزع مهابته من قلبك ويسقط من عينيك وإن كان حقاً ما يقول , وإن كان صادقاً فيه فلا حاجة شرعية دعت لذلك , وإن دعت الحاجة فبالضوابط الشرعية والقواعد الحديثية.

فإن لم تعلمها أخي المسلم فلا أستطيع أن أقول إلا "أمسك عليك لسانك" , إن المصنفات في الجرح والتعديل مئات المجلدات , لكن اقرأ فيها وتمعن فيها , وكيف كان الجرح فيها ؟ فشتان بين الجرحين .

لقد كان خوف الله عز وجل ميزاناً دقيقاً لألسنتهم رحمهم الله تعالى,وكان هدفهم هو تمييز صحيح السنة من سقيمها, ولكن ما هو الهدف اليوم ؟

نعوذ بالله من الهوى ومن الحسد ومن الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق.

أيها الأخ المسلم .. إلى متى ونحن نجهل أو نتجاهل أو نغفل أو نتغافل عن خطورة هذا اللسان ؟ مهما كان صلاحك ومهما كانت عبادتك ومهما كان خيرك ومهما كان علمك ومهما كانت نيتك ومهما كان قصدك.

فرحم الله ابن القيم رحمة واسعة يوم أن قال في "الجواب الكافي " :

(من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر والنظر المحرم وغير ذلك , ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه !! حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً , يزل بالكلمة الواحدة أبعد مما بين المشرق والمغرب والعياذ بالله).

وقال أيضاً في الكتاب نفسه :

( إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها , ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما اتصل به ).

وما أجمل ذلك الكلام !! ولذلك أقول أيها الأخ الحبيب احذر لسانك وانتبه للسانك واحبس لسانك وأمسك عليك لسانك وهو جزء من حديث نبوي أخرجه الترمذي في سننه وأحمد في مسنده وابن المبارك والطبراني وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :

( قلت : يا رسول الله ما النجاة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكِ على خطيئتك " وفي لفظ : " أمسك عليك لسانك ) والحديث صحيح بشواهده.

وأنا هنا لا أدعوك للعزلة وإنما أقول أمسك عليك لسانك إلا من خير , كما في الحديث الآخر:

( فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير) والحديث رواه أحمد وابن حبان وغيرهما .

وحفظ اللسان على الناس أشد من حفظ الدراهم والدنانير كما يقول محمد بن واسع رحمه الله تعالى , ولأن كثرة الكلام تذهب بالوقار ومن كثر كلامه كثر سقطه ولأننا نرى الناس قد أطلقوا العنان لألسنتهم فأصبح ذلك اللسان سلاحاً لبث الفرقة والنـزاع والخصام وفي مجالات الحياة كلها وبين النساء والرجال على السواء ولكثرة الجلسات والدوريات والاستراحات , ولأن الكلام فاكهة هذه الجلسات , كان لا بد من وضع ضابط ولا بد من تحذيرٍ وتذكيرٍ للناس في مثل هذه الجلسات ولأنك ستسمع الكثير إن شاء الله من الأسباب التي جعلتني أختار مثل هذا الموضوع من خلال هذه العناصر :

- خطر اللسان.

- أدلة من السنة والكتاب.

- السلف الصالح مع اللسان.

- صور من الواقع.

- النتيجة النهائية.

واسمع قبل ذلك كلاماً جميلاً جداً للإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار يوم أن قال فصل:

( اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلام تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة ). انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

اسمع للفقه، اسمع لفقههم رحمهم الله تعالى " ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة " يعني كان قول الكلام أو تركه بمصلحةٍ واحدة، فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه , بل هذا كثير وغالباً في العادة والسلامة لا يعدلها شيء.

خطر اللسان :- أدلة من الكتاب والسنة :



هل قرأت القرآن ومرّ بك قوله عز وجل : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:18)

هل تفكرت في هذه الآية ؟ إنها الضابط الشرعي ( لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (قّ:37).

أسمعت أيها الإنسان ؟ أسمعت أيها المسكين ؟ إنها رقابة شديدة دقيقة رهيبة تطبق عليك إطباقاً شاملاً كاملاً , لا تـُغفل من أمرك دقيقاً ولا جليلاً , ولا تفارقك كثيراً ولا قليلاً , كل نفَس معدود , وكل هاجسة معلومة وكل لفظ مكتوب وكل حركة محسوبة في كل وقت وكل حال وفي أي مكان , عندها قل ما شئت وحدث بما شئت وتكلم بمن شئت ولكن اعلم أن هناك من يراقبك , اعلم أن هناك من يسجل وأنه يعد عليك الألفاظ :

( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:17- 18).

إنها تعنيك أيها الإنسان إنها تعنيك أنت أيها المسلم , ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) هذه الآيات والله إنها لتهز النفس هزاً وترجها رجاً وتثير فيها رعشة الخوف,الخوف من الله عز وجل , قال ابن عباس :

( يكتب كل ما تكلم به من خير وشر حتى أنه ليكتب قولك : أكلتُ , شربتُ , ذهبت, جئت, رأيت .. حتى إذا كان يوم الخميس عُرض قوله وعمله فأقِر منه ما كان من خير وشر وألقي سائره ).

واسمع للآيات من كتاب الله عز وجل تقرع سمعك وتهز قلبك إن كان قلباً مؤمناً يخاف الله عز وجل:

( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الانفطار: 12)

( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (الأحزاب:58).

( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36).

( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النور:24).

وأخيرا قوله تعالى: ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر:14). فربك راصد ومسجل لكلماتك ولا يضيع عند الله شيء.

أما أنت أيها المؤمن , أما أنت يا من يقال عنك ويدور عنك الحديث في المجالس , أما أنت أيها المظلوم فإن لك بهذه الآية تطميناً فلا تخف ولا تجزع فإن ربك بالمرصاد لمن أطلقوا العنان لألسنتهم في أعراض العباد , بالمرصاد للطغيان والفساد والشر , فلا تجزع بعد ذلك أيها الأخ الحبيب.

ولتـزداد بيّنة في خطر هذا اللسان الذي بين لحييك فاسمع لهذه الأحاديث باختصار:

فعن بلال بن حارث المزني رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه , وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة )." والعياذ بالله .. والحديث أخرجه البخاري.

وكان علقمة يقول Sad كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث)، أي هذا الحديث، اسمع لحرصهم رضي الله عنهم وأرضاهم، كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره فأين أنت يا علقمة من الذين يلقون الكلمات على عواهلها فلا يحسبون لها حساباً , كم نلقي أيها الأحبة , كم نلقي أيها المسلم من كلمات نظن أنها ذهبت أدراج الرياح وهي عند ربك في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى فاحسب لهذا الأمر حسابه حتى تعلم أن كل كلمة مسجلة عليك أيها الأخ الحبيب.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق) والحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

وفي رواية مسلم ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب).

أسألك العفو يا إلهي .. إن شغلنا الشاغل في مجالسنا اليوم أيها الأحبة هو بث الكلمات ونشر الشائعات وكم من كلمة قصمت ظهر صاحبها وهو لا يعلم , ولا شك أن فساد المجالس بسبب قلة العلم والاطلاع , إذ لو وُجد أو أوجد هذا العلم لاستغلت المجالس أحسن استغلال ولسمعت النكت العلمية والفوائد الشرعية والمسائل الفقهية بدلاً عن القيل والقال والغرائب والعجائب ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.

وهذا أثر من آثار الجهل الذي يتفشى اليوم بين كثير من الناس , إسهال فكري وإسهال كلامي أصاب مجالس المسلمين اليوم إنك تجلس الكثير من المجالس وربما لم يمر عليك يوم من الأيام وليلة من الليالي إلا وجلست مجلساً فبماذا خرجت من هذه المجالس؟

ما هي النتيجة ؟

ما هي الثمرة من هذه المجالس التي جلستها ؟

أيها الأخ الحبيب , لا شك أن هذا أثر من آثار الجهل الذي يتفشى في صفوف المسلمين اليوم وقلة البركة حيث أصبح العلم مصدر رزق الكثير من الناس ولذلك تجد في المجلس الواحد عشرات المدرسين والمتعلمين ومع ذلك يذهب المجلس هباءً بدون فائدة , بل ربما ذهب والعياذ بالله بالآثام وجمع السيئات.

وفي حديث معاذ الطويل قال رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟" قال معاذ : بلى يا رسول الله , فأخذ بلسانه ثم قال).

انظر الوصية .. أخذ بلسانه ثم قال :

( "كف عليك هذا" قلت : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟)

بعض الناس قد يجهل أنه سيؤاخذ بكل كلمة تكلم بها سواءً خير أو شر.

(وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟" قال النبي صلى الله عليه وسلم :"ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟" والحديث أخرجه الترمذي في سننه وقال حسن صحيح.

وفي حديث سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) والحديث أخرجه البخاري في صحيحه.

وفي آخر حديث سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال في آخره Sad قلت يا رسول الله , ما أخوف ما تخاف عليّ ؟ فأخذ بلسان نفسه وقال :"هذا" ) والحديث أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده والترمذي في سننه وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

ثم يوجه المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته تلك القاعدة الشرعية والمعيار الدقيق ولمن اختلطت عليه الأوراق وليقطع الشك باليقين وليسلم من الحيرة والتردد فيقول كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:

( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).

قاعدة شرعية تربوية منهجية نبوية ميزان معيار دقيق لك أيها المسلم ولكِ أيتها المسلمة يوم تجلس مجلساً "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر" انظر للتربية ربط هذه القلوب باليوم الآخر "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" .. ولأن النفوس اليوم غفلت عن اليوم الآخر وتعلقت بالدنيا وشهواتها ولذاتها غفلت عن هذه القاعدة الشرعية النبوية ونسيت الحساب والعذاب ونسيت الجنة والنار وغفلت عنها .. وبالتالي انطلق اللسان يفري في لحوم العباد فرياً بدون ضوابط وبدون خوفٍ ولا وجل .. لماذا هذه القاعدة ؟

لأنه لا يصح أبداً أن يؤذي المسلم إخوانه بلسانه ولأن المسلم الصادق المحب الناصح هو من سلم المسلمون من لسانه ويده (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) كما في حديث أبي موسى الأشعري المتفق عليه.

والأحاديث في الباب كثيرة مستفيضة.

وكم نحن بحاجة لمن يردد هذه الأحاديث على مسامع الناس , كم نحن بحاجة أيها الأخيار , يا طلبة العلم , أيها الصالحون , كم نحن بحاجة أيتها الصالحات , يا أيتها القانتات الخائفات العابدات الساجدات , كم نحن بحاجة إلى من يردد على المسلمين والمسلمات أمثال هذه الأحاديث ليتذكروها ويعوها وليفهموها جيداً , حتى تتذكر النفس كلما أراد اللسان أن ينطلق بكلمة يحسب لها حسابها قبل أن يخرج لسانه بهذه الكلمات.

واسمع لرواة هذه الأحاديث من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يوم أن سمعوها علماً وعملاً وامتثالاً للمصادر الشرعية "الكتاب والسنة" .. وإليك الأدلة من حياتهم العملية رضوان الله عليهم.



السلف الصالح مع اللسان :



أسوق إليك أيها الأخ الحبيب مواقف قليلة جداً عن حال السلف مع ألسنتهم:

ذكر الإمام مالك في الموطأ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه أي يجره بشدة، فقال عمر: ( مَـه !! غفر الله لك " فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : "إن هذا أوردني الموارد"). من القائل ؟ الرجل الأول بعد الأنبياء والرسل رضي الله عنه وأرضاه , القائل أبو بكر , انظر إلى حرصه على لسانه رضي الله عنه وأرضاه ..

قال رجل : رأيت ابن عباس آخذاً بثمرة لسانه وهو يقول: ( ويحك , قل خيراً تغنم واسكت عن شرٍ تسلم. قال : فقال له الرجل : يا ابن عباس , مالي أراك آخذاً بثمرة لسانك وتقول كذا وكذا ؟ .. قال ابن عباس : بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيءٍ أحنق منه على لسانه، يعني لا يغضب على شيءٍ من جوارحه أشد من غضبه على لسانه)، والأثر أخرجه ابن المبارك وأحمد وأبو نعيم وأيضاً أخرجه أحمد في كتاب الزهد , والمتن بجميع طرقه حسن والله أعلم.

وقال عبد الله بن أبي زكريا: ( عالجت الصمت عشرين سنة – انظر للحساب .. انظر محاسبة النفس – عالجت الصمت عشرين سنة فلم أقدر منه على ما أريد )، وكان لا يدع يعاتب في مجلسه أحد , ويقول : ( إن ذكرتم الله أعنـّاكم , وإن ذكرتم الناس تركناكم )، انظر للضابط " إن ذكرتم الله أعناكم وإن ذكرتم الناس تركناكم.

وكان طاووس بن كيسان رضي الله عنه يعتذر من طول السكوت ويقول: ( إني جربت لساني فوجدته لئيماً راضعاً). هؤلاء هم رضي الله عنهم .. فماذا نقول نحن عن ألسنتنا ؟!

وذكر هناد ابن السري في كتابه الزهد بسنده إلى الحسن أنه قال : ( يخشون أن يكون قولنا "حميد الطويل" غيبة لأنهم بينوه ونسبوه أنه طويل ). حميد الطويل يخشون أن تكون غيبة, رحمة الله عليهم أجمعين.

وأخرج وكيع في الزهد وأبو نعيم في الحلية من طريق جرير بن حازم قال : ( ذكر ابن سيرين رجلاً فقال : ذلك الرجل الأسود .. يريد أن يعرّفه .. ثم قال : أستغفر الله , إني أراني قد اغتبته).

وكان عبد الله بن وهب رحمه الله يقول : ( نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني – يعني تعبت – فكنت أغتاب وأصوم أغتاب وأصوم .. فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة)، جرب هذا , كلما اغتبت أحداً أو ذكرته بسوءٍ فادفع ولو ريالاً واحداً .. الله أعلم بحالنا .. في آخر الشهر لن يبقى من الراتب ولو ريال واحد .. لأنا أعرف بأنفسنا في المجالس أيها الأحبة، والله المستعان !

قال النووي في الأذكار : بلغنا أن قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا , فقال أحدهما لصاحبه : (كم وجدت في ابن آدم من العيوب ؟ فقال : هي أكثر من أن تحصى , والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب, فوجدت خصلة إن استعملتها سترت العيوب كلها .. قال : ما هي ؟ قال : حفظ اللسان !!)

قال إبراهيم التيمي : (أخبرني من صحب الربيع بن خثيم عشرين عاماً ما سمع منه كلمة تعاب).

وقيل للربيع : ( ألا تذم الناس ؟ قال : والله إني ما أنا عن نفسي براضٍ فأذم الناس ؟ إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس , وأمنوه على ذنوبهم)، وصدق رحمه الله , صدق.

ألا ترون أيها الأحبة في مجالسنا نقول : نخشى عذاب الله من فعل فلان , ونخاف من عقاب الله من قول علان , ولا نخشى الله من قولنا وفعلنا .. وهذا ظاهر في مجالسنا نقول : نخشى من عذاب الله من عمل فلان وعلان , ولكننا ننسى أن نخاف على أنفسنا من عذاب الله من ذنوبنا وأفعالنا وأقوالنا.

ارجع لنفسك وانظر لعيوبها قبل أن تنظر لعيوب الآخرين وتتكلم فيهم.

وقال حماد بن زيد : ( بلغني أن محمد بن واسع كان في مجلس فتكلم رجل فأكثر الكلام , فقال له محمد : ما على أحدهم لو سكت فتنقى وتوقى). أي اختار كلماته وحسب لها حسابها.

وقال بكر بن المنير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول ( أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً )، اسمع للثقة، والبخاري له كتب في الجرح والتعديل، ويقول الذهبي في السير معلقاً على قول البخاري هذا Sad صدق رحمه الله .. ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه في من يضعفه فإن أكثر ما يقول – يعني أشد ما يقول البخاري إذا أراد أن يجرح رجلاً – يقول : منكر الحديث , سكتوا عنه , فيه نظر , ونحو هذا، وقلّ أن يقول فلان كذاب , أو كان يضع الحديث ,حتى أنه قال : إذا قلت "فلان في حديثه نظر" فهو متهم واهن , وهذا معنى قوله " لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً " وهذا هو والله غاية الورع ) انتهى كلام الذهبي.

هذا موقف السلف الصالح رضوان الله عليهم مع اللسان , والآن تعال إلى صورٍ من الواقع وهي عبارة عن مواقف مبعثرة وأحداثٍ متعددة تتكرر في مجالسنا كثيراً , اخترت منها عشرة مشاهد , أسوقها إليك فأصغ لي سمعك وفهمك وأحسن الظن فيّ فلعلي لا أحسن التصوير أو ربما خانني التعبير , ما أريد يعلم الله إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.



ومن الصور المشاهدة في مجالسنا:



وأولى هذه الصور :

حديث العامة أن فلاناً فيه أخطاء، وفلان آخر فيه تقصير، والثالث فيه غفلة، والرابع لا يسلم من العيب الفلاني .. وهكذا .. أقاموا أنفسهم لتقييم الآخرين وجرحهم ولمزهم .. فيا سبحان الله !!

نسينا أنفسنا , نسينا عيوبنا وتقصيرنا وغفلتنا وكثرة أخطائنا , ولو أعمل عاقل فكره في الجالسين أنفسهم لوجدنا فيهم البذاءة وسوءاً في المعاملة والأخلاق , فهو إن حدث كذب وإن وعد أخلف , أو باع واشترى فغش وخداع، وإن جاء للصلاة نقرها نقر غراب مقصر في الفرائض مهمل في النوافل , في وظيفته تأخر وهروب وإهمال واحتيال، وفي بيته وسائل الفساد وضياع الأولاد وعقوق للأرحام , كل هذه النقائص والمصائب عميت عليه فنسيها في نفسه وذكرها في إخوانه فلم يسلم منه حتى ولا الصالحون المخلصون.

فيا أيها الأخ , والله إني عليك لمشفق ولك محب فأمسك عليك لسانك وكف عن أعراض الناس وإذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك، كما قال ابن عباس، وقال أبو هريرة: ( يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجل في عينه ).

وقال عون بن عبد الله : ( ما أحسب أحداً تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلةٍ غفلها عن نفسه).

وقال بكر بن عبد الله المزني Sad إذا رأيتم الرجل مولعاً بعيوب الناس ناسياً لعيوبه – أو لعيبه – فاعلموا أنه قد مـُكـِر به ).

إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى ........ ودينك موفور وعرضك صيّن

فلا ينطقن منك اللسان بسوءةٍ ........... فكلك سوءاتٍ وللناس ألسن

وعينك إن أبدت إليك معائباً ............ فدعها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ...... ودافع ولكن بالتي هي أحسن

صورة ثانية من الصور التي تقع في واقعنا :

جلسوا مجلسهم فبدأ الحديث فذكروا زيداً وأن فيه وفيه ثم ذكروا قول عمرو فأتقنوا فن الهمز واللمز , والعجيب أن معهم فلاناً العابد الزاهد القائم الصائم والأعجب أن من بينهم طالب العلم فلاناً الناصح الأمين , والحمد لله لم يتكلما وسكتا , ولكنهما ما سلما لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس , ولأن المستمع شريك للقائل ما لم يتبع المنهج الشرعي: ( من ردّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار )، هذا هو المنهج الشرعي والحديث أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما من حديث أبي الدرداء والحديث حسن.

فيا أيها المسلم إذا وقع في أحدٍ وأنت في ملأ فكن له ناصراً وللقوم زاجراً وانصر أخاك ظالماً أو مظلوماً وقل للمتحدث "أمسك عليك لسانك" فإن استجابوا وإلا فقم عنهم : ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:12).

واسمع لكلام ابن الجوزي الجميل في تلبيس إبليس قال رحمه الله تعالى : ( وكم من ساكت عن غيبة المسلمين , إذا اغتيبوا عنده فرح قلبه وهو آثم من ذلك بثلاثة وجوه :- أحدها : الفرح فإنه حصل بوجود هذه المعصية من المغتاب , والثاني : لسروره بثلب المسلمين , والثالث : أنه لا ينكره) انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

ويقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى : ( ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى - انتبه إلى هذا الكلام الجميل النفيس – تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : لي ليس عادة أن أذكر أحداً إلا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب وإنما أخبركم بأحواله , ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت وربما يقول : دعونا منه الله يغفر لنا وله .. وإنما قصده استنقاصه وهضم لجنابه .. ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقاً وقد رأينا منهم ألواناً كثيرة من هذا وأشباهه) انتهى كلامه رحمه الله.

صورة ثالثة : اتهام النيات والدخول في المقاصد من أخطر آفات اللسان , يتبعه تبديع الخلق وتصنيف الناس وتقسيمهم إلى أحزاب وهم منها براء وقد يتبع ذلك أيمان مغلظة وأقسام وأحلاف أنه العليم بفلان والخبير بأقواله .. فياسبحان الله !! أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قصده ومبتغاه ؟

أين أنت من قول القدوة الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( إني لم أؤمر أن أنقب قلوب ولا أشق بطونهم)، والحديث أخرجه البخاري ومسلم.

ورحم الله ابن تيمية يوم أن قال في الفتاوى : (وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها , وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم , وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله تعالى (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة:286)وفي الصحيح قال : "قد فعلت") والحديث عند مسلم في كتاب الإيمان.

فيا أخي الحبيب , أمسك عليك لسانك والزم الورع والتقى ومراقبة الله عز وجل وأشغل نفسك في طاعة الله أنفع لك عند الله , فعن البراء رضي الله عنه قال : جاء أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( دلني على عمل يدخلني الجنة – انظر للحرص – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطعم الجائع واسقِ الظمآن وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر فإن لم تطِق فكف لسانك إلا من خير) والحديث أخرجه أحمد وابن حبان وغيرهما وهو صحيح.

وعند مسلم قال Sad تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك). سبحان الله ! انظر لفضل الله جل وعلا على عباده , إن كفك شرك عن الناس صدقة تكتب لك عند الله عز وجل.

فيا أيها الأخ الكريم إن أبواب الخير كثيرة وأعمال البر عديدة فأشغل نفسك فيها، فإن عجزت فكف لسانك إلا من خير , وإن أبيت إلا أن تكون راصداً لأقوال الناس حارساً لألسنتهم فقيه ببواطنهم , فحسبنا وحسبك الله.

صورة أخرى : سمع ذلك المتحدث أو بعضاً من كلماته دون أصغاءٍ جيد المهم أنه فهم فحوى الكلام وعرف قصد المتكلم أو هكذا زعم , وانتبهوا لهذه الصورة لأنها تحصل لكثير منا , قرأ ذلك الكتاب أو الخبر وهاهو يلتهم الأسطر ونظراته تتقافز بسرعة بين الكلمات التي تساقط الكثير منها من فرط السرعة المهم كما يزعم أنه فهم فكرة الكاتب وعرف قصده , ثم انتقل للمجالس ليؤدي ما تحمله ويزكي علمه , هكذا سولت له نفسه .. فذكر حديث فلان وخبر علان وأنه قال كذا وكذا , فشرّق وغرّب , وأبعد وأقرب , فقلّب الأقوال وبدّل الأحوال وما أُتي المسكين إلا من سوء فهمه والتسرع في نقله، سوء الفهم والتسرع في النقل أو القراءة، قوّل الآخرين ما لم يقولوه وقديماً قيل : وما آفة الأخبار إلا رواتها.

وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ........ وآفته من الفهم السقيمِ

ولكن تأخذ الأذهان منه ............. على قدر القرائح والفهومِ

صورة أخرى : أننا نغفل أو نتغافل فنتكلم في المجالس ونذكر العشرات بأسمائهم , فإذا ذكّرنا مُذكّر أو حذرنا غيور بأن هذه غيبة , قلنا هذا حق وما قلنا فيه صحيح، وقد يسرد لك الأدلة والبراهين على ما يقول فيزيد الطين بلة .. فيا سبحان الله !! أليس النص واضح وصريح ؟ ألم يقل الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم :

( أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال عليه الصلاة والسلام : "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , وإن لم يكن فيه فقد بهته ) أخرجه مسلم

إذاً فلا مفر , فإذا كان ما ذكرته صحيحاً فهذه هي الغيبة , وإذا كان ما ذكرته كذباً فهذا ظلم وبهتان , فكلا الأمرين ليس لك خيار فأمسك عليك لسانك !

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم , فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) أخرجه أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه وإسناده صحيح .

وعن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت امرأة – اسمع يا أيها المسلم , اسمع يا من في قلبك خوف من الله عز وجل- ذكرت امرأة فقالت إنها قصيرة – وفي رواية أنها أشارت إشارة أنها قصيرة – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اغتبتيها" وفي رواية "اغتبتها" .. والحديث صحيح عند أبي داوود في سننه وأحمد في مسنده.

إذاً ما بال نسائنا اليوم يجلسن في المجالس فيعرضن لعشرات النساء , فلانة وعلانة , فتلك فيها والأخرى فيها وهكذا , ألا يخشين الله عز وجل ؟ ألا يخفن يوم أن تقف المرأة أمام الله عز وجل ويسألها عن قولها ؟ يا سبحان الله ! ألهذا الحد وصلت الغفلة في نساء المسلمين أن يغفلن أن مثل هذا القول سيجزين عليه أمام الله سبحانه وتعالى ؟ تذكري وقوفك بين يدي الله عز وجل , احرصي أيتها المسلمة , لنحرص على أنفسنا , إننا ابتلينا بقلة الأعمال الصالحة في مثل هذا الزمن، ابتلينا في هذا العصر بكثرة الذنوب والتقصير في حق أنفسنا وحق ربنا أيها الأحبة، فلماذا إذن نزيد الطين بلة ؟ ونجمع على ذلك ذنوب الآخرين في غيبتهم وتنقـّصهم وغير ذلك ؟

وليس معنى هذا السكوت عن الأخطاء، إنني لا أطالب أن نسكت عن أخطاء الآخرين , أو حتى نتغاضى عن العصاة والمجاهرين والفاسقين, وليس معنى ذلك ألا نحذر منهم ولا نفضحهم , لا بل هذه أمور كلها مطالب شرعية، مطالبون بها شرعاً، ولكن بالمنهج الشرعي وبالقواعد العلمية كما جاءت عن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولكني على يقين أن أكثر ما يقال في مجالسنا لمجرد التحدث والتفكه , وربما الهوى وأحقاد وأضغان عافانا الله وإياكم منها، ورحم الله عبداً قال خيراً فغنم , أو سكت عن سوءٍ فسلم.

صورة أخرى : قلت لبعض إخواني : الزم الأدب , وفارق الهوى والغضب أو أمسك عليك لسانك وابكِ على خطيئتك وانظر حالك وردد ما قلته لك على أمثالك، وقد كنت سمعت منه قيلاً وقال وجرح وثلب وهمز ولمز في أناس ما سمعنا عنهم إلا خيراً وهم من أهل الفضل , فما رأيناهم إلا يعملون الخير ويدعون له ويسعون للبر وينهون عن الإثم، فما استجاب لي وما سمع مني، فرأيت أن ألزم الصمت معهم وفيهم ولهم وعليهم، فأقبلت على واجباتي أيما إقبال وأرحت قلبي من الأحقاد والأغلال وذهني من الهواجس والأفكار , ثم جاء بعض الفضلاء وقال يقولون فيك كيت وكيت , يعلم الله ما التفت إليهم ولا تأذيت , وقلت لهم : رب كلام جوابه السكوت , ورب سكوت أبلغ من كلام، وعلمتني الحياة أن الصفح الجميل من أحسن الشيم.

قالوا سكت وقد خـُصِمت فقلت لهم .......... إن الجواب لباب الشر مفتاحُ

الصمت عن جاهل أو أحمق شرف .............. أيضاً وفيه لصون العرض إصلاحُ

أما ترى الأُسد تـُخشى وهي صامتة .......... والكلب يَخشى لعمري وهو نباحُ

ونقل الإمام الشاطبي عن أبي حامد الغزالي رحمة الله تعالى عليهما كلاماً متيناً يغفل عنه بعض الناس فقال : ( أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جهلة أهل الحق , أظهروا الحق في معرض التحدي والإذلال , ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء , فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة , ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها) انتهى كلامه رحمه الله تعالى من كتاب الاعتصام للشاطبي.

صورة أخرى من صور الواقع مع اللسان في مجالسنا اليوم: جلس مع صاحب له أو أصحاب فتكلموا وخاضوا , ولم يكن له من الأمر شيء إلا أنه شريك في المجلس , ومن باب المشاركة قالها كلمة أو كليمات لم يحسب لها حسابها ولم يتبين خطرها , ظنها حديث مجالس , كان يسمع ثم يهز رأسه علامة للرضا ثم قالها لم يظن نه يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب، اسمع للنصوص الشرعية واستجب لها فإن فيها حياتك ونجاتك فقوله صلى الله عليه وسلم "ما يتبيّن" أي لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر فيها ولا في عواقبها ولا يظن أنها ستؤثر شيئاً , وهو من نحو قوله تعالى: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (النور:15) ،هكذا يلقي بعض الناس هذه الكلمات , فيا أخي الكريم انتبه للسانك إن خطر اللسان عظيم وآفاته كثيرة فأمسك عليك لسانك.

صورة أخرى : كثير من الجلساء إذا ذكِر له صديقه أثنى عليه ولو كان يعلم أنه لا يستحق ذلك الثناء , وإذا ذكِر له خصمه ذمه ولو كان يعلم أنه خلاف ما يقول , فيا أيها المؤمن أسألك بالله هل تستطيع ذكر العيوب الموجودة في أقرب الناس إليك عند لحاجة الشرعية لذلك ؟ اسأل نفسك، وهل تستطيع أن تثني بصدق على إنسان تختلف معه في بعض الأمور ؟ أنا لا أريد الإجابة، ولكن الواقع يشهد أن أكثر الناس يجورون على خصومهم فيذمونهم بما ليس فيهم , ويجورون أيضاً على أصدقائهم فيمدحونهم بما ليس فيهم.

فإن من أثنى عليك بما ليس فيك فقد ذمك , نعم , لأن الناس يطلبون هذه الخصلة التي ذكرها فيك يطلبونها منك فلا يجدونها فيذمونك على فقدها , لا بل الأمر أدهى من ذلك وأشد فإن الحقيقة أنه كثيراً ما تنسينا العيوب القليلة المحاسن الكثيرة , انتبهوا لهذه الكلمة أيها الأحبة , وننسى القاعدة الشرعية : إذا كان الماء قلّتين لم يحمل الخبث , أفلا نتقي الله عند الجرح والتعديل وننزل الناس منازلهم؟

أليس قد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي ووصفه بأنه ملك لا يظلم عنده أحد مع أنه – أي النجاشي – حينها كان كافراً لم يسلم بعد .. فيا أيها الأحبة , أسمعت رعاك الله ؟ أنصف الناس وأنصف نفسك، فإن غلب عليك الهوى فأمسك عليك لسانك لا أبا لك ..

صورة أخرى : تناظر اثنان في مجلس أي تجادلا وتناقشا , فارتفعت أصواتهما وانتفخت أوداجهما وتقاذفا بالسب والشتم , قلت : إن التشنج والانفعال ليس هو الأسلوب الأمثل لنصرة الحق أبداً، ولكن كم من هادئ عف اللسان حليم كاظم الغيظ أقدر على نصرة الحق من غيره، وقد قال أبو عثمان ابن الإمام الشافعي رحمة الله عليهما أجمعين : (ما سمعت أبي يناظر أحداً قط فرفع صوته).

وبعض الأخوة غفر الله للجميع يظن أن من تمام غيرته على المنهج وعظيم نصرته للحق لا بد أن يقطب جبينه ويحمر عينيه ويرفع صوته وتتسارع أنفاسه وهذا لا يصح أبداً، إن اختلاف الآراء ووجهات النظر لا يدعو للأحقاد والأضغان فإن المرجو البحث عن الحق وطلبه وليس التشفي والانتقام فينطلق اللسان بالسباب والشتائم ومقاطعة الكلام , فما من الناس أحد يكون لسانه على بال إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله.

واسمع للأدب الجم والخلق الرفيع عند الحوار والمناقشة , قال عطاء بن أبي رباح : (إن الشاب ليتحدث بالحديث فأسمع له كأني لم أسمعه ولقد سمعته قبل أن يولد ومع ذلك أسكت كأني لم أسمع الكلام إلا الساعة)، هكذا يكون الأدب عند الحوار وعند المناظرة.

وأخيراً : من أعظم الصور في مجالسنا ومن أخطرها على كثير من الناس إطلاق العنان للسان في التحليل والتحريم والسخرية والاستهزاء بالدين , هذه من أخطر الصور التي نرى أنها تفشت في مجالس المسلمين أياً كانوا , رجال أو نساء كبار أو صغار , وخاصة بين الشباب والعوام.

إنك لتسمع وترى تسرع فئات من الناس في إطلاق ألفاظ التحليل والتحريم وقد نهى الله تعالى عن ذلك ونهى عن المسارعة في إصدار التحريم والتحليل فقال Sad وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116).

وكان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم مع سعة علمهم وفقههم لا يكثرون من إطلاق عبارات التحليل والتحريم وهذا من شدة ورعهم ومحاسبتهم لأنفسهم.

يقول الإمام مالك رحمة الله تعالى عليه : (لم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا ولا أدركت أحداً أقتدي به يقول في شيء هذا حلال وهذا حرام، ما كانوا يجترئون على ذلك وإنما كانوا يقولون : نكره هذا , ونرى هذا حسناً , ونتقي هذا ولا نرى هذا , ولا يقولون حلال ولا حرام) انتهى كلامه من جامع بيان العلم وفضله.

أما نحن فنسمع عبارات التحليل والتحريم على كل لسان وخاصة من العامة , بدون علم ولا ورع ولا دليل مما أثار البلبلة عند الناس والتقوّل على الله بغير علم , بل المصيبة أن بعض الناس يسخر ببعض أحكام الدين ويهزأ بالصالحين والناصحين , وربما سخر باللحية أو سخر بالثوب القصير أو سخر ببعض سنن المرسلين والعياذ بالله , وهؤلاء والله إنهم على خطر عظيم , ألم يسمع هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم Sadوإن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب).

ألم يسمع هؤلاء قول الحق عز وجل : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (الهمزة:1)، الهمزة هو الطعان في الناس , واللمز الذي يأكل لحوم الناس.

ألم يسمع هؤلاء قول الحق عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11).

ألم يسمع هؤلاء قول الحق عز وجل : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:18).

سبحان الله ! غابت عليهم هذه النصوص من القرآن والسنة , غفلوا عن خطر ما يتقولون بالليل والنهار في السخرية والاستهزاء بالدين , وربما خرج بعضهم والعياذ بالله من الدين بسبب كلمة يقولها وهو لا يشعر , فحق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه حافظاً للسانه مقبلاً على شانه.



النتيجة النهائية لإطلاق العنان للسان .

أقول أيها الحبيب المسلم أنك أحوج ما تكون للعمل الصالح، أحوج ما نكون إلى الحسنات , وأراك تحرص على مجاهدة النفس لعلها أن تعينك على القيام بعمل صالح، من صلاة أو صيام أو صدقة وقد تنتصر عليها وقد لا تنتصر , وإن انتصرت عليها وقمت بالعمل فلا يسلم من شوائب كثيرة مثل الرياء والنقص وحديث النفس وغيرها من مفسدات الأعمال , ومع ذلك كله فإني أراك تبث هذه الحسنات في المجالس وتنثرها في المنتديات.

ماذا تراكم تقولون أيها الأخيار في رجل أخرج من جيبه عشرات الريالات ثم نثرها في المجلس و بددها ؟

ماذا نقول عنه ؟ أهو عاقل أم مجنون ؟

إن من جلس مجلساً ثم أطلق للسانه العنان فهذه علامة أكيدة على إفلاسه في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتدرون ما المفلس ؟ " قالوا : المفلس منا من لا درهم له ولا متاع .. فقال :"إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا , فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته , فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) والعياذ بالله والحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال Sad لتـُأدّن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) رواه مسلم، حتى البهائم يفصل بينها يوم القيامة!!

فاحفظ حسناتك فأنت أحوج لها، واسمع لفقه الحسن البصري رحمه الله يوم أن جاء رجل فقال: ( إنك تغتابني , فقال : ما بلغ قدرك عندي أن أحكّمك في حسناتي).

وعن ابن المبارك رحمه الله قال : ( لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي).

ففقها رضي الله عنهما أن آفات اللسان تأتي على الحسنات وقد لا تبقي منها شيئاً، فضياع الحسنات نتيجة أكيدة لإطلاق العنان للسان.

نتيجة ثانية لإطلاق العنان للسان:

فضحه وبيان عواره وهتك أستاره، ذلك الذي أطلق لسانه وأصبح يتكلم بلا ورع في المجالس والمنتديات وربما أصبح بذيء اللسان والجزاء من جنس العمل، وعن أبي بردة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه , لا تتبعوا عورات المسلمين ولا عثراتهم فإنه من يتبع عثرات المسلمين يتبع الله عثرته , ومن يتبع الله عثرته يفضحه وإن كان في بيته ) والحديث صحيح بمجموع طرقه.

والواقع يشهد بذلك فكم فضح الله حقيقة أولئك الذين آذوا إخوانهم بألسنتهم حتى عرفهم الناس وانكشف أمرهم.

وأيضاً من نتائج إطلاق العنان للسان أنه يعد من شرار الناس فيجتنبه الناس ويحذرونه اتقاء فحشه وإن ضحكوا له وجاملوه، هذه حقيقة نشاهدها في مجالسنا كثيراً , إن من أطلق للسانه العنان يعد من شرار الناس فلذلك تجد الناس يجتنبونه ويحرصون على الابتعاد عنه وإن ضحكوا له وجاملوه فاتقاءً لفحشه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء شرّه) البخاري ومسلم.

رابعاً : من النتائج أيضاً وهي الأخيرة :

البلاء موكل بالقول , فيُبلى المتكلم بما كان يذكره في أخيه , و احذر أيها الحبيب أن تظهر الشماتة بأخ أو أخت لك فيعافيه الله ويبتليك بما كان فيه فالبلاء موكل بالقول، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) أخرجه الترمذي0.

وقال إبراهيم التيمي: ( إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى ب).

وقال ابن مسعود : ( البلاء موكل بالقول , ولو سخرت من كلب لخشيت أن أحوّل كلباً).

هذه نتائج أربع من نتائج إطلاق العنان للسان.

وأخيراً أقول أيها المسلم هذه شذرات حول اللسان، وأظن أن الجميع بحاجة ماسة للتذكير فيها , فالعاقل يحرص والغافل يتنبه والمبليّ يحذر , يا أيها السامع كن المستفيد الأول.

ثم اعلم أنك تجالس كثيراً من الناس من أحبابك وخلانك وأصدقائك , ولا تخلو مجالس من غثاء قلّ أو كثر , فمن حقهم عليك أن يسمعوا مثل هذا الكلام وأن يذكّروا بهذه الآيات والأحاديث , فإن القلب يغفل والنفس تسلو فاسمع وسمّع واستفد وأفِد , والدال على الخير كفاعله.

أسأل الله عز وجل أن يكون خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به الجميع وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

اللهم طهّر قلوبنا من النفاق وعيوننا من الخيانة وألسنتنا من الكذب والغيبة النميمة والمراء والجدال وجنبنا الوقوع في الأعراض.

اللهم اجعل ألسنتنا حرباً على أعدائك سلماً لأوليائك.

اللهم إنا نسألك سكينة في النفس وانشراحاً في الصدر.

اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين ومن جندك المخلصين وانصر بنا الدين واجعل لنا لسان صدق في الآخرين.

اللهم انفعنا وانفع بنا.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

................................................

واحات الهداية
*سلسبيلا*
*سلسبيلا*
نائبة المدير
نائبة المدير
الجنس : انثى عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج المزاج : رائع
تعاليق : :

أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *

. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !

فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )

التحذير من دعوة الجاهلية  رضا محمد السنوسي Empty رد: التحذير من دعوة الجاهلية رضا محمد السنوسي

الخميس 20 سبتمبر 2012, 7:30 pm
بسم الله الرحمن الرحيم

صراع الدعاة مع المنافقين

يقول الحق تبارك وتعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) ها هو صلى الله عليه وسلم يقارب الأربعين من عمره ذاهب إلى الغار ما يمر بشجر ولا حجر إلا سلم عليه صلى الله عليه وسلم ويأتيه جبريل بالوحي فيعود فزعاً خائفاً إلى زوجه خديجة رضي الله عنها وأرضاها يقول زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع وأخبر خديجة بالأمر وقال قد خشيت والله على نفسي قالت كلا والله لا يخزيك الله أبداً إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ذهبت به إلى ابن عمها [ورقة بن نوفل] وقد قرأ الكتب السابقة فأخبرته الخبر فقال هذا هو الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جزع أكب فيها وأضع إذ يخرجك قومك قال أَوَمُخرِجِيَّ هم قال نعم ما أتى أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وأوذي والآن
أرى خلل الرماد وميض جمر *** وأخشى أن يكون لها ضرام
أقول هذا في وقت لا نزال نسمع عن كثير ممن قل حظهم من مراقبة الله وخشيته والخوف منه ونسوا حظاً مما ذكروا به لا تحلوا لهم مجالسهم ولا يقربون في حديثهم ولا ينبسطون في جلساتهم حتى يتناولوا أعراض عباد الله القائمين بأمر الله من علماء الأمة ودعاة الملة ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الذين جردوا سواعدهم لرفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذين بذلوا أوقاتهم وأنفسهم لله عز وجل في وقت خرست فيه الألسن قالوا وقد سكت الناس ونطقوا وقد خرست الألسن وجاهدوا في وقت ركن فيه كثير من الناس إلى الدعة والسكون وأخلدوا إلى الحياة الدنيا وملذاتها وتسابقوا إلى الوظائف والمناصب ومع ذلك فقد قام هؤلاء المخلصون بأمر الله لا يبتغون إلا رفعة وإعلاء كلمة الله ودحر الباطل وأهله من أعداء الله تجد هؤلاء الفسقة بل كثير منهم يسارع إلى تناول أعراض الدعاة وتتبع عوراتهم والتلذذ بالحديث عنهم في المجالس يلمز هذا ويتكلم في عرض هذا ويردد ما أشيع عن هذا لم تتورع ألسنة بعض هؤلاء من اختلاق الأكاذيب وإلصاق التهم بهم وترديد بعض الأباطيل التي تلصق بهم والتي هي والله من اختلاق أعداء الإسلام وخصومه الذين تتقطع قلوبهم غيظاً وهم يرون راية الدعوة إلى الله ترفع في هذه البلاد لأن هؤلاء المحتسبين من الدعاة والعلماء يُقِضُّون مضاجعهم ويفسدون عليهم ملذاتهم وسكرهم وعربدتهم وفجورهم ودعوتهم إلى منكرهم ولهذا فإن كثيراً من هؤلاء يلفق التهم والأكاذيب ليرميهم بها فيتلقفها خفاف الأحلام والسذج من الناس ويطيرون بها فرحاً يبلغون بها الأفاق
أقلوا عليهم لا أباً لا أبيكم من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدوا
لكن لا ضير ولا ريب هذه هي سمة الدعوة إلى الله عز وجل أوذي صلى الله عليه وسلم قيل عنه بأنه ساحر وقيل عنه بأنه كاهن و قيل عنه بأنه مجنون و رمي في عرضه صلى الله عليه وسلم ورغم ذلك أتم الله النور وأكمل الدين رغم أنف الكفار والمشركين والمنافقين خرجت هذه الفئة خرجت فئة المنافقين يوم عز الإسلام تدعي الإسلام وهي منه براء تريد ضرب الإسلام ودعاته فاتخذت النفاق طريقاً وياله من طريق موحش مظلم مبتور إنه مرض عضال ومقت ووبال من تلبس به فقد أغضب الله الواحد القهار واسكن نفسه الدرك الأسفل من النار لا إله إلا الله ماذا فعل المنافقون والمغرضون والحاقدون بالإسلام ودعاته في الماضي والآن لا إله إلا الله كم كادوا لرسول الأنام عليه الصلاة والسلام هم في كل عصر يعيشون يعشعشون ويبيضون ويفرخون همهم إطفاء كل نور يدعي له المسلمون تهاونوا بنظر الله تعالى وعملوا من المنكر أعمالاً في المنكرات والصد عن سبيل الله ينشطون وعن الصالحات والدعوة في سبيل الله يتباعدون (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا)ً يستهزئون بأهل الاستقامة والصلاح ومن دعوتهم إلى الله يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون فالله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ما يريدون أن يتكلم داعية ما يريدون أن يأمر بمعروف ولا ينهى بناهية لا يريدون علماً ولا دعوة ولا أن تقام ولو محاضرة لا إله إلا الله ما أخذت و أندل حالهم إن سألتهم عن آيات الله البيانات ما عرفوا إلا المغنين والممثلين والراقصات أحيائهم وأمواتهم يدّعون الإيمان وما هم بمؤمنين هم في كل عصر هم في كل عصر يعيشون يرمون بالتهم يرمون بالأكاذيب دعاة الإسلام رموا نبي الله موسى قبل نبينا عليهم الصلاة والسلام بالزنا فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً ورموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وهم أصحاب الإفك في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم وهم هم في كل زمان ومكان بهذا الدور يقومون وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها سيوجدون فقاتلهم الله أنى يؤفكون لنقف قليلاً مع حديث الإفك لنأخذ منه الدروس والعبر إن في ذلك لذكرى لمن له قلب فاسمعوا لعائشة المبرئة من فوق سبع سماوات رضى الله عنها وأرضاها صاحبة المعاناة في حديث الإفك يوم تقول :رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق ولما دنونا من المدينة نزلنا منزلاً فبتنا فيه بعض الليل ثم أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل قالت فقمت فمشيت حتى جاوزت الجيش لأقضي حاجتي وفى عنقي عقد لي فلما قضيت شأني انسَلَّ من عنقي ولا أدري ثم أقبلت إلى رحلي وتلمست صدري فلم أجد العقد وقد أخذ الناس في الرحيل قالت فرجعت أتلمس عقدي فحبسني طلبه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه و هم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافاً فلم يستنكروا خفة الهودج قالت فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش جئت منازلهم فإذا هي بلقع ليس بها داعٍ ولا مجيب جلست في مكاني متلففة بحجابي أسبح الله واستغفر الله قالت فأخذني النوم وإذا برجل من أهل بدر من الذين اطلع عليهم فقال (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) هو [صفوان بن المعطل] رضى الله عنه هذا المجاهد الذي يقول عن نفسه بعد أن رمي بالفاحشة والذي نفسي بيدي ما كشفت خمار أنثي لا تحل لي في جاهلية ولا إسلام أتى إلى مكان عائشة فرآها وعرف أنها زوج المصطفى صلى الله عليه وسلم لأنه يعرفها قبل الحجاب قالت عائشة والذي نفسي بيده ما كلمني كلمة ولا سلم عليّ حتى السلام وإنما سمعته يقول إنا لله وإنا إليه راجعون زوج المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم أناخ بعيره فقمت وركبت بعيره فأخذ زمام البعير يمشى به ولا يلتفت ولا يتكلم وإنما تقول عائشة كنت أسمعه يسبح الله وأتى بها في الظهيرة وهي على بعيره فأما الذين في قلوبهم إيمان فاطمأنوا إلى موعود الله وهم في كل زمان يطمئنون لذلك وأما الذين في قلوبهم زغل وحقد وغشش على الإسلام وعلى رسول الإسلام وعلى دعاة الإسلام فأخذوها فرصة لا تتعوض قام كبيرهم الذي علمهم الخبث [ابن أبي] قام بين المنافقين يقول لهم لماذا تأخرت لماذا أتت مع هذا الأجنبي لما ركبت على بعيره لما تركها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمع بهذا الكلام هو واثق من زوجه أنها أطهر من حمام الحرم وأنقى من ماء الغمام قريشية من قرشيات
حور حرائر ما هممن بريبة *** كظباء مكة صيدهن حرام
متحجبات في الخدور أوانس *** ويصدهن عن الخنى الإسلام
انطلق الجيش إلى المدينة ولا زال المنافقون يشهرون ويلصقون هذه التهمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبفراشه الطاهر فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سمع الخبر وأتاه النبأ العظيم ضرب في صميم قلبه ضرب في قواعد دعوته ضرب في صميم رسالته الخالدة أصيب في شرفه وفى بيته ومروءته فلما أتاه الخبر عن طريق رجل من المسلمين أتاه وقال يا رسول الله إن المنافقين يقولون كذا وكذا فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) تحمل صلى الله عليه وسلم هذه اللطمة التي لم يصب بمثلها ذهب إلى بيته وسلم على زوجه وهي مريضة في فراشها بعد السفر أصابتها حمة ولم تدرِ أنها متهمة وأن المنافقين قد ألصقوا بها أعظم فرية هي مريضة على الفراش سلم عليها صلى الله عليه وسلم قالت عائشة ولم أرى منه ذاك الحنان و العطف الذي كنت أراه منه كلما مرضت قالت فاستأذنته لأمرض في بيت أبي في بيت خليفة الإسلام في بيت المجاهد الأول في بيت الرجل الأول بعد رسول الهدي صلى الله عليه وسلم فأذن لها صلى الله عليه وسلم قالت فأخذني النساء إلى بيت أبي وإذا بأبيها الآخر يعلم بالنبأ وينزل عليه كالصاعقة ويأتيه الخبر فيصاب ويبكي ويقول (فصبرا جميل والله المستعان على ما تصفون) ويأتي الخبر أمها فتصاب في قلبها وتنتشر الفرية في <المدينة> وتسري سريان النار في الهشيم ويشارك كثير من الصحابة رسول الله في هذا المصاب فيحزنوا لحزنه ويتأثروا لتأثره
لأن أولى الموالى من تواليه *** عند السرور كما ولاك في الحزن
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا *** من كان يألفهم في الموطن الخشن
قالت عائشة ولم أعلم الخبر ولم أدر ما السر قالت فلما شفيت من مرضي خرجت مع نساء في ضاحية من ضواحي المدينة وكان معنا امرأة اسمها [أم مسطح] صالحة من الصالحات وولدها صالح من الصالحين من أهل بدر لكنه وقع في هذه الريبة ونشر الخبر وساعد في نشر التهمة كما يفعل بعض الناس الآن فلما أصبحنا في الصحراء عثرت هذه المرأة الصالحة فقالت تعس [مسطح] والعرب تدعو على عدوها بالتعاسة إذا أصيبت قالت عائشة فقلت لها كيف تدعين على ابنك وهو من الصالحين من أهل بدر قالت إنك ما علمت ماذا قال وماذا فعل قالت عائشة وماذا قال قالت اتهمك هو وأمثاله في عرضك وقالوا إنك ارتكبت الفاحشة مع صفوان لا إله إلا الله قالت عائشة فسقطت على وجهي مغشياً عليّ من البكاء رفعها النساء إلى فراشها في بيت أبيها وأما رسول الله فبقي شهراً كاملاً لا ينزل عليه الوحي يتلمس متى يسمع النداء العلوي ليشفي غليله في هذه المشكلة ما عنده دلائل وما عنده براهين لا يعلم الغيب اضطربت عنده الأمور صلى الله عليه وسلم يثق في زوجه لكنه بشر دخل صلى الله عليه وسلم يستشير بعض أقاربه استشار علي رضي الله عنه قاضى قضاة الدنيا وهو منه بمنزلة هارون من موسى فقال علي يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسلها تصدقك فو الله ما عهدناها كاذبة
قد قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذباً *** فما اعتذارك من قول إذا قيل
ذهب صلى الله عليه وسلم بعده إلى [أسامة] إلى حبه وإلى ابن حبه إلى المولى الذي رفعه الإسلام فيعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر وعمر أسامة أربعة عشر سنة فيقول أسامة وهو يعرف من هي عائشة رضي الله عنها يقول يا رسول الله أهلك أهلك والله ما نعلم عنهم إلا خيراً والله إنها صوامة قوامة بارة رشيدة فاسأل جاريتها يا رسول الله فيذهب صلى الله عليه وسلم إلى الجارية التي معها في البيت واسمها [بريرة] فتقول والله يا رسول الله ما علمت عن عائشة إلا خيراً أحمي سمعي وبصري إنها صوامة قوامة والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمراً أعيبه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله والداجن هي الشاة التي تربى في البيت قام صلى الله عليه وسلم على المنبر وشكى إلى الناس ما لقيه من المنافقين في عرضه ما لقيه من اتهامات جريئة في دعوته شكي من [عبد الله ابن أبي] رأس الضلالة وعمود الجهالة المريد التدمير لهذا الدين فكان مما قاله صلى الله عليه وسلم "ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق والله ما علمت منهم إلا خيراً "فقام الأوس والخزرج فكادوا يقتتلون على اختلاف بينهم في المسجد دفاعاً عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم هدأ صلى الله عليه وسلم الأوضاع وعاد إلى عائشة في بيت أبيها ليجلس معها مجلس التحقيق والمحاكمة إما أن تعترف وتتوب إلى الله وإما أن تتبرأ من هذا وإما أن يعلن الله توبتها من فوق سبع سماوات جلس صلى الله عليه وسلم قالت عائشة وما جلس بعدها إلا ذاك المجلس وجاء الفرج من مفرج الكروب ومنفث الهموم قالت ومعي أبي وأمي ونساء يبكين معي يشاركنني مصيبتي
فلابد من شكوى إلى ذي قرابة *** يواسيك أو يسليك أو يتوجعوا
قالت فجلس صلى الله عليه وسلم ثم شهد أن لا إله إلا الله ثم حمد الله الذي بنوره تقوم السماوات والأرض ثم قال يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممتي بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا أعترف ثم تاب تاب الله عليه تلعثمت من البكاء لا تستطيع الكلام تقول لأبيها أجب عني رسول الله فيما قال فيبكي أبو بكر ويقول والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا يقول أبو بكر في اتهام كهذا ماذا يقول في فرية المغرضين من أعداء الإسلام قالت فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله فتبكي أمها وتقول والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاستجمعت قواي وجف الدمع من عيني وقلت إني والله قد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به فلأن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ولأن اعترفت لكم بأمر لم أعمله لتصدقنني فوالله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا [أبا يوسف] حين قال (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) قالت فاندفع أبي وأمي باكيين أما رسول الله فلم يتحرك مهموماً به من الهم ما به قالت فوالله ما غادر مكانه صلى الله عليه وسلم حتى أتاه الوحي وكان إذا أتاه الوحي من السماء ثقل جسمه فاضطجع على فراشه وأخذ عرقه يتصبب من جبينه الطاهر فعرفنا أنه الوحي قالت فوالله ما فزعت أما أبي فكادت نفسه أن تخرج خوفاً أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس تحدر العرق بعد ما استفاق صلى الله عليه وسلم كالجمان من على وجه فجعل يمسح العرق وهو يبتسم ويقول يا عائشة ابشري إن الله قد برأك من فوق سبع سماوات براءة من الله ولطف من الله ورحمة من الله يوم أن توصد الأبواب فلا يوجد إلا باب الله يوم أن تسدل الحجب فلا يأتي إلا عطف الله وحنان الله
فلرب نازلة يضيق بها الفتي *** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
تهلل وجهها رضى الله عنها قال لها أبوها أبو بكر رضي الله عنه يا عائشة قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمي عليه واحمديه قالت لا والله لا أقوم ولا أحمده ولا أحمدك ولا أحمد أمي وإنما أحمد الذي أنزل براءتي من فوق سبع سماوات لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه يدخل صلى الله عليه وسلم بعدها المسجد منتصراً على أعداء الرسالة الذين ألصقوا به التهمة في عرضه وشرفه يجمع الناس ويقف على المنبر يتلو آيات الله البينات تنزل من على المنبر كأنها القذائف يسمعها المؤمن والمنافق والذكر والأنثى وتقرؤها الأمة إلى قيام الساعة لأن التهمة كانت فيه صلى الله عليه وسلم وقبله وهي متصلة إلى قيام الساعة والواقع يشهد بذلك اسمعوا إلى الآيات التي نزلت قال تعالى (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين) إلى أن قال تعالى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب أليم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم)
صلى الله عليه وسلم بل تتجدد يوماً بعد يوم في صور ومخططات رهيبة مفزعة لكن العاقبة مع ذلك للمتقين والإسلام منتصر في كل مكان (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) ألا فليخسأ الذين يريدون هدم هذا الدين من الذين يلصقون التهم بدعاته وعلمائه العاملين .وإن نجحوا فالنجاح مؤقت والعاقبة للمتقين نسأل الذي بيده مقاليد الأمور أن يفضح من أراد علماء الإسلام من اليهود والمنافقين وأذنابهم على رؤوس الأشهاد اللهم افضحهم على رؤوس الأشهاد اللهم افضحهم على رؤوس الأشهاد اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم أرنا فيهم يوماً أسوداً تقر به أعين الموحدين الآمرين والناهين اللهم احفظ علماء الأمة بحفظك اللهم احفظ علماء الأمة بحفظك اللهم احفظ علماء الأمة بحفظك واكلأهم برعايتك وسدد رميهم واجعل كلماتهم فوارق على كل من أراد بهم الخذلان وافضح أعداءهم على رؤوس الأشهاد اللهم واهدنا إلى الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم أقول ما تسمعون واستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد قال الله عز وجل (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) عباد الله في حادثة الإفك دروس وعبر أيما عبر ذاك (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) من هذه الدروس أن طريق الدعوة والجهاد طريق محفوف بالمكارة كله عراقيل كله عقبات وقد لاقي الدعاة في سبيل الله في هذا الطريق مكارة عظيمة فما صدتهم وما رضتهم عن دعوتهم ها هو صلى الله عليه وسلم يخرج من <مكة> من بين الأهل والجيران والأخوة والخلان حصيرا حزيناً كئيباً طريدا في تلك الفيافي والقفار ما معه من مظلة إلا لا إله إلا الله يصعد إلى أهل <الطائف> لأنه ما وجد هناك بيئة تتقبل لا إله إلا الله فيذهب إليهم فيسخروا به ويستهزئوا به فهذا هو طريق الدعوة وهذا هو المصطفي صلى الله عليه وسلم لقي ما لقي من أذى في سبيل الدعوة إلى الله فطريق الدعوة هذا هو وإلى عهد قريب ليس في ذاك العهد وإنما إلى عهد قريب نرى [سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الوهاب] حفيد إمام الدعوة رحمة الله يصدح بدعوة الحق فيجعله أعداء الإسلام في فوهة المدفع ثم يطلقون به المدفع لتتطاير أشلاءه لتقول لكل الدعاة قدموا أنفسكم في سبيل الدعوة إلى الله فما نقموا منه إلا أن آمن بالله العزيز الحميد طريق الدعوة إلى الإسلام طريق تضحيات ومن يفزع من هذا الطريق فليس بداعية حق الدعوة .إن الحافظ الله إن الولي هو الله إن المسدد هو الله ها هو موسى ذلك الغلام الذي رآه فرعون في منامه ورأى هلاك ملكه على يديه قتل من قتل من أولاد بني إسرائيل ويربى هذا الطفل في بيت فرعون ويترعرع أمام عينيه لأن الله عز وجل حفظه ومن حفظه الله فلا خوف عليه وهذا والله درس عظيم للدعاة إلى الله إذ مهما علا الباطل وزمجر وارتفع هديره فإن الله سيجعله زبداً ويبقى ما ينفع الناس لا خوف فالله ناصر دينه شاء من شاء وأبى من أبى أما كيد البشر فكيد ضعيف مهما عظم ووالله لا تستطيع أي قوة في الأرض أن تصل إلى قلب مؤمن صادق في إيمانه ويقينه ما أجمل وأصدق ما قاله أحد الدعاة حين أوذي في ذات الله
تالله ما الدعوات تهزم بالأذى *** أبداً وفى التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد ألهب اذرعي *** بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة *** أو رد إيماني وصد يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يد ربي *** وربي حافظي ومعيني
لا حافظ إلا الله ولا معين إلا الله فنسأله أن يحفظ الدعاة إلى الله عز وجل ومن دروس هذه الحادثة أن المنتمين لهذا الدين بإخلاص وصدق معرضون للاتهام ولإشاعة الشائعات وإلصاق التهم بهم سمعتم كيف أتهم صلى الله عليه وسلم في عرضه المفعول لكل من ترسم خطاه ومضى على منهجه صلى الله عليه وسلم تجد كل تهمة تلصق بأهل هذا الدين بعلماء هذا الدين بدعاة هذا الدين تشاع عنهم الشائعات تلصق بهم التهم تلصق بعلماء الأمة شبابها الملتزم وبكل صالح في الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (أتواصوا به بل هم قوم طاغون) وصف الدعاة بالرجعية والتأخر وصفوا بعدم مسايرة العصر وصفوا بالسذاجة والبساطة لكن هذه الألفاظ لن تجدي فبدءوا الآن برمي الدعاة بالشذوذ الخلقي لتحطيم وتضليل قدوة الأمة في نظر أبنائها وهذه كلمات وهذه أفعال والله ما جاءتنا إلا من اليهودية الحاقدة صدرتها لنا إلى بلاد الإسلام فأخذها الذين أخذ الله سمعهم وأبصارهم وختم على قلوبهم زادوا عليها وزعوها في مجالس الناس صار الصالحون في أوساط الناس مصدر شبهة وأهل ريبة وبالتالي سيفقد علماء الإسلام ثقة الناس فيهم فيضل الناس عند ذاك يعمنا الله بعقاب من عنده وذاك مطلبهم (قاتلهم الله أنى يؤفكون) يأتي كل من في قلبه زغل ونفاق يتشفى بالصالحين وبالدعاة المخلصين ويقول : الشاذون ، كانوا يقولون المتشددين والآن أصبحوا يقولون الشاذين ونسأل أصحاب هذه الكلمات ما الشذوذ في نظرهم هل هو التمسك بحبل الله يوم أن انقطعت حبال الذين من دونه هل الشذوذ هو الحرص على تطبيق السنة بالمسلك والآداب والتعامل يوم ضاعت تعاليم السنة بأشخاص كثير من الناس هل الشذوذ في إحياء القلوب بكتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم يوم أن أصبحت مجالس الناس لنشر الشائعات وللسذاجة واللهو واللعب هل الشذوذ أن يتروض الشباب في بساتين آيات الله يوم تروض غيره في مذابل الأغاني وفي مذابل البغايا والعاهرات هل الشذوذ أن تدرس كتب السلف الصالح يوم شغل الكثير عن المصحف بالمجلة الخليعة وعن المسجد بالمقهى وعن السواك بالسيجارة وعن زيارة بيت الله الحرام بزيارة بلاد الكفار <كبانكوك> وما أمثالها ما أدراكم ما تلك البلاد لا إله إلا الله . سبحانك هذا بهتان عظيم الشذوذ والانحراف في البعد عن منهج الله في الانسلاخ عن القيم والآداب في الانسلاخ عن الإسلام والقيم والآداب والأخلاق الشذوذ والانحراف في البعد عن كتاب الله الذي أنزله الله عز وجل وما خرجت والله مثل هذه التهم إلا يوم أن ابتعدنا عن الإسلام يوم أن تركنا الأمر والنهي أصبح البعض يمشي خجلاً أنه مطبق للسنة فتجرأ الرعديد وتجرأ الملحد وتجرأ المنافق ليطلق الشائعات وعن من عن أنصار الدين وعلمائه عن حاملين راية محمد صلي الله عليه وسلم ولكن نقول
إذا عير الطائي بالبخل مادر *** وعير قسا بالفهامة باقل
وقال السهى للشمس أنت كثيفة *** وقال الدجى للبدر وجهك حائل
فيا موت زر أن الحياة دميمة *** ويا نفس جدي إن دهرك هازل
ومن هذه الحادثة نستفيد أن دعاة الإسلام مستهدفون وعلى رأسهم قائدهم محمد صلى الله عليه وسلم أشيعت عنه الشائعات وإشاعة الشائعات أمر عظيم ومرض خطير ومرض خطير أيها المسلمون لكنها كثيرة وموجودة كثير من الناس ما يسمع كلمة صدقاً كانت أو كذباً إلا وأخبر بها فرية كانت أو حقيقة تمس مسلماً تمس أخاً أم غير أخ ما كأنه سمع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ما كأنه تربى به المصطفي صلى الله عليه وسلم كفا بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع كفا بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع رب كلمة توجب لصاحبها النار "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار سبعين خريفاً" (إذ تلقونه بألسنتكم وتقول أفواهكم بما ليس لكم به علم وتحسبوه هيناً وهو عند الله عظيم) (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) ومن الدروس أيضاً أن قذف المحصنات المؤمنات الغافلات كبيرة من الكبائر وموبقة من الموبقات استوجب صاحبها اللعنة من رب الأرض والسماوات وكذلك قذف المؤمنين (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) ومن دروس حادثة الإفك ألا تشاع الفواحش فلا يتحدث بالجرائم التي تحدث في المجتمع في المجالس حتى ولو حدثت لأن التحدث بها يقلل من خطرها في قلوب الناس أوما سمعتم قول الله (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) ومن الدروس ألا يقف المسلم في مواقف الريبة ولا في مواقف التهمة حتى ولو كان أطهر من ماء الغمام إن النفوس يشرع إليها الشك والقلوب تنتابها الأوهام وها هو صلى الله عليه وسلم" يصلى العشاء في مسجده وتأتيه [صفية] زوجه تعوده وهو معتكف فلما قام يودعها مر به أنصاريان فقال لهما على رسلكما هذه صفية بنت حيي" يخبرهم صلى الله عليه وسلم لئلا يجري الشيطان في دمائهم فيظنوا به سوءا ،فدع مواطن الشبهة والريبة يا عبد الله فذلك أصلح وأسلم وأتقى وأنقى ومن الدروس أن المؤمن مبتلى وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل أوذي صحابة رسول الله أذى عظيماً فصبروا واحتسبوا وأوذي من قبلهم فصبروا كان يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق نصفين ثم يمشط بأمشاط الحديد بين جلده وعظمه ما يصرفه ذلك عن دينه (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) عباد الله علماؤنا زهرة الدنيا ونور الدنيا وهم حاملو ميراث الأنبياء والداعون إلى صراط الله العزيز الحميد عرف أعداء الإسلام ذلك فألصقوا به التهم ونشروا عنهم الشائعات وبعض السذج وخفاف الأحلام عن قصد وغير قصد يروج لهذه الشائعات لا إله إلا الله والله ما يريدون بتشويه العلماء سوى ضرب ميراث الأنبياء يريدون إطفاء نور الله فلتكن على وعي وإدراك أخي المسلم، المسلم كيس فطن المسلم لا يغتر المسلم بنور الله يمشي المسلم لا تنطلي عليه الشائعات المسلم يفرق بين السم والدسم اللهم انصر دينك وكتابك اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك اللهم انصر علماء أمة محمد صلي الله عليه وسلم والصالحين من عبادك وأولياءك اللهم انصر علماء أمة محمد اللهم انصر الدين ومن نصر الدين اللهم انصر من نصر الدين اللهم انصر الدين ومن نصر الدين اللهم أخذل من خذل الدين اللهم أخذل من خذل الدين اللهم أخذل من خذل الدين اللهم من أرادنا والإسلام بسوء فاشغله بنفسه وأجعل تدبيره تدميره وأخذله ومزقه كل ممزق يا أكرم الأكرمين اللهم اكشف أستاره اللهم افضح أسراره اللهم اكشف أستاره اللهم افضح أسراره اللهم أخرس لسانه اللهم أذهب عقله اللهم دمر جنانه اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك يا أكرم الأكرمين اللهم انتقم لأوليائك اللهم انتقم لعلماء المسلمين اللهم انتقم لأحبابك ودعاتك وصالح عبادك اللهم ثبتنا على الحق اللهم من نصر الدين فمكنه في الأرض واجعله هادياً مهدياً اللهم من خذل الدين فأرنا فيه يوماً أسوداً كيوم فرعون وهامان وهارون نسألك يا ربي أن تحفظنا نسألك يا ربى أن تحمينا نسألك يا رب أن تهدينا سواء السبيل نسألك أن تمنعنا من كل ما يدبر للمسلمين من كيد وسوء اللهم لا تدابير لدينا إلا تدبيرك ولا حيل لدينا ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الحياة شرا لنا اللهم نسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا ونسألك لذة النظر إلى وجهك بغير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم من أراد بعلمائنا سوءاً فعليك به. اللهم أهلكهم بدداً أحصهم عدداً ولا تغادر منهم أحداً اللهم آمنا في دورنا وأفرح أمتنا وولاة أمورنا واجعلنا من الذين نخافك ونتبع هداك وبرحمتك يا أرحم الراحمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

فضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني

*سلسبيلا*
*سلسبيلا*
نائبة المدير
نائبة المدير
الجنس : انثى عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج المزاج : رائع
تعاليق : :

أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *

. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !

فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )

التحذير من دعوة الجاهلية  رضا محمد السنوسي Empty رد: التحذير من دعوة الجاهلية رضا محمد السنوسي

الخميس 20 سبتمبر 2012, 7:31 pm

من أرضى الله بسخط الناس

محمد سعد

ملخص الخطبة

1- حديث يأمر بالتماس رضا الله فحسب. 2- موقف العلماء الربانيين من المنكرات. 3- موقف علماء السوء من المنكرات. 4-الضغط على بعض الدعاة قد يؤدي بهم إلى المداهنة. 5- مواقف في الثبات وأخرى في المداهنة.

الخطبة الأولى





أما بعد:

أيها الأخوة الأحباب: هيا لنقضي بعضا من الوقت في الحديقة الزهراء والجنة الغناء، في رياض السنة المشرفة وبين حدائقها المكرمة، نسير في ربوعها ونستريح في ظلالها نستنشق عبير أزهارها ونقطف من ثمارها ونصلي ونسلم على صاحبها محمد صلى الله عليه وسلم.

أخرج الترمذي في الزهد عن رجل من أهل المدينة قال: كتب معاوية رضي الله عنه إلى عائشة رضي الله عنها أن اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي، فبعثت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية: سلام الله عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)) والسلام عليك [والحديث إسناده صحيح]. وفي رواية لإبن حبان: ((من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس)) [وسنده صحيح أيضا، والحديث ذكره الشيخ الألباني في حديث الجامع الصغير السيوطي وقال عنه الشيخان شعيب وعبد القادر الأرناؤوط في تحقيقهما لزاد المعاد: إسناده صحيح]. وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من التمس رضا الناس)) التمس يعني: طلب، وقوله عليه الصلاة والسلام (كفاه الله مؤونة الناس) المؤونة التبعية والمقصود كفاه الله تعالى شر الناس وأذاهم.

أيها الأخوة الكرام: ها هو ذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك خيرا إلا دلنا عليه، ولا شرا إلا حذرنا منه، ها هو ذا عليه الصلاة والسلام في كلمات بسيطة الأسلوب بليغة التركيب وجيزة المبنى عظيمة المعنى يعطينا في هذا الحديث الشريف مبدءا هاما في معاملة الناس ومعايشتهم، فذكر عليه الصلاة والسلام طريقين لا ثالث لهما.

الطريق الأول: طريق من التمس رضا الله تعالى ولو سخط عليه الناس، وهو طريق ينبع من توحيد العبد لربه عز وجل، إذ ليس للإنسان أن يتوجه إلا لله، فلا يخاف إلا إياه، ولا يرجو سواه، ولا ينطلق في حياته إلا طلبا لرضاه في كل حركاته وسكناته في كل معاشراته ومعاملاته، فينفذ ما أمر الله تعالى به لا يلتفت في ذلك لمدح مادح أو ذم ذام، ولا يضع في نفسه وهو يرضي الله عز وجل أدنى حساب لسخط أحد من الخلق أو رضاه مهما كلفه ذلك من مشاق.

والطريق الآخر: هو طريق من لم تخلص نفسه لله عز وجل، طريق ضعاف الإيمان ومن اهتزت عقيدتهم فهو يبحث عما يرضي الناس ويفعله، وعما يعرضه لسخطهم فيتركه، ولو كان ذلك على حساب دينه، ولو كان في ذلك ما يسخط ربه عز وجل، لأن المهم عنده ألا يخسر الناس وألا يكون في موضع نقمتهم وغضبهم.

إنها لقضية خطيرة حقا، ذلك أن الإنسان لابد له أن يتعامل مع الناس ويعيش بينهم، ويجب عليه في نفس الوقت أن يعيش بمنهج الإسلام موحدا لله عز وجل مطبقا لحدوده، ولكن كثيرا من الناس حوله ينحرفون ويفجرون ويظلمون ويتعدون حدود الله تعالى، ومن هنا كان على المسلم أن ينكر ذلك وأن يغيره ويحارب تلك المنكرات والمخالفات وأن يظهر دين الله عز وجل، عندئذ يطلب منه هؤلاء المنحرفون أن يسكت أو يوافقهم على انحرافهم، ويضغطون عليه بشتى الوسائل كما هو الواقع الذي نعيشه فالمسلم المتمسك بدينه اليوم يعيش في هذه المجتمعات المنحرفة وبين الحكومات الضالة الظالمة والأسر الغافلة، فيسعى بينهم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحيي الإسلام ويجاهد لإقامته في الحياة فينزعج الناس الغافلون والمنحرفون منه ويتضايقون.

يتضايقون من هذا الذي يخالفهم في سلوكه ومظهره، وينكر عليهم ما اعتادوه من المنكرات، وينزعج منه الطغاة من الحكام، فيواجه المسلم الملتزم بدينه حربا ضروسا وهجوما عنيفا بشتى الوسائل لإسكاته أو لإبعاده عن منهجه، ولكيلا يستجيب لدعوته الناس فيواجه الاستهزاء والتهديد أو التعذيب أو السجن أو المحاربة في الرزق، ويقف المسلم ممتحنا أمام الطريقين اللذين لا ثالث لهما إما أن يرضي الله عز وجل ولا يبالي بسخط الناس وأذاهم، فيسير مستقيما لا يميد ولا يحيد، وإما أن يرضي الناس فيوافقهم على انحرافهم وضلالهم ويتميع معهم ليتجنب بطشهم أو سخطهم، فيسخط الله عز وجل.

وكثيرا ما يتعرض المسلم الملتزم بدينه وهو ينطلق في الحياة يتعامل مع الناس لمثل هذا الموقف ليتخير أحد الطريقين. ولنستعرض على ذلك أمثلة فمن أهم هذه الأمثلة والصور ما يقع للعلماء عندما تظهر المنكرات ويعم الفساد ويطغى الحكام ويصبح واجبا عليهم الإنكار والتغيير وبيان الحق للناس قبل غيرهم، فمن العلماء من لا يفكر إلا فيما يرضي الله عز وجل فيحارب الباطل ويفضح الظالم، وأقل درجات إنكار المنكر الإنكار بالقلب، وليس وراء ذلك إيمان.

ومن العلماء وهم علماء السوء الذين يسيرون في ركاب الحكام وضالة الناس فيرضيهم طمعا بما عندهم أو خوفا من بطشهم ونقمتهم، فلا يأمر ولا ينهى بل يبيعون ذممهم ودينهم بحفنة أموال أو بمنصب عال، ويسرعون إلى عتبات السلاطين بالفتاوى المعلبة الجاهزة، وكم رأينا فتاوى لعلماء السوء في وسائل الإعلام من صحف ومجلات وإذاعات عندما يسألون عن أمور قد تخفى على كثير من الناس كحكم فوائد البنوك وشهادات الاستثمار أو حكم بناء المساجد على القبور أو تلك القوانين الوضعية التي يكبل بها المسلمون أو تلك الموالاة الصريحة لليهود والنصارى، فتجدهم يدورون في فتواهم حول الحق ويداهنون السلاطين.

والذي يفضح لك علماء السوء ويبين أنهم يسعون لرضا سلاطينهم لا إلى رضا الله عز وجل أنك تجد الفتوى الواحدة في المسألة الواحدة تتغير وتتبدل كلما تغير رأي الحاكم أو تبدل اتجاهه أو كلما تغير حاكم وجاء آخر، وكم شاهدنا وقرأنا لمن يكتب في تحريم الربا كله عاما ثم يكتب في حله كذلك عاما آخر، ورأينا من بارك الفجور وإشاعة الفاحشة بين الناس حتى لا يقال عنه متخلف أو متحجر، وحتى لا يتهمه أرباب الصحف في مقالاتهم بأنه يعيش بعقلية القرون الوسطى.

وأقرب الأمثلة على ذلك أنه حدث كلام في لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشعب حول استصدار قرار بإلغاء مهرجانات السينما لما فيها من عري وفساد وما لها من تأثير على دين الناس، فاستنكر ذلك صاحب أخبار الناس بجريدة الأخبار، ويبدو أن استنكاره كان موجها لرئيس اللجنة، فسارع رئيس لجنة الشؤون الدينية الذي يحمل درجة الدكتوراه لينفي اللوم عنه وعن جميع أعضاء اللجنة، ولو مجرد التفكير في هذا القرار فقال ردا على المقال: عزيزي محرر صفحة أخبار الناس، بخصوص مقالتك الخاصة بإلغاء مهرجانات السينما في مصر إن الأمر لم يتعد رأيا من الضيوف الذين يحضرون اجتماعات اللجنة، ولم يؤيده أحد من الأعضاء، وبالتالي لم يصدر به قرار.

ومن الصور الخطيرة التي يقف الإنسان فيها ممتحنا إما أن يرضي الله عز وجل، وإما أن يرضي الناس ما يحدث لبعض الدعاة عندما يتعرضون للضغوط، فيحاول أعداء الدعوة أن يساوموا الدعاة للتنازل عن بعض الأمور أو السكوت عنها أو إيجاد خط مودة بينهم في مقابل السماح للدعاة ببعض الحرية.

وكثيرا ما تضعف نفوس وتزل أقدام أمام تلك الضغوط والإغراءات، أضف على ذلك ما يدب في قلوبهم من ملل بسبب طول العداء وكثرة الأذى، فيميل البعض إلى المصالحة والمداهنة في أمور الدعوة، فيقدمون رضا الناس على رضا الله عز وجل، ويخطئون الطريق، فالله عز وجل لا يرضى بالمداهنة في دينه، ولا يرضى بأنصاف الحلول أو أن يتصافح الحق مع الباطل أبداً.

ولعل من الصور التي يقف فيها المرء ممتحنا إما أن يرضي الله عز وجل أو يرضي الناس ما يحدث للشباب عندما يضغط الوالدان الغافلان على أولادهم، فيأمران مثلا بما فيه معصية الله أو عندما يطلب الأصدقاء من صديقهم ألا ينكر عليهم بعض المخالفات التي يرتكبونها وألا يزعجهم بنصائحه وألا قاطعوه وخسرهم.

إن تلك الصور وغيرها كثير لو تأملناها لوجدنا الناس أمامها ينقسمون على العموم إلى قسمين: قسم لا يفكر إلا في رضا الله عز وجل، وقسم تضعف نفسه أمام الضغوط.

ولقد بين عليه الصلاة والسلام لنا عاقبة كل طريق ونهايته.

أما الطريق الأول فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس)) فبين أن الله تعالى تكفل وتعهد بحفظ من يطلب رضاه ويقدمه على رضا الناس كما قال تعالى في كتابه الكريم: أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام .

أليس الله بكاف عبده وقرأ بعضهم: أليس الله بكاف عباده يعني أنه سبحانه وتعالى يكفي من عبده وتوكل عليه ويخوفونك بالذين من دونه يعني المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم ويتوعدونه بأصنامهم وآلهتهم التي يدعونها من دون الله جهلا منهم وضلالا، ولهذا قال عز وجل: ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام يعني أليس الله منيع الجناب لا يضام من استند إلى جنابه ولجأ إلى بابه، فإنه سبحانه العزيز الذي لا أعز منه ولا أشد انتقاما منه.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وكل من أرضى الله بسخط الناس كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح، والله يتولى الصالحين، وهو كاف عبده.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: فمن هداه الله وألهمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الموافقة على فعل الحرام وصبر على عداوتهم – أي عداوة المنحرفين والظالمين من الناس – ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة، كما كانت الرسل وأتباعهم كالمهاجرين والأنصار، ومن ابتلي من العلماء وصالحي الولاة والتجار وغيرهم.

لقد كان علماء السلف الصالح رحمهم الله يضربون الأمثلة الرائعة في الثبات أمام طغاة الناس من الحكام وغيرهم، وكان نتيجة هذا الثبات أن أكرمهم الله عز وجل بالنصر أو بالشهادة

استدعى عمر بن هبيرة والي العراق الحسن البصري والإمام الشعبي ليسأل عما يبعثه إليه الخليفة من أوامر تحتوي على ظلم هل ينفذها أم لا فسأل عمر الشعبي في هذا الموقف أولا، فقال كلاما يرضي الوالي والخليفة، والحسن البصري ساكت، فلما انتهى الشعبي من كلامه التفت عمر بن هبيرة إلى الحسن وقال: وما تقول أنت يا أبا سعيد، فوعظه الحسن البصري موعظة قوية أمره فيها بالمعروف ونهاه فيها عن المنكر، ولم يداهن أو يواري فقال فيما قال: يا ابن هبيرة خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله عز وجل يمنعك من يزيد وأن يزيد لا يمنعك من الله، يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك، يا ابن هبيرة إنك إن تك مع الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد في الدنيا والآخرة، وإن تك مع يزيد في معصيته فإن الله يكلك إلى يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائنا من كان في معصية الخالق عز وجل، فبكى عمر بن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته، وأكرم الحسن البصري إكراما شديدا، ولم يلتفت إلى الشعبي فلما خرج الحسن والشعبي وذهبا للمسجد، واجتمع الناس ليعرفوا خبرهما التفت الشعبي للناس بعد أن تعلم درسا هاما تعلم ألا يرضي أحدا دون الله تعالى بعد ذلك قال: يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله عز وجل على خلقه في كل مقام فليفعل، فوالذي نفسي بيده ما قال الحسن لابن هبيرة قولاً لا أجهله – يعني كنت أستطيع أن أقول مثل ما قال الحسن – ولكن أردت فيما قلت وجه ابن هبيرة، وأراد الحسن فيما قال وجه الله.

ولو تأملنا موقف الدعاة أمام بطش الطواغيت واغراءاتهم لوجدنا إمام الدعاة صلى الله عليه وسلم قد تعرض لضغوط ومساومات عديدة ليتنازل عن بعض أمور الدعوة كما قال سبحانه: ودوا لو تدهن فيدهنون أي ود الكفار لو تدخل معهم يا محمد في مجال المساومة على الدين، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حاسما في موقفه حتى وهو في أحرج الأوقات وأشد الأزمات وهو محاصر بدعوته وأصحابه يعذبون ويتعرضون للأذى لم يحاول أن يرضي الكفار قط ولو بكلمة واحدة تسخط الله عز وجل، بل فضح عليه الصلاة والسلام الشرك والمشركين فماذا كانت النتيجة فتح الله عليه ونصره وأيده وآواه إلى المدينة وأعره وأعز المسلمين، ولو مال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الكفار قليلا أو أرضاهم وهذا مجرد افتراض فقد قال الله عز وجل: وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لأتخذوك خليلاً ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ً إن الله عز وجل يصون ويرضي من يقدم رضاه على رضا الناس وليس شرطا أن لا يؤذى أو يعذب فقد يؤذى المسلم لحكمة يعلمها الله عز وجل كأن يكون تكفيرا لسيئاته أو رفعا لدرجته أو لينال الشهادة وما أعظمها منزلة كما في الحديث الحسن: ((سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله)).

أما عاقبة من يقدم رضا الناس على رضا الله عز وجل فهي الخيبة والخسران يقول عليه الصلاة والسلام: ((ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)) ومن وكله الله تعالى للناس وقع في المهالك وتخطفته الخلائق وأصابه الخذلان وتجرأ عليه كل إنسان بل أكثر من ذلك قد ينقب الذي كان يسعى لإرضائه فيصير له عدو كما جاء في قول للسيدة عائشة رضي الله عنها: من أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاما.

وكما ضرب الإمام ابن القيم في ذلك مثلا برجل متدين تقي حل بين قوم فجار ظلمة ولا يتمكنون من فجورهم إلا بموافقته لهم أو سكوتهم عنه فإن وافقهم أو سكت عنهم سلم من شرهم في الابتداء ثم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى وأضعاف ما كان يخاف لو أنكر عليهم وخالفهم، وإن سلم منهم فلابد وأن يهان ويعاقب على يد غيرهم، فالحزم كل الحزم كما قالت عائشة أم المؤمنين لمعاوية.

أيها الأخوة الكرام: وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: والسعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله.


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى