- * صَمْتٌ دائمٌ *قلم من ذهب
- الجنس : عدد المساهمات : 260
تاريخ التسجيل : 28/05/2011
رسالة في ليلة التنفيذ
الأربعاء 03 أكتوبر 2012, 5:54 am
هاشم الرفاعي (1353هـ - 1378هـ = 1935 - 1959 م ) شاعر مصري اسمه الحقيقي: سيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي ولكنه اشتهر باسم جده هاشم لشهرته ونبوغه، وتيمنا بما عرف عنه من فضل وعلم وعرف بهذا الاسم وانطوى الاسم الحقيقي عنه.
كان هاشم الرفاعي سليلاً لأسرة متدينة، وقد نشأ في بيت يُعنى بالعلم ويهتم بالتفقه في دين الله ويحرص علىالتربية الاسلامية، وكان والده جامع شيخا لإحدى الطرق الصوفية المنتشرة في مصر، التحق بمعهد الزقازيق الديني التابع للأزهر الشريف سنة 1947م وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية في عام 1951م، ثم أكمل دراسته في هذا المعهد وحصل على الشهادة الثانوية سنة1956م ثم التحق بكلية دار العلوم ومن زملائه من أبناء الكلية الشاعرخالد محمد سليم، وقد لقي شاعرنا الله شهيداً قبل أن يتخرج سنة 1959م ..
[b]وقد القى شاعرنا هذه القصيدة في احدى المهرجانات والتي صوّر فيها محكوماً بالإعدام يخاطب أباه في أخر ليلة من عمره قبل تنفيذ حكم الإعدام
أبتاه، ماذا قد يخط بناني *** والحبل والجلاد منتظران
هذا الكتاب إليك من زنزانة *** مقرورة صخرية الجدران
لم تبقَ إلا ليلة أحيا بها *** وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في *** هذا وتحمل بعدها جثماني
***
الليل من حولي هدوء قاتل *** والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي، فأنشد راحتي *** في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة *** دب الخضوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإله ولم أذق *** إلا أخيرًا لذة الإيمان
شكرًا لهم أنا لا أريد طعامهم *** فليرفعوه، فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي *** أمي ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي *** أخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إليّ به يدًا مصبوغة *** بدمي، وهذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل *** عبثت بهن أصابع السجان
ما بين آونة تمر.. وأختها *** يرنو إليّ بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده *** ويعود في أمنٍ إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه *** ماذا جني؟ فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *** لم يبد في ظمأ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة *** ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة *** لو كان مثلي شاعرًا لرثاني
أو عاد من يدري؟ إلى أولاده *** يومًا وذكر صورتي لبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذة بها *** معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملاً *** في الثائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجومًا كالضباب مصورًا *** ما في قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإن همو *** كتموا، وكان الموت في إعلاني
ويدور همس في الجوانح ما الذي *** بالثورة الحمقاء قد أغراني؟
أولم يكن خيرًا لنفسي أن أرى *** مثل الجميع أسير في إذعان؟
ما ضرني لو قد سكت وكلما *** غلب الأسى بالغت في الكتمان
هذا دمي سيسيل يجري مطفئًا *** ما ثار في جنبي من نيران
وفؤادي الموار في نبضاته *** سيكف في غده عن الخفقان
والظلم باق، لن يحطم قيده *** موتي، ولن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره *** شاة إذا اجتثت من القطعان
***
هذا حديث النفس حين تشفت عن *** بشريتي.. وتمور بعد ثوان
وتقول لي: إن الحياة لغاية *** أسمى من التصفيق للطغيان
أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت *** ستظل تغمر أفقهم بدخان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم *** قسمات صبح يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلاله *** ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربا *** لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها *** بعد الهدوء وراحة الربان
إن احتدام النار في جوف الثرى *** أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده *** سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج.. يقتلع الطغاة مزمجرًا *** أقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست أدري، هل ستُذكر قصتي *** أم سوف يعروها دجى النسيان؟
أم أنني سأكون في تاريخنا *** متآمرًا أم هادم الأوثان؟
كل الذي أدريه أن تجرعي *** كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلبًا *** غير الضياء لأمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة.. لا قيد.. لا *** إرهاب.. لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي *** يغلي دم الأحرار في شرياني
***
أبتاه، إن طلع الصباح على الدنى *** وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه *** يومًا جديدًا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة *** تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق كما تعود بابنا *** سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنيهة متأرجحًا *** في الحبل مشدودًا إلى العيدان
ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما *** صنعته في هذي الربوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضارة *** وتُضاءُ منه مشاعل العرفان
أو هكذا زعموا، وجيء به إلى *** بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطمًا *** في زحمة الآلام والأشجان
إن ابنك المصفود في أغلاله *** قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا *** قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى *** تبكي شبابًا ضاع في الريعان
وتكتم الحسرات في أعماقها *** ألمًا تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عني، إنني *** لا أبتغي منها سوى الغفران
ما زال في سمعي رنين حديثها *** ومقالها في رحمة وحنان
أبنيَّ: إني قد غدوت عليلة *** لم يبق لي جلد على الأحزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن *** بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية.. ريانة *** يا حسن آمال لها وأمان!
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم *** يكن انتقاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدري بأي جوانح *** ستبيت بعدي أم بأي جنان
***
هذا الذي سطرته لك يا أبي *** بعض الذي يجري بفكر عان
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت *** بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويكبر همتي *** من كان في بلدي حليف هوان
وإلى لقاء تحت ظل عدالة *** قدسية الأحكام والميزان
هذا الكتاب إليك من زنزانة *** مقرورة صخرية الجدران
لم تبقَ إلا ليلة أحيا بها *** وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في *** هذا وتحمل بعدها جثماني
***
الليل من حولي هدوء قاتل *** والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي، فأنشد راحتي *** في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة *** دب الخضوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإله ولم أذق *** إلا أخيرًا لذة الإيمان
شكرًا لهم أنا لا أريد طعامهم *** فليرفعوه، فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي *** أمي ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي *** أخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إليّ به يدًا مصبوغة *** بدمي، وهذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل *** عبثت بهن أصابع السجان
ما بين آونة تمر.. وأختها *** يرنو إليّ بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده *** ويعود في أمنٍ إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه *** ماذا جني؟ فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *** لم يبد في ظمأ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة *** ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة *** لو كان مثلي شاعرًا لرثاني
أو عاد من يدري؟ إلى أولاده *** يومًا وذكر صورتي لبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذة بها *** معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملاً *** في الثائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجومًا كالضباب مصورًا *** ما في قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإن همو *** كتموا، وكان الموت في إعلاني
ويدور همس في الجوانح ما الذي *** بالثورة الحمقاء قد أغراني؟
أولم يكن خيرًا لنفسي أن أرى *** مثل الجميع أسير في إذعان؟
ما ضرني لو قد سكت وكلما *** غلب الأسى بالغت في الكتمان
هذا دمي سيسيل يجري مطفئًا *** ما ثار في جنبي من نيران
وفؤادي الموار في نبضاته *** سيكف في غده عن الخفقان
والظلم باق، لن يحطم قيده *** موتي، ولن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره *** شاة إذا اجتثت من القطعان
***
هذا حديث النفس حين تشفت عن *** بشريتي.. وتمور بعد ثوان
وتقول لي: إن الحياة لغاية *** أسمى من التصفيق للطغيان
أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت *** ستظل تغمر أفقهم بدخان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم *** قسمات صبح يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلاله *** ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربا *** لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها *** بعد الهدوء وراحة الربان
إن احتدام النار في جوف الثرى *** أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده *** سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج.. يقتلع الطغاة مزمجرًا *** أقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست أدري، هل ستُذكر قصتي *** أم سوف يعروها دجى النسيان؟
أم أنني سأكون في تاريخنا *** متآمرًا أم هادم الأوثان؟
كل الذي أدريه أن تجرعي *** كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلبًا *** غير الضياء لأمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة.. لا قيد.. لا *** إرهاب.. لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي *** يغلي دم الأحرار في شرياني
***
أبتاه، إن طلع الصباح على الدنى *** وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه *** يومًا جديدًا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ثرة *** تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق كما تعود بابنا *** سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنيهة متأرجحًا *** في الحبل مشدودًا إلى العيدان
ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما *** صنعته في هذي الربوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضارة *** وتُضاءُ منه مشاعل العرفان
أو هكذا زعموا، وجيء به إلى *** بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطمًا *** في زحمة الآلام والأشجان
إن ابنك المصفود في أغلاله *** قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا *** قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى *** تبكي شبابًا ضاع في الريعان
وتكتم الحسرات في أعماقها *** ألمًا تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عني، إنني *** لا أبتغي منها سوى الغفران
ما زال في سمعي رنين حديثها *** ومقالها في رحمة وحنان
أبنيَّ: إني قد غدوت عليلة *** لم يبق لي جلد على الأحزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن *** بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية.. ريانة *** يا حسن آمال لها وأمان!
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم *** يكن انتقاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدري بأي جوانح *** ستبيت بعدي أم بأي جنان
***
هذا الذي سطرته لك يا أبي *** بعض الذي يجري بفكر عان
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت *** بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويكبر همتي *** من كان في بلدي حليف هوان
وإلى لقاء تحت ظل عدالة *** قدسية الأحكام والميزان
[/b]
- لحظة أملابداع منقطع النظير
- عدد المساهمات : 452
تاريخ التسجيل : 15/05/2012
العمل/الترفيه : طالبة دكتوراه
المزاج : متفائلة محسنة الظن بالخالق الكريم
تعاليق : ما تعثرت ارتباكا يا حصى .. أو جنوحا لاختصار الالف ميل
ليس ذنبي أن دربي ما استوى .. كان ذنبي ثوب أحلامي الطويل
,,,,
ربي قد وهبتني خير اخوة في الدنيا وشئت ان افترق عنهم فلا تحرمني اللقاء بهم في الجنة
رد: رسالة في ليلة التنفيذ
الخميس 04 أكتوبر 2012, 6:31 am
قصيدة رائعة بمعنى الكلمة
سلمت يمينك اخ
اللهم فرجك ياا الله
تقبل مروري
اختك لحظة امل
سلمت يمينك اخ
اللهم فرجك ياا الله
تقبل مروري
اختك لحظة امل
- * صَمْتٌ دائمٌ *قلم من ذهب
- الجنس : عدد المساهمات : 260
تاريخ التسجيل : 28/05/2011
رد: رسالة في ليلة التنفيذ
السبت 13 أكتوبر 2012, 5:26 am
لحظة أمل كتب:قصيدة رائعة بمعنى الكلمة
سلمت يمينك اخ
اللهم فرجك ياا الله
تقبل مروري
اختك لحظة امل
وسلم الله يمينكم اختنا
بوركت على مروركم الطيب
- *سلسبيلا*نائبة المدير
- الجنس : عدد المساهمات : 5699
تاريخ التسجيل : 19/02/2009
المزاج : رائع
تعاليق : :
أكتب ما يقوله النّاس ضدك في | أوراقّ *
. . . . . . . . . . . . . . . وضعها تحت قدميك !
فـ كلما زادت الأوراق (ارتفعت أنت الى الأعلى )
رد: رسالة في ليلة التنفيذ
الإثنين 15 أكتوبر 2012, 9:47 pm
الله يرحم كل شهيد ويدخله جنته
- * صَمْتٌ دائمٌ *قلم من ذهب
- الجنس : عدد المساهمات : 260
تاريخ التسجيل : 28/05/2011
رد: رسالة في ليلة التنفيذ
الثلاثاء 20 نوفمبر 2012, 3:04 am
*سلسبيلا* كتب:الله يرحم كل شهيد ويدخله جنته
اللهم ءامين يا رب
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى